نشرت الإغلاقات العامة بسبب الجائحة أجواء من الكآبة وألقت بظلالها الداكنة على الأفق، وحدّت من عزم أوقاتٍ كانت حتى ذلك الوقت مفعمة بالتفاؤل والطمأنينة. لذا وقفت كلير شوان وحدها أمام لوح التخطيط، تبحث عن أجوبة لتلك المشكلات المُحبِطة. ومن ضبابية تلك اللحظات ولدت فكرة لمشروع جامح: مجوهرات راقية حرّة، متحرّرة من أيّ قيود، أكانت في الحجم، أو الشكل، أو المواد، وبعيدة عن الالتزام بكلّ ما هو تقليديّ.
مجوهرات راقية مفعمة بالفرح بألوان نابضة، وأحجام فائقة، وأشكال أساسيّة، وبسيطة. وفي مقرّ الدار بساحة فاندوم، انتعش استديو بوشرون فرحاً استجابةً لتلقائية مديرته الإبداعية.
وكما لو كانت صفحات مستعارة من يوميّات مراهِقة، أخذت لوحات التخطيط تنبض بالألوان الزاهية، والأشكال الفرِحة، والتصاميم الهندسيّة والزخرفات. وما بين الكُرات، والمكعّبات، والمسطّحات، انبثقت توليفات مرحة، وابتسامات بالحجم الضخم، وتلوّنت الحياة بظلال البهجة، فعادت الذكريات تطفو على السطح، بينما أخذت خطوط وملامح مجموعة جديدة من المجوهرات الراقية ترتسم معالمها وتتّضح.
شريط ضخم معقود في الشعر يتحدّى قوانين الجاذبية؟ عقود بأحجام فائقة تغطّي مساحة الصدر بأكملها؟ مجوهرات تتحرّك ضمن بُعدَين فقط وتقفز خارج عُلَبِها مثل رسوم عابثة أخذت تظهر وكأنها تنهض من الورق.. ولمَ لا؟
كلّ شيء معقول ، بفضل المواد الجديدة، والتقنيات الحديثة التي تولد من بوتقة استديو مكرّس للإبداع، والبحث عن الشكل المثالي، والترصيع الأمثل للحجارة الكريمة. ولا سيما حين يكون عنوان اللعبة تعظيم الحماس والاندفاع، والفرح، والعاطفة. وما معنى أن يكون الشيء ثميناً إذا لم يكن مقترناً بكلّ تلك القيم الأساسيّة التي تجعل العالم يتحرّك، والتي لطالما احتفت بها دار بوشرون على مدى 165 عاماً.
تلك القطع الاستثنائية التي تتشكّل منها مجموعة "أكثر يعني أكثر" More is Moreهي جواهر حقيقية في التفوّق التقني، والتجريب، والإبداع المصنعيّ. وهي تحيّة للجرأة والمجوهرات الراقية على قدر سواء، عبر أسلوب الجمع بين المواد، والحجارة، والماس، والألوان.
فمن خلال دفع حدود المجوهرات الراقية، مع كامل الالتزام بالاحترام لقِيَمِها، ومن خلال إعادة النظر في معنى كلّ ما هو ثمين، تأخذنا هذه الابتكارات بعيداً. فنحلّق إلى عالم حيث البراءة تفتح ذراعيها للجمال بدون أيّ قيود، وحيث السحر يجد موطناً له، والأناقة تبدو سهلة التحقيق، والعالم مليء بالسعادة.
في هذه المجموعة، تظهر قطع المجوهرات كتحف فنيّة objets d’art ذات أشكال بسيطة، وألوان زاهية، وتشكيلات من زوايا جديدة. كرات، ومكعّبات، وخطوط هندسية تتشكّل منها قطع هندسية من فنّ البوب تبدو وكأنها هاربة من معرض من حقبة السبعينيات، وأكثر بكثير: إنه عمل فنيّ بحدّ ذاته. فالسريالية تنضح من هذه القطع الصغيرة المصنوعة بحرفيّة عالية ولا تُضاهى. خطوط تتحرّك وتنشر الفرح فوق الأصابع أو بين خصلات الشعر: إنه التقاء الفنّ الحديث بعالم المجوهرات الراقية، حيث يتفاعلان، ويمتزجان، ويلهوان معاً.
عقد بحلقات ضخمة ومترابطة، يغطّي منطقة الصدر بأكملها. مثل عنصر من كتاب للرسوم المتحرّكة يتقاطع مع عالم الواقع، فيفرض جماليّاته الكرتونيّة من خلال قطع من المجوهرات الراقية المسطّحة والخفيفة وكأنها خدعة بصرية مطلقة. هذا وتحمل التشكيلة الكثير من الجواهر الحقيقية التي تتربع على عرش التفوّق التقني، والابتكار، والإبداع المصنعيّ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك