تحدث الهلال الأحمر الليبي أمس عن حصيلة مرعبة لضحايا الفيضانات، فقد أكد أن عدد الوفيات تجاوز 11,000 شخص، بينما بلغ عدد المفقودين نحو 20,000 شخص.
وفي حصيلة سابقة قال الناطق باسم وزارة الداخلية الليبية الملازم طارق الخراز إنه تم حتى الأربعاء العثور على 3840 جثة.
ويُعتقد بأن أعدادا كبيرة من سكان مدينة درنة جرفوا إلى البحر أو دفنوا بالرمل نتيجة المياه الموحلة.
وقال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث إن «حجم كارثة الفيضانات في ليبيا صادم ويفطر القلب.. مُحيت أحياء بأكملها من الخريطة. جُرفت المياه عائلات كاملة فوجئت بما حصل. لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف الآن بينما ما زال كثر في عداد المفقودين».
تسببت عاصفة بقوّة إعصار أُطلق عليها «دانيال» بالفيضانات وفاقمت الكارثة سنوات الاضطرابات السياسية التي هزّت البلاد منذ إنتفاضة2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت لإطاحة الدكتاتور معمر القذافي.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أنه «كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا» لو أن أنظمة التحذير المبكّر وإدارة الطوارئ تعمل كما يجب في البلد الذي عانى من الحرب.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس إنه من خلال التنسيق بشكل أفضل، «كان بالإمكان إصدار إنذارات وكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية».
وأفاد الصحفيين في جنيف أن النزاع المستمر في ليبيا منذ سنوات يعني أن شبكة الأرصاد التابعة لها «مدمّرة إلى حد كبير وأنظمة تكنولوجيا المعلومات مدمّرة». وأضاف «وقعت الفيضانات ولم تجر أي عمليات إجلاء نظرا لعدم وجود أنظمة تحذير مبكر مناسبة».
في الأثناء، حثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا أمس المواطنين ورجال الإنقاذ على توخي الحذر بعد ما تسببت الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة بشرق ليبيا في نقل مخلفات الحرب القابلة للانفجار إلى مواقع جديدة في المناطق التي غمرتها المياه.
وقالت اللجنة بصفحتها على فيسبوك «من المعروف أن درنة مدينة ملوثة بمخلفات الحرب القابلة للانفجار وأدت الفيضانات إلى نقل المخلفات من مواقعها السابقة إلى مناطق في جميع أنحاء المدينة». وأضافت أن المتفجرات مازالت حية وخطيرة وناشدت المواطنين والمنقذين توخي الحذر ووضع علامات على الأماكن المشبوهة لتحذير الآخرين وإبلاغ السلطات.
وفي سياق المساعدات، قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس إن المنظمة ستقدم مليوني دولار من صندوق الطوارئ التابع لها لدعم ضحايا السيول في ليبيا. وقال إن «الاحتياجات الصحية للناجين أصبحت أكثر إلحاحا»، مضيفا «منظمة الصحة العالمية ستقدم مليوني دولار من صندوق الطوارئ الخاص بنا لدعم استجابتنا».
وتعهّدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى عدة بلدان من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إرسال فرق إنقاذ ومساعدات تشمل مواد غذائية وخزّانات مياه ومراكز إيواء طارئة ومعدات طبية إضافة إلى مزيد من أكياس الجثث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك