العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الصحفيات الإيرانيات يدفعن ثمنا باهظا لتغطيتهن قضية مهسا أميني

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

باريس‭- (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تندّد‭ ‬مجموعات‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بالقمع‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بانتظام‭ ‬منذ‭ ‬وفاة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬أثناء‭ ‬احتجازها‭ ‬لدى‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الصحفيين‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬قضيتها‭ ‬بإسهاب‭ ‬وعرضوا‭ ‬تداعياتها‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬وخارجها،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬غالبيتهم‭ ‬نساء‭. ‬

في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭ ‬توفيت‭ ‬أميني،‭ ‬وهي‭ ‬إيرانية‭ ‬كردية‭ ‬تبلغ‭ ‬22‭ ‬عاما،‭ ‬بعد‭ ‬توقيفها‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بتهمة‭ ‬خرق‭ ‬قواعد‭ ‬اللباس‭ ‬الصارمة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭. ‬وأشعلت‭ ‬وفاتها‭ ‬احتجاجات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬استمرت‭ ‬أشهرا‭ ‬وقمعت‭ ‬بالعنف‭ ‬وعمليات‭ ‬التوقيف،‭ ‬لكن‭ ‬انتفاضة‭ ‬‮«‬امرأة،‭ ‬حياة،‭ ‬حرية‮»‬‭ ‬استمرت‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬ومثّلت‭ ‬واحدا‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬1979‭. ‬

وكان‭ ‬الصحفيون‭ ‬الذين‭ ‬كشفوا‭ ‬القضية‭ ‬وحققوا‭ ‬في‭ ‬ملابساتها‭ ‬مستهدفين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬القمع‭. ‬وبحسب‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮«‬‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬مقرا‭ ‬وتستنكر‭ ‬‮«‬قمعا‭ ‬مروعا‮»‬،‭ ‬أوقف‭ ‬79‭ ‬صحفيا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬12‭ ‬منهم‭ ‬وراء‭ ‬القضبان‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭. ‬

بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬أميني،‭ ‬أوقفت‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬شرق‮»‬‭ ‬اليومية‭ ‬نيلوفر‭ ‬حميدي‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬بعد‭ ‬إعدادها‭ ‬تقريرا‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬حيث‭ ‬بقيت‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوفى‭ ‬ونشرها‭ ‬صورة‭ ‬للعائلة‭ ‬الثكلى‭ ‬على‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الصحفيين‭ ‬الموقوفين‭ ‬أيضا‭ ‬مراسلة‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هم‭ ‬ميهن‮»‬‭ ‬إلهه‭ ‬محمدي‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتغطية‭ ‬مراسم‭ ‬تشييع‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬رأسها‭ ‬مدينة‭ ‬سقز‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬كردستان‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إيران‭. ‬

وما‭ ‬زالت‭ ‬الصحفيتان‭ ‬محتجزتين‭ ‬مذاك‭ ‬وتحاكمان‭ ‬بانتهاك‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬وهي‭ ‬تهمة‭ ‬تنفيانها‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭. ‬وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬‮»‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮«‬‭ ‬جوناثان‭ ‬داغر‭ ‬‮»‬يجب‭ ‬مكافأة‭ ‬نيلوفر‭ ‬حميدي‭ ‬على‭ ‬شجاعتها‭ ‬والتزامها،‭ ‬لا‭ ‬معاقبتها‭. ‬يظهر‭ ‬سجنها‭ ‬لحوالي‭ ‬عام‭ ‬القمع‭ ‬الرهيب‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬الصحفيين،‭ ‬ورفضها‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬والمعلومات‭ ‬الموثوقة‮«‬‭. ‬

وتجلى‭ ‬القمع‭ ‬بصورة‭ ‬أوضح‭ ‬في‭ ‬توقيف‭ ‬إلناز،‭ ‬شقيقة‭ ‬إلهه‭ ‬محمدي‭ ‬التوأم،‭ ‬مطلع‭ ‬سبتمبر‭. ‬وحُكم‭ ‬على‭ ‬الشابة،‭ ‬وهي‭ ‬صحفية‭ ‬أيضا،‭ ‬بالسجن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬معظمها‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ،‭ ‬بتهمة‭ ‬التآمر‭. ‬وسيتعين‭ ‬عليها‭ ‬وزميلتها‭ ‬المتهمة‭ ‬أيضا‭ ‬نكين‭ ‬باقري‭ ‬تمضية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬بحسب‭ ‬محاميهما‭. ‬لكن‭ ‬سيكون‭ ‬عليهما‭ ‬اتباع‭ ‬تدريب‮»‬‭ ‬أخلاقي‮«‬‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬بإمكانهما‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭. ‬

وقال‭ ‬داغر‭ ‬إن‭ ‬‮»‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬إسكات‭ ‬هاتين‭ ‬الصحفيتين‭ ‬والنساء‭ ‬اللواتي‭ ‬يتحدثن‭ ‬عن‭ ‬آرائهن‮«‬‭. ‬ودعت‭ ‬‮»‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮«‬‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬‮»‬العقوبات‭ ‬العشوائية‮«‬‭ ‬بحق‭ ‬جميع‭ ‬الصحفيين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وقامت‭ ‬مؤسسة‭ ‬كلوني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬المحامية‭ ‬أمل‭ ‬كلوني‭ ‬وزوجها‭ ‬الممثل‭ ‬جورج‭ ‬كلوني،‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بمكافأة‭ ‬الشقيقتين‭ ‬بجائزة‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النساء‭. ‬وقالت‭ ‬المؤسسة‭ ‬إن‭ ‬‮»‬عملهما‭ ‬الشجاع‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬الإضاءة‭ ‬على‭ ‬وفاة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‮«‬‭. ‬

بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬توقيف‭ ‬حميدي‭ ‬ومحمدي،‭ ‬نشرت‭ ‬الشابة‭ ‬نازيلا‭ ‬معروفيان‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬والد‭ ‬مهسا،‭ ‬أمجد‭ ‬أميني،‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬مستقل‭ ‬أونلاين‮»‬‭. ‬في‭ ‬المقابلة،‭ ‬اتّهم‭ ‬أمجد‭ ‬أميني‭ ‬السلطات‭ ‬بالكذب‭ ‬بشأن‭ ‬ظروف‭ ‬وفاة‭ ‬ابنته‭. ‬وتؤكّد‭ ‬عائلة‭ ‬أميني‭ ‬أن‭ ‬مهسا‭ ‬تلقّت‭ ‬ضربات‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وفاتها‭ ‬فيما‭ ‬تتحدّث‭ ‬الرواية‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬القلب‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا