الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
اسمع «من» البحرين.. ولا تسمع «عن» البحرين
في الأسبوع الماضي، وتعليقا على بعض المواقف الإعلامية تجاه الإمارات كتب معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: «اسمع (من) الإمارات ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها..».
هذه قاعدة ذهبية.. إنسانية ودبلوماسية معا.. إذ لا بد أن تسمع «من» الطرف المعني، لا أن تكتفي بالاستماع «عن» ذلك الطرف، من جهات وشخصيات ومنظمات، لها مواقف مناهضة ومسبقة معها، وبالتالي تكون أحكامها وتقاريرها وتصريحاتها منطلقة ومرتكزة على المواقف السلبية مقدما.
وتنفع تلك المقولة، لأن تكون أساسا ومبدأ وقيمة في العلاقات الدولية، تهدف إلى التواصل واستقاء المعلومات من مصادرها الرئيسية، لا من مصادر خارجية أحادية، تعتمد على ما يتم نقله وإرساله لها، من انطباعات ومعلومات غير دقيقة.. فكم من دول ومجتمعات، وأمم وشعوب، تمت الإساءة لها من خلال الاكتفاء بما نقل عنها.
ولعل ما تشهد به التقارير الحقوقية الحالية عن الإنجازات الحضارية العديدة في مملكة البحرين أنها سمعت «من» البحرين، ولم تسمع «عن» البحرين.. فلطالما كانت بعض الجهات والمنظمات تصدر تقاريرها وتطلق تصريحاتها استنادا لسماعها «عن» البحرين، ولم تسمع «من» البحرين مباشرة، على الرغم من تأكيد المسؤولين أهمية الاستماع «من» البحرين، عبر الأطراف الرسمية، ومن خلال الجهات البرلمانية، الممثلة عن الشعب البحريني، ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني الوطنية.
اسمع «من» البحرين.. مقولة تستميت أطراف خارجية – بمنصاتها وجهاتها – بعدم الاعتراف بها، ورفضها والتشكيك فيها، والتحذير منها، لأنها تدرك جيدا أن الاستماع «من» البحرين يكشف كل الحقائق، ويرد على كل المزاعم، ويفضح كل المغالطات.
اسمع «من» البحرين.. مقولة كان يؤكدها كل مسؤول وشخصيات في أي مجال كانت تزور البلاد، وتتطلع على حقائق الأمور، وما يتم تقديمه للمواطن والمقيم والإنسان.. لدرجة أننا سمعنا من كثير من الأجانب «الزوار والضيوف والمسؤولين»، إن ما يتم في بلادكم من تقدم وتطور، ومن دعم للمواطن في الخدمات الإسكانية والصحية، والتعليمية والاجتماعية، والحقوقية وغيرها، خلاف ما نسمعه «عن» بلادكم، وما ينقل لنا وما يرسل لنا، من شخصيات وجهات لها مواقف سيئة مع بلادكم.
اسمع «من» البحرين، ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها.. فأبواب البحرين مفتوحة، وقنواتها مباشرة، لمن يريد أن يطلع على منجزات المسيرة التنموية الشاملة، التي تبنيها وتضع قواعدها الراسخة، القيادة الحكيمة، والإرادة الشعبية الوطنية المخلصة.
ختاما.. هناك مقولة جميلة ونصيحة ذهبية في العلاقات الشخصية، للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله: «اسمع مني ولا تسمع عني، فربما أكون بعينك جنة وبعين أحدهم نارا، فتحرقك نار القيل والقال».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك