الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أيهما أولى في المكافحة: البورسلين أم المثليون..؟؟
صباح أمس تناقل الناس صور إعلان لجالية آسيوية تعتزم إقامة مهرجانها السنوي، وقد دار لغط حول ما احتوته صورة الإعلان من ألوان هي قريبة لعلم «المثليين».. وفي مساء أمس تناقل الناس مقطع فيديو لأحد المحلات التجارية يعرض جوارب وأحذية للأطفال تحمل ألوان المثليين..!
وإزاء ما شُغل الناس بالأمس حول تسلل بعض الأمور المتعلقة بعلم وألوان المثليين في المجتمع، وأصبح الخبر الأكثر تداولا، والأوسع انتشارا.. كنا نتوقع ونترقب قيام الجهات المختصة بالإعلان عن فتح تحقيق وتقص للأمور، حول ما تم تداوله وتناقله، وإصدار بيان عاجل حول توجيه الجالية الآسيوية بأهمية تجنب المساس بثوابت المجتمع خلال احتفالاتها، وبيان آخر حول السعي لمعرفة كيف مرت تلك البضاعة التي تحمل ألوان المثليين من المنافذ؟ وكيف دخلت السوق؟ وكيف نزلت في الأسواق؟ وماذا كان دور المفتشين والحملات الميدانية؟
وفي ظل التوقع والترقب والانتظار.. إلا أنني وبصراحة صدمت وفوجئت بنشر خبر من وزارة التجارة يفيد عن بدء التحقيق ضد واردات منتجات الأطقم الصحية من خزف «البورسلين أوالصيني أو غيرها» من الصين والهند.. وذلك استنادا للقانون والقرار الخليجي المشترك.
ومع كامل تقديرنا لجهود وزارة التجارة وحرصها على مكافحة الممارسات «الضارة» في التجارة الدولية كـ«البورسلين»، فإننا نأمل منها المزيد من الحرص على مكافحة الممارسات «الهدامة» لأخلاقيات وثوابت المجتمع الوطنية، كنشر ألوان وعلم ومفاهيم «المثليين».
ليس في ذلك تقليل من شأن مكافحة الغش التجاري، أو إغراق الأسواق بالبضائع عبر ممارسات غير سليمة، ولكننا ندعو لمزيد من الاهتمام بالتصدي لكل ما من شأنه الإضرار بعقول الناشئة والشباب، وثقافة المجتمع، وتحصين الناس من «الغزو الناعم» لفكر المثليين والشذوذ الجنسي، وكل ما يخالف الفطرة الإنسانية السليمة.
بالتأكيد أن لوزارة التجارة والجهات المختصة جهود مشكورة في مكافحة كل ما يخالف الثوابت والعادات والتقاليد، وإذا كانت هناك بضاعة أو حاجة «واحدة»، نزلت إلى الأسواق وتحمل ألوان «المثليين»، فنحن على ثقة من أن هناك «عشرات» البضائع والحاجات، التي يتم رصدها ومصادرتها، ومنعها من النزول الى الأسواق، وحتى تنبيه أو معاقبة التاجر المستورد لها.. ولذلك فإن عدم التحرك والبيان فيما حصل أمس فيه «غبن» لجهود الوزارة والجهات المختصة.
إن حفظ وحماية فكر الأجيال من «الغزو الناعم» لكل الأفكار الهدامة والممارسات السيئة، مسؤولية مجتمعية مشتركة، ولربما التعويل على أن للناس الخيار فيما يريدون ويقررون، دون فرض وصاية من أحد، وأن الانفتاح والحرية والتعددية المجتمعية تستوجب ترك الخيارات مفتوحة للجميع.. تماما كما يحاول البعض «تبسيط الأمور» من خلال مقولة: ((المسجد موجود لمن يريد أن يصلي، وغيره موجود لمن يريد أن يمارس ما يشاء، بحرية معتقد وفكر، شرط عدم الإساءة والإضرار بأحد والقانون)).. وتلك مقولة لا تنفع لكل الأمور، بل أن ثوابت المجتمع وقانون الدولة فوق الجميع، ولا يصح التساهل والاستخفاف بتداعيات مثل هذه الأمور.
حكاية الترويج للمثلية والشذوذ الجنسي والأفكار التي تخالف الفطرة السليمة، لن تنتهي ولن تتوقف، بل ستتعدد أشكالها وصورها وطرق تسللها، وصولا لفرضها كأمر واقع تحت غطاء وستار «الحرية والحقوق»، وإعادة تشكيل القناعات والعقول والفكر السليم، من خلال تصوير الأمور بأنها غير مضرة، وأن من يتصدى لها فهو متشدد وأصولي، ولربما وصف بأنه داعشي..!! ولذلك وجب التحذير من تلك الممارسات والأساليب و«الغزو الناعم والسام».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك