العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

درنة تبكي قتلاها وتبحث عن مفقوديها بعد الفيضانات الجارفة

السبت ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

درنة‭ - ‬الوكالات‭: ‬واصل‭ ‬المسعفون‭ ‬والمتطوعون‭ ‬أمس‭ ‬العمل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬آلاف‭ ‬المفقودين‭ ‬في‭ ‬درنة‭ ‬بعد‭ ‬الفيضانات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬المدينة‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬ليبيا‭ ‬الشرقي‭. ‬

في‭ ‬جنيف،‭ ‬أعلن‭ ‬مساعد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬مارتن‭ ‬جريفيث‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مجهولا‭. ‬

وقال‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭: ‬‮«‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬جهودنا‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬ومع‭ ‬السلطات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‮»‬‭ ‬الكارثة،‭ ‬مضيفا‭: ‬‮«‬لم‭ ‬نتوصل‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭. ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مستوى‭ ‬الحاجات‭ ‬وعدد‭ ‬القتلى‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مجهولا‮»‬‭. ‬

وأطلق‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نداء‭ ‬لجمع‭ ‬أموال‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬71‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لتأمين‭ ‬مساعدة‭ ‬فورية‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررا‭ ‬جراء‭ ‬الفيضانات‭ ‬التي‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬العاصفة‭ ‬‮«‬دانيال‮»‬،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬كارثي‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬المكتب‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬تدمير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطرقات‭ ‬‮«‬تحض‭ ‬بلدية‭ ‬درنة‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬ممر‭ ‬بحري‭ ‬للمساعدة‭ ‬العاجلة‭ ‬وعمليات‭ ‬الإجلاء‮»‬،‭ ‬مقدّرا‭ ‬عدد‭ ‬المتضررين‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬الكارثة‭ ‬بحوالي‭ ‬884‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭. ‬

وأدّى‭ ‬تدفّق‭ ‬المياه‭ ‬ليل‭ ‬الأحد‭ ‬الإثنين‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬سدّين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بأعلى‭ ‬درنة،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بفيضان‭ ‬النهر‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬المدينة‭ ‬بصورة‭ ‬خاطفة‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬سكان‭ ‬موضحين‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬تدفقت‭ ‬بارتفاع‭ ‬عدة‭ ‬أمتار‭. ‬كما‭ ‬انهارت‭ ‬كل‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬شرق‭ ‬درنة‭ ‬بغربها‭. ‬

وروى‭ ‬مصوّر‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬أن‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‭ ‬بات‭ ‬أشبه‭ ‬بأرض‭ ‬مسطّحة‭ ‬بعدما‭ ‬اقتلعت‭ ‬المياه‭ ‬الأشجار‭ ‬وجرفت‭ ‬المباني‭ ‬والجسور‭. ‬

وتخشى‭ ‬السلطات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحصيلة‭ ‬البشرية‭ ‬فادحة‭ ‬وسط‭ ‬خسائر‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعدّ‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬قبل‭ ‬الكارثة‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬صعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬والاتصالات‭ ‬وعمليات‭ ‬الإغاثة‭ ‬والفوضى‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الكارثة‭ ‬تتضارب‭ ‬الأرقام‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬الضحايا‭. ‬وقد‭ ‬أعطى‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الشرق‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬أرقاما‭ ‬غير‭ ‬متطابقة‭. ‬

وأفاد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الشرق‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3800‭ ‬شخص‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬الفيضانات،‭ ‬فيما‭ ‬المفقودون‭ ‬بالآلاف‭. ‬

وليبيا‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬وتتنافس‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬فيها‭ ‬حكومتان،‭ ‬الأولى‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬مقرا‭ ‬ويرأسها‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الدبيبة‭ ‬ومعترف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬الذي‭ ‬ضربته‭ ‬العاصفة‭ ‬يرأسها‭ ‬أسامة‭ ‬حمّاد‭ ‬وهي‭ ‬مكلّفة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ومدعومة‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬المشير‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭. ‬

ويقول‭ ‬سكان‭ ‬إن‭ ‬مئات‭ ‬الجثث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مطمورة‭ ‬تحت‭ ‬أطنان‭ ‬الوحول‭ ‬والأنقاض‭ ‬المتراكمة‭. ‬

وروى‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بوسمية‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬شيحا‭ ‬في‭ ‬درنة‭ ‬والذي‭ ‬نجا‭ ‬من‭ ‬الفيضانات،‭ ‬متحدثا‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬المياه‭ ‬تحمل‭ ‬وحولا‭ ‬وأشجارا‭ ‬وحطاما‭ ‬من‭ ‬الحديد،‭ ‬وعبرت‭ ‬كيلومترات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تجتاح‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬وتجرف‭ ‬أو‭ ‬تطمر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريقها‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬بتأثر‭: ‬‮«‬فقدت‭ ‬أصدقاء‭ ‬وأقرباء،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬طمروا‭ ‬تحت‭ ‬الوحل،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬جرفتهم‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬،‭ ‬مقدّرا‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬بـ10‭% ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المدينة‭. ‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الليبية‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬التدابير‭ ‬الضرورية‭ ‬لتدارك‭ ‬الكارثة،‭ ‬بل‭ ‬اكتفت‭ ‬بإصدار‭ ‬تعليمات‭ ‬إلى‭ ‬السكان‭ ‬بلزوم‭ ‬منازلهم‭ ‬تحسبا‭ ‬للعاصفة‭ ‬دانيال‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬تركيا‭ ‬وبلغاريا‭ ‬واليونان‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭. ‬

وتكشف‭ ‬أعداد‭ ‬أكياس‭ ‬الجثث‭ ‬التي‭ ‬وزعت‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬المأساة‭. ‬وأفادت‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬وحدها‭ ‬عن‭ ‬تأمين‭ ‬ستة‭ ‬آلاف‭ ‬منها‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا