الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الاتفاقية الشاملة.. الاقتصاد حاضرا
جاءت الزيارة الكريمة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لواشنطن، والاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، تأكيدا وتعزيزا للشراكة الاستراتيجية الثنائية، وعمق العلاقات التاريخية، وتطورها وتقدمها في كافة المسارات، في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
وبجانب الأمور الأمنية والدفاعية الحيوية، التي تناولتها الاتفاقية وتطرقت إليها، وأكدت عليها.. هناك جانب آخر يستحق الاهتمام والتركيز، وهو المتعلق بالشأن الاقتصادي.. حيث ستؤدي الاتفاقية إلى زيادة التجارة والاستثمار بين البلدين، كما ستفتح مجالا أوسع لتنمية التعاون السياحي، بجانب تعزيز استقطاب رؤوس الأموال، وخلق الوظائف للمواطنين، وتشجيع الشركات البحرينية على التوسع الإقليمي لتصدير منتجاتها إلى الأسواق الدولية.. وهو الأمر الذي أشار إليه بالأمس عدد من رجال الأعمال في الصحافة المحلية.
كما جاء في الإيجاز الصحفي لنائب مساعد الرئيس الأمريكي حول الاتفاقية.. أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مملكة البحرين شريكًا اقتصاديًا قيّمًا، وقد دخل اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ في عام 2006.. ومنذ ذلك الحين، تضاعفت التجارة الثنائية أكثر من ثلاث مرات من 780 مليون دولار إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار في العام الماضي.
كما لفت انتباهي التأكيد الأمريكي بشأن التزم الجانبين خلال الزيارة باستكشاف سبل التعاون في المفاعلات النووية المحمولة الصغيرة المتقدمة كجزء من التزام مملكة البحرين بتطبيق الطاقة النظيفة.. هذا الأمر الحيوي يؤكد حرص مملكة البحرين على الاستثمار الأمثل لمجالات الطاقة النظيفة، وتأثيراتها الإيجابية كذلك على الاقتصاد.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر.. فقد تابعنا بالأمس خبر تحقيق مملكة البحرين فائضاً كبيراً في الحساب الجاري بميزان المدفوعات الدولي بأكثر من 597 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي.. وللمواطن أن يعرف أن عبارة «تحقيق فائض في ميزان المدفوعات»، تعني أن الدولة أصبحت تصدر سلعاً وخدمات ورأس مال أكثر مما تستورد.. وهو ما يجنب الدولة اقتراض أموال من الدول الأخرى للدفع مقابل وارداتها.. كما يوفر هذا لها رأس مال كافياً لتمويل إنتاجها المحلي.. الأمر الذي يؤكد أن البرامج الاقتصادية والجهود البحرينية الشاملة، برعاية جلالة الملك المعظم، وجهود سمو ولي العهد، وفريق البحرين المالي والاقتصادي.. تمضي في مسارها السليم والمثمر، ولله الحمد.
ختاما.. ومما أسعد وأفرح وأبهج المواطن البحريني خلال الزيارة الكريمة، التي تبعث على الفخر والاعتزاز، الثقة الكبيرة والمكانة الرفيعة والحضور المتميز لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في حضوره وحديثه.. مما جعل الناس تتداول بحب وإخلاص صورة سموه مع عبارة: «سلمان العز.. خطوات ثابتة ومشرقة، يضعها للدبلوماسية البحرينية مع أمريكا.. والعالم كذلك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك