(بنيامين نتنياهو) أهلا وسهلا بك إلى النظام السياسي في العالم الثالث، فقد جئت زاحفا «بإسرائيل» إلى عالم النظم السياسية العالمثالثية. بعد أن كانت تزعم أنها جزء من العالم الحر والغرب الرأسمالي، ذلك ان (نتنياهو) يغرق «إسرائيل» هذه الأيام في إحدى أخطر الأزمات في «تاريخها» المتواضع، مع استمرار الارتفاع في مستوى العمليات الفدائية الفلسطينية، واستمرار أزمة داخلية عميقة منذ سبعة أشهر وكانت سبقتها أزمات أخرى في عهوده المتتابعة.
ومنذ أداء حكومة (نتنياهو) الأخيرة اليمين القانونية، وهي تصر على «ديمومة الاحتلال» (بعيداً عن قيم ديمقراطية وعن حقوق الإنسان وقوانين وشرعيات دولية) فتجهد في تغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية، وتوسيع المستعمرات/ «المستوطنات» بل و«شرعنة» بؤر «استيطانية» صدرت قرارات إسرائيلية بإزالتها.
(نتنياهو) هذا يتجلى هدفه الأول في أن يصبح الآمر الناهي المسيطر (كما في عديد دول العالم الثالث)، متمسكا بتلابيب الحكم ومتشبثا بكرسيه حتى آخر نفس، مجذرا صورته في خطاب اليمين الإسرائيلي، وساعيا لتنشيط الذاكرة الجمعية اليهودية حول ما يرمز إليه بوصفه الزعيم الأوحد الذي يضمن «أمن إسرائيل» وهويتها «كدولة يهودية»، حتى تكونت، بحسب كتاب ومحللين إسرائيليين عديدين، أغلبية تجمع عليه وتسميه «ملك إسرائيل» بلا منازع!
ويتجلى هدف (نتنياهو) الثاني في تكريس سلطته للهروب من المحاكمات في قضايا الفساد التي تحيط به عبر محاولته سن قانون (ضمن التعديلات القضائية المثيرة للجدل التي تعمل عليها حكومته) يحميه كرئيس للوزراء من الإقالة من منصبه بسبب «مزاعم تضارب في المصالح بسبب محاكمته الجارية بقضايا فساد».
ولقد أدى هذا الحال إلى الأزمة القضائية التي تهز «إسرائيل» وأحدثت بل عمقت فيها أكبر انقسام تشهده الدولة الصهيونية مع استمرار الاحتجاجات الضخمة الرافضة للتعديلات، وتهديد الحركة الاحتجاجية بتصعيد شعبي واقتصادي «وعسكري» جديد إذا صادق الكنيست على التعديلات التي تخضع المحكمة العليا لرغبات السياسيين، ما دفع (نتنياهو) مؤخرا إلى التلميح إلى أن صبره ينفد حيال الاضطرابات.
لهذا الغرض، استهدف (نتنياهو) ممارسة الحكم بأساليب ميكيافيلية من نوع الاستعانة بقوى فاشية نازية عنصرية في حكومته من أمثال (إيتمار بن غفير) و(بتسلئيل سموتريتش) وهو ما ينفي التشابه بينها وبين العالم الغربي في المثل والنظم ذات الروح الديمقراطية، بل ينسف مقولة الدولة «النموذجية» المتخيلة بأن «إسرائيل الواحة الديمقراطية في مستنقع عربي آسن»!!
وبحسب قائد شرطة تل أبيب (عامي إيشد): «لقد واجهت تدخلا سياسيا من أعضاء في حكومة نتنياهو يريدون استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين (اليهود الإسرائيليين) المناهضين للحكومة»، وفي هذا السياق ومع التغول في المقارنات العنصرية والدموية ضد الفلسطينيين تحت الاحتلال، تجري عملية متسارعة لضرب الحقوق الديمقراطية التي تمتع بها اليهود الاسرائيليون دون غيرهم، على رأسها «استقلالية القضاء» بل إن بعض الكتاب أشاروا إلى تشجيع أو سكوت (نتنياهو)عن نشوء ما أسموه حكم المتدينين و/أو البلطجيين.
وعلى درب زعماء عالمثالثيين عديدين، نلحظ، ان (نتنياهو) وكأنه لا يمانع، كما أعلن عديد المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء السابق (يائير لبيد) من أن نتنياهو اختار «تدمير الدولة» من أجل مصالحه الشخصية.
وهذا بالضبط ما أدخله «نادي» زعماء عديد من دول العالم نتيجة تقسيمهم المجتمع في بلادهم بشكل عمودي وحولوا أنظمتهم إلى أنظمة ديكتاتورية.
«إسرائيل» اليوم تواجه أخطر أزمة تعيشها، الأمر الذي يزيد من تآكلها من الداخل مع حجزها لنفسها موقعا في خريطة دول العالم الثالث. وعليه، أهلا وسهلا (نتنياهو) بك وبانتهازييك في قيادتكم «الحكيمة» لمسيرة تدخل «اسرائيل» معها في دائرة العالمثالثية بخصائص وصفات مثل الدكتاتورية / الانتهازية / العنصرية المشبعة بعديد أنواع الفساد!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك