الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
نعم إنه جيل أناني!
تلقيت عديدا من الإيميلات والمكالمات التي تتكرر فيه نفس الإجابة لسؤالي في المقال السابق هل هذا الجيل أناني؟
يؤسفني أن معظم الإجابات كانت بنعم، والكل يعلم إنه هو أو نحن السبب في أنانيتهم، حيث إننا مع الأسف من ربيناهم بل وعلمنا أبناءنا أن يأخذوا بلا حساب ولم نعلمهم حب أو جمال العطاء والتضحية، نعم لا أنكر بأنهم يحبوننا ويحترموننا ولكن تعلموا أو تعودوا أن تضحية الوالدين واجب وحق لهم لا فضل عليهم أن يشكروه. طبعا لا أقصد الكل ولكن الكثير.
عديد من القصص المشابهة لقصة الأسبوع الماضي وصلتني ولكنني اخترت لكم هذه القصة لأنها مختلفة قليلا ولكنها تتكرر كثيرا في الحياة الواقعية، سأحكي لكم القصة على لسان صاحبها الذي اخترت له اسم (محمد).
اسمي محمد، عمري 59، عندي ولدان وبنتان، وعدد من الأحفاد لأنني تزوجت صغيرا، أرمل بعد وفاة زوجتي منذ سنوات بمرض (العضال) والتي ولله الحمد لم أقصر في رعايتها أبدا حتى آخر يوم في عمرها بشهادة الجميع، مازلت في صحتي ورشاقتي وشبابي (نعم مازلت أشعر بأنني شباب وأحب الحياة)، ومازلت أشعر بأنني محتاج إلى رفيقة درب تكمل معي مشوار الحياة حيث إنني بالرغم من وجود أبنائي وأحفادي في حياتي إلا أنني في آخر الليل أو في أحيان كثيرة أكون فيها وحيدا حيث تزوج الأبناء وكونوا لأنفسهم حياتهم المستقلة، وبما أنني ميسور الحال ماديا فلم أقصر عليهم بأي شيء ماديا كان أو معنويا.
يقول محمد: أصبحت أشعر أنني وحيد وأحتاج إلى من تكون جزئي الثاني، لذلك فكرت في الزواج، والحمدالله حصلت على بنت الحلال التي تناسبني في الظروف، والتي تناسب المواصفات التي كنت أبحث عنها، وطبعا ما أن فاتحت أبنائي حتى قامت القيامة بينهم جميعا في البداية ثم مع الأيام تفهم الأولاد ولكن البنات كانوا لي بالمرصاد فحاولوا إقناعي بالعدول عن الزواج بشتى الطرق، وعندما فشلوا قاطعوني وحرموني من أحفادي، وعندما غضبت رجعت إحدى البنات وقالت إن حبها لي وغيرتها علي تجعلها لا تستطيع أن تفكر في الموافقة أما الثانية فقد سمعتها تقول لأبنائي إن عليهم جميعا أن يقاطعوني لكي لا تأتي من تشاركهم فيني، فلم أصدق ما سمعت ولكنني تمالكت نفسي وحاولت أن أستميلهم وأعدهم بأنني أبوهم وحبهم أكبر من أي حب آخر.
وما أن خطبت حتى اختفى الجميع من حياتي وأصبحوا يستغلون حبي وشوقي لهم ولأطفالهم محاولة منهم للضغط علي لكيلا أنهي مسألة زواجي، لم أصدق أن أبنائي الذين عاشوا معاناتي مع أمهم وضحيت لهم بالكثير لا يتمنون لي السعادة وكل تفكيرهم في أنفسهم فقط! كيف ولماذا لا يفرح أبنائي فلذات كبدي لفرحي لماذا لا يريدونني أن أعيش الباقي من حياتي مع رفيقة درب تهتم بي وتسعدني؟ هل تفكيري في نفسي جريمة؟ هل علي أن أتقاعد عن الحياة والسعادة والفرح لكي أراضي أبنائي؟!
توكلت على الله وتزوجت رجع لي أبنائي ولكن ابنتي الصغيرة مازالت تخاصمني ولا تسمح لي أن أرى حفيدي أما ابنتي الأخرى فإنها تعاقبني بطريقة أخرى حيث إنها تريد أن تطفش زوجتي الجميلة الرقيقة بأنها تترك أبناءها الصغار الأربعة من سن السنتين وحتى العاشرة في رعايتي وزوجتي وتخرج تلف الكوفيهات والأسواق وتستمتع بحياتها دون أن تفكر بأنني عريس جديد أحتاج أن أفرح بعروستي الجديدة وأعلم بأنني لو رفضت ستفعل كما تفعل أختها الثانية ولا أعلم إلى متى ستتحمل عروستي وسأتحمل أنا هذا الوضع غير العادي!!
نعم سيدتي إنهم جيل أناني ولكن ليس كلهم فأبنائي ولله الحمد فرحين بزواجي ومتعاونون معي كثيرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك