الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المجلس الأعلى للمرأة.. إنجازات وتطلعات
بالأمس احتفلت مملكة البحرين بمناسبة ذكرى مرور «22 عاما» على تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، الذي شكل محطة وطنية فارقة، مهمة ومتميزة وبارزة، في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
سيرة ومسيرة المجلس الأعلى للمرأة، مشرفة وعريقة، وما كان لذلك أن يتحقق، ويستمر ويتواصل، بشكل نوعي مضاعف، لولا رعاية ودعم القيادة الحكيمة، وجهود وتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله.
واليوم، لا يكاد يخلو أي تقرير دولي عن مملكة البحرين من أي إشادة وتقدير أعمالها ومشاريعها، ومبادراتها وبرامجها، وإنجازاتها التنموية، ومن الحديث والإشارة إلى جهود المجلس الأعلى للمرأة.. فقد أصبح المجلس شريكا استراتيجيا، ومؤسسة رفيعة للإنجازات الحضارية، وقصص النجاح البحرينية.
لا شك أن للنساء البحرينيات الرائدات دور في هذه الإنجازات، وإرساء قواعد العمل النسائي المؤسسي، وتحول المجلس الأعلى للمرأة إلى بيت دولي للخبرة، ونموذجا في التخطيط والإعداد، والعمل والانجاز.. بفضل جهود قيادات المجلس، وفريق العمل بقيادة الأستاذة الفاضلة هالة بنت محمد الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة.
للمجلس دور مؤثر في ترسيخ ثقافة «تمكين المرأة» والانتقال إلى مرحلة «تقدم المرأة»، كما للمجلس دور فاعل في تعزيز مبدأ «تكافؤ الفرص» والتحول إلى «التوازن بين الجنسين».. ويكفي أن نعرف أن في المجلس حاليا مركز خاص يعنى بالتوازن بين الجنسين، ويندرج تحته قسم تكافؤ الفرص مع القطاع العام، وقسم تكافؤ الفرص مع القطاع الخاص، وقسم تكافؤ الفرص مع السلطة التشريعية والمجتمع المدني.
كما إن دعم المجلس الأعلى للمرأة البحرينية كان من الأسباب الرئيسية في القناعة الشعبية في نيل المرأة المقاعد النيابية والبلدية عبر الانتخاب، دون اللجوء إلى فكرة «الكوتا».. كما نشهد اليوم الكثير من التعيينات الرسمية في المناصب القيادية في مؤسسات الدولة، الحضور الفاعل للمرأة والشابة البحرينية، ذات الخبرة والكفاءة، والشهادة والتميز.
إن تطلعات وآمال المرأة البحرينية، وكل بيت بحريني، في أن يتضاعف دور المجلس الأعلى للمرأة في تحقيق «التمكين والتقدم» في التوظيف للشابة البحرينية، ونتصور أن أعداد الباحثات عن العمل اليوم، يفوق عدد الباحثين عن العمل، وبالتأكيد العدد سيتضاعف مستقبلا.. وتلك مسؤولية وطنية، نثق تمام الثقة، أن المجلس يولي كل الاهتمام بها، ونتمنى له التوفيق والنجاح فيها.
كما نتطلع الى أن تتواجد المرأة البحرينية في المناصب القيادية في كل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمراكز، وكذلك مجالس إدارات الأندية الرياضية، فعدد النساء في المجالس هناك قليل وربما نادر، على الرغم من وجود الكفاءات الرياضية والإدارية والاقتصادية النسائية، وخريجات تخصص العلوم الرياضية.
أخيرا.. سيبقى من الأهمية بمكان أن يواصل المجلس الأعلى للمرأة جهوده الكريمة، في دعم الحفاظ على كيان الأسرة، والتصدي لأية أفكار تتجاوز الفطرة الإنسانية، وذلك وفقا للثوابت الوطنية، والثقافة والهوية الأصيلة، والشريعة الإسلامية، تجسيدا للدعوة الملكية السامية في خطاب جلالة الملك المعظم أيده الله: ((أننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال، بالمساس بمنظومة قيمنا وتقاليدنا، ولن نعتمد من جانبنا، إلا ما سينال توافق الجميع، لتقف بلادنا، بعون المولى وبعزم أبنائها وبناتها، كالبنيان المرصوص في وجه أي غزو فكري يتعارض مع قيم شريعتنا الإسلامية السمحاء والفطرة الإنسانية السليمة)).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك