الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الزيارات الميدانية.. البلدية مثلا
تمتاز الزيارات الميدانية الكريمة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لكافة الوزارات والهيئات والمحافظات، بأنها تحمل معها إطلاق مشاريع ومبادرات، وتدشين برامج وفعاليات، وإعلان مرحلة جديدة متطورة للعمل الحكومي، تحقق معها الخير والنفع للوطن والمواطنين، وتشكل رافدا نوعيا، في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
وقد حملت الزيارة الكريمة التي تفضل بها سموه لوزارة شؤون البلديات والزراعة رسائل وطنية عديدة، وأكدت معاني كثيرة، ذات ارتباط أصيل، بالتاريخ العريق للعمل الإداري في مملكة البحرين، وتشجيع وتقدير العاملين في القطاع البلدي، والتوجيه نحو انجاز المشاريع المستقبلية.
فمع اطلاع سموه على مشروع ترميم مبنى شؤون البلديات بالمنامة، والمشاريع البلدية الاستراتيجية، تأكيد واضح للاهتمام الرفيع بالتاريخ العريق للدولة، بالوجه الحضاري والهوية الثقافية للمبنى، الذي يعد شاهدا عصريا لمسيرة النهضة والبناء، والتطور والنماء، تماما كما هي الدول المتقدمة والمتحضرة التي تهتم وتعتز بالمباني التاريخية، باعتبارها القواعد الأصيلة في عمل الدولة، والانطلاقة المتميزة نحو المستقبل، واستثمارها بشكل ذكي، يرسخ العراقة والأصالة، كما يعزز التحديث والمعاصرة.
كما أن مبنى البلدية بالمنامة يؤكد عراقة العمل البلدي في مملكة البحرين، والذي يعود إلى 104 أعوام، ومسيرة الانتخابات البلدية الممتدة 99 عاماً، حيث جرت في أول مرة عام 1924.. ما يعني أن الاهتمام بهذا المبنى تحديدا هو اهتمام بتاريخ الدولة، وتاريخ المسيرة الانتخابية والعمل الديمقراطي، ومراحل العمل البلدي في مملكة البحرين، وإسهامات الرجال والرواد في بناء مؤسسات الدولة والعمل الإداري.
ولتاريخ هذا المبنى قصة جميلة.. حيث تفضل المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد آنذاك في عام 1957 بالموافقة على طلب البلدية بامتلاك أرض بحرية على شارع الحكومة، لتشييد دار جديدة للبلدية عليها، وفي يونيو من عام 1959 شرعت البلدية بدفن تلك الأرض البحرية الممنوحة لها، ثم تفضل المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد آنذاك بافتتاحه، وذلك في الذكرى الأولى لعيد جلوسه الميمون في 16 ديسمبر 1962.
كما شهدت الزيارة الكريمة التي تفضل بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، التوجيه بالإسراع في وتيرة تنفيذ «خطة التشجير»، التي تم تدشينها في 2022، والتي تستهدف استكمال زراعة 310 آلاف شجرة و570 ألف شتلة من أشجار القرم بنهاية العام الجاري، وكل تلك المشاريع تأتي ضمن جهود مملكة البحرين في مواجهة تحديات التغير المناخي والحد من آثاره وحماية البيئة.
تلك هي طبيعة الزيارات الميدانية، التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتلك رسالة إدارية مضافة إلى كافة المسؤولين في مختلف القطاعات بالدولة بأهمية الزيارات الميدانية المقرونة بالإنجازات، لصالح الوطن والمواطنين.. ارتكازا على التاريخ العريق.. وانطلاقا إلى المستقبل الزاهر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك