تمثل سياحة المؤتمرات والمعارض أحد الأنماط السياحية متعددة الأغراض والآثار للسائح وللبلد المضيف فمن ناحية السائح المشارك في المؤتمر أو المعرض فبالإضافة إلى ما تمثله هذه المشاركة من قيمة علمية في مجال تخصص المؤتمر أو المعرض، فإنه سيثري معلوماته ومعارفه بما يزخر به البلد المضيف من علوم ومعارف وممارسات ذات صلة بموضوعات المؤتمر أو المعرض، وسيتعرف على زملاء جدد في مجال تخصصه وغيرها من المجالات في البلد الذي أقيم فيه المؤتمر أو المعرض، فضلا عن اطلاعه على المعالم السياحية والبيئية. وفيما يتصل بالدولة المضيفة للمؤتمر أو المعرض، فإنه ينطوي على فائدة كبيرة للمتخصصين في مجالات المؤتمر أو المعرض عبر اطلاعهم على تجارب أقرانهم من دول أخرى من قرب من المشاركين في المؤتمر والمعرض، علاوة على ما يحققه من منافع للاقتصاد الوطني مما ينفقه المشاركون في المؤتمر والمعرض بدءا من رسوم تأشيرات الدخول للدولة التي يقام فيها المؤتمر أو المعرض وصولا إلى نفقات استئجار الفنادق والقاعات والمطاعم ووسائل النقل وغيرها، علاوة على أنه يعزز العلاقات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية بين الدولة المضيفة ودول المشاركين في المؤتمر بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى إثرائه لثقافة وعلوم المواطنين المتخصصين في موضوعات المؤتمر أو المعرض عبر اطلاعهم على تجارب الدولة أو المؤسسة الأجنبية المنظمة للمؤتمر أو المعرض. وتعتمد سياحة المؤتمرات والمعارض على مدى توافر كم هائل من البيانات والمعلومات سواء كانت تلك البيانات والمعلومات تتعلق بموضوع المؤتمر أو المعرض أو بالأسواق السياحية، أو الشرائح السوقية المختلفة والعملاء وموردي الخدمات السياحية، والمنافسين، والمنتج السياحي، وعوامل الجذب الخاصة بالمقصد السياحي. أو بمدى اعتماد الدولة لمنتجات تكنولوجيا المعلومات، لذا أصبح لزاما على وزارات وهيئات السياحة الوطنية ومنها وزارة السياحة بمملكة البحرين، والشركات السياحية مواكبة التطورات التقنية والمعلوماتية وإدماج أحدث منتجات الثورة الصناعية الرابعة في نشاطاتها وخططها الاستراتيجية لإيصال منتجها السياحي للعالم مثل تكنولوجيا الواقع الافتراضي، والذكاء الصناعي، ونشر ملامح عن المقاصد السياحية الذكية، لجذب اهتمام السائحين، وبوصفها مصدراً للبيانات لتوجيه عمليات التخطيط واتخاذ القرار، وإعادة تحليل وفهم رغبات واحتياجات عملائها، والتعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات والشركات التقنية الأخرى لتنمية موقعها السياحي العالمي، نقول ذلك ونحن نتابع أصداء انعقاد مؤتمر الصيرفة الإسلامية والثورة الرقمية الذي نظمه المعهد الباكستاني للمحاسبين القانونيين في مبنى معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية. والذي ركز على تحليل دور التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية المفتوحة في الخدمات المصرفية الإسلامية، مبرزا الوفورات التي تحققها التكنولوجيا المالية الإسلامية ودورها في تحفيز التنوع الاقتصادي والنمو المنشئ لفرص العمل من خلال تحسين فرص الحصول على التمويل.
مما يتجاوز أحد أهم معوقات المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وغيرها من العوامل التي تدفع الحكومات للاهتمام بالتكنولوجيا المالية.
والذي يمكن أن يكون أحد النماذج الطيبة لسياحة المؤتمرات في البحرين، مثلما جاء هذا المؤتمر ليعكس عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البحرين وباكستان.
ويتضح ذلك من افتتاح معالي سفير جمهورية باكستان للمؤتمر، والذي أكد في كلمته بافتتاح المؤتمر أن الهدف من انعقاده جمع نخبة من الخبراء لخلق الوعي حول الصيرفة الإسلامية ودورها الفعال في مملكة البحرين.
خاصة وأن باكستان تتطلع إلى الاستفادة من محاكاة تجربة البحرين في هذا المجال، لاسيما وأنها قد قطعت أشواطا طيبة في اعتماد التكنولوجيا المالية في مجال تحقيق الشمول المالي خاصة، ويشار إلى تجربتها بالبنان، أسوة بمملكة البحرين التي تحتل موقعا رياديا في منطقة الشرق الأوسط خصوصا والعالم عموما.
وقد انطلقت الدولتان في تبنيهما لتقنيات التكنولوجيا المالية من عوامل مشتركة عديدة منها ارتفاع نسبة الشباب في مجتمعيهما وتطلعهم نحو ريادة الأعمال والابتكار، وسعيهما إلى تطوير القطاع المالي والمصرفي وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية.
خاصة أن التكنولوجيا المالية صممت بذكاء لتكون أكثر اتساقًا وانسجاما مع ميول ومتطلبات جيل الشباب، فوفرت عبر أدواتها الرقمية رغبات العملاء بآلية متناسقة وسلسة عبر جميع نقاط التواصل. ما جعل منها عاملاً محفزا لتغييرات مالية وتقنية وتجارية غير مسبوقة في العالم. وختاما ندعو وزارة السياحة إلى إيلاء اهتمام أكبر بسياحة المؤتمرات والمعارض والتعاون مع المؤسسات المتخصصة في عقدها وتنظيمها لجذب المزيد من المؤتمرات والمعارض للانعقاد في البحرين.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك