الاقتصاد الأخضر يوفر 8.4 ملايين وظيفة للشباب بحلول 2030
يبلغ نصف سكان كوكبنا من العمر 30 عاما أو أقل
يحتفل العالم بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 أغسطس لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.
واقترح شباب اجتمعوا في عام 1991 بالعاصمة النمساوية فيينا للدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي فكرة يوم الشباب الدولي، حيث أوصى ذلك المنتدى بإعلان يوم دولي للشباب لجمع تمويل يدعم صندوق الأمم المتحدة للشباب بالشراكة مع المنظمات الشبابية.
وفي عام 1998 اعتمد قرار يعلن يوم 12 أغسطس بوصفه يوم الشباب الدولي في الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب، الذي استضافته حكومة البرتغال بالتعاون مع الأمم المتحدة (عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في الفترة 8 - 12 أغسطس 1998).
وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك التوصية بعد ذلك في دورتها الرابعة والخمسين في قرارها 54/120 المعنون «السياسات والبرامج المتصلة بالشباب» (المؤرخ 17 ديسمبر 1999).
وأوصت الجمعية بتنظيم أنشطة إعلامية للجمهور لدعم هذه المناسبة لكونها وسيلة لإذكاء الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب الذي اعتمدته الجمعية العامة في عام 1996.
كما يمثل قرار مجلس الأمن 2250 (المؤرخ 9 ديسمبر 2015) بشأن الشباب والسلام والأمن اعترافاً غير مسبوق بالحاجة الملحة لإشراك بناة السلام الشباب في تعزيز السلام ومكافحة التطرف، ويضع الشباب بوضوح شركاء مهمين في الجهود العالمية.
وهناك 15 مجالاً ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب، وهي التعليم، والتشغيل، والجوع والفقر، الصحة، والبيئة، تعاطي المخدرات، وجنوح الأحداث، أنشطة شغل الفراغ، الفتيات والشابات، المشاركة، العولمة، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، الشباب والنزاع، العلاقات بين الأجيال.
وفي هذا العام، نشرت الأمم المتحدة تقريرها المعنون «الاحتفال بالسبل: الشباب قادة كوكلاء تغيير للأهداف العالمية»، والتي يتمحور موضوعها حول أهمية تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر في تحقيق عالم مستدام.
وكشف التقرير أنه من المتوقع أن يوفر الاقتصاد الأخضر حوالي 8.4 ملايين وظيفة للشباب بحلول عام 2030، ذلك لان الشباب بحاجة إلى تنمية المهارات المناسبة والتأقلم مع هذه البيئة المتغيرة.
وجاء في التقرير، يبلغ نصف سكان كوكبنا من العمر 30 عامًا أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57% بحلول نهاية عام 2030، ويُظهر استطلاع أن 67% من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا هم الأكثر تفاؤلاً، ويتفق غالبية الناس على أن التوازن العمري في السياسة خاطئ، حيث يتفق أكثر من ثلثي (69%) الأشخاص في جميع الفئات العمرية على أن المزيد من الفرص للشباب ليكون لهم رأي في تطوير أو تغيير السياسات من شأنه أن يجعل الأنظمة السياسية أفضل.
لقد بدأ العالم في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وأصبح التحول نحو عالم مستدام بيئيًا وصديقًا للمناخ أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط للاستجابة لأزمة المناخ العالمية ولكن أيضًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسيعتمد الانتقال الناجح نحو عالم أكثر مناسبة للبيئة على تنمية مهارات المواطنين لتتماشى مع الاقتصاد الأخضر منها المعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال من حيث الموارد وتطويره ودعمه.
وتشمل المعرفة والمهارات التقنية التي تمكن من الاستخدام الفعال للتقنيات في البيئات المهنية، فضلاً عن المهارات المستعرضة التي تعتمد على مجموعة من المعارف والقيم والمواقف لتسهيل القرارات المناسبة والمستدامة بيئيًا في العمل والحياة.
ونظرًا لتعدد التخصصات يتم التعبير عن جوهر المهارات الخضراء أحيانًا من خلال مصطلحات أخرى مرتبطة بها مثل «مهارات المستقبل» و«مهارات الوظائف الخضراء». في حين أن المهارات الخضراء مناسبة للأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنها تزداد أهمية بالنسبة للشباب الذين يمكنهم المساهمة في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر لفترة زمنية أطول. وبهذه المناسبة أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن في اليوم الدولي للشباب من كل عام نحتفل بتصميم الشباب وأفكارهم ودورهم القيادي في سعينا للوصول إلى عالم أفضل.
وقال، «في مواجهة جميع التحديات الماثلة اليوم نجد الشباب يدعون إلى اتخاذ إجراءات جريئة ومعجَّلة، ويتضامنون مع الفئات الأكثر ضعفا، ويبتكرون حلولا لضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية والمناخية، وتحقيق السلام والازدهار للجميع. ولتوسيع نطاق مشاركتهم أصدرتُ مؤخرا موجزا للسياسات يدعو الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تجعل مشاركة الشباب هي القاعدة، وليس الاستثناء في مختلف القرارات والسياسات».
وأضاف غوتيريش «يذكرنا موضوع هذا العام بأهمية ضمان أن يكتسب الشباب المهارات ويطبقوها في الاقتصاد الأخضر المتنامي. ويجب تزويد الشباب بالمهارات والمعرفة في مجالات تتنوع بين التكنولوجيات المستدامة المبتكرة والطاقة المتجددة والثورات في نظم النقل والأنشطة الصناعية ليتمكنوا من بناء مستقبل أنظف وأكثر اخضرارا وأكثر قدرة على التكيف مع المناخ». وختم، «إن البشرية تعتمد على طاقة الشباب في كل مكان وعلى أفكارهم ومساهماتهم التي لا حدود لها. دعونا اليوم وكل يوم ندعم الشباب ونقف معهم في تشكيل عالم عادل ومستدام لما فيه صالح البشر والكوكب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك