جامعة البحرين – كلية العلوم الصحية والتربية الرياضية قسم التربية الرياضية
ان دور النشاط الرياضي الترويحي كبير في تحقيق الصحة النفسية للمعاق حركيا، فقد يمكن ان يساعد هذا النشاط في التخلص من مختلف المشاكل النفسية التي يتعرض لها المعاق حركيا لذا فالاهتمام بممارسة الانشطة الرياضية الترويحية لها اهمية كبيرة على نفسية المعاق حركيا في تحقيق صحته النفسية.
إن نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة كعامل اجتماعي تؤدي إلى زيادة إعاقة الأفراد لأنهم يشكلون اتجاهات ومشاعر خاصة إزاء أنفسهم مما يؤدي إلى احباطات واضطرابات انفعالية، فنظرة الناس السلبية تمثل عائقا يحول دون تمكين المعوق من التكيف وبالتالي قد تظهر انحرافات وآثار سلوكية ونفسية مثل الجنوح والانحراف، والشعور بالفشل والعدوانية، وعدم التوافق النفسي، والقلق وعدم الثقة بالنفس. تنتج الإعاقة آثارا نفسية قد تحدث تغييرات كبيرة في شخصية الفرد وتؤثر بصورة خاصة على صحته النفسية، لذلك يجب توفير الرعاية المناسبة.
في السنوات الاخيرة حظي مجال التربية لذوي الإحتياجات الخاصة اهتماما كبيرا مما يدل على اقتناع مختلف المجتمعات بحقهم في الحياة كباقي فئات المجتمع، ولقد أصبح النشاط الرياضي الترويحي يشكل مجالًا هامًا في حياة الأطفال المعاقين إذ حقق تطورًا مذهلًا نظرًا للاهتمام المتزايد من طرف المربين والاختصاصيين الاجتماعيين بهذا الجانب باعتباره وسيلة تربوية علاجية في رعايتهم وتأهيلهم في المراكز التربوية المكلفة بتربية ورعاية الأطفال والمعاقين حركيا.
إن النشاط الرياضي الترويحي يعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للمعاق فهو يكسبه خبرات تساعده على التمتع بالحياة وتحقيق الصحة النفسية ويتعدى أثر المهارات الترويحية إلى الاستمتاع بوقت الفراغ في تنمية الثقة بالنفس، وكذلك التفاؤل بمستقبل افضل، وعمل صداقات تخرجه من عزلته وتدمجه في المجتمع. كما يعتبر عاملًا من العوامل التي تؤدي إلى الارتفاع بالمستوى النفسي إذ تكسبه الفرح والسرور، وتمنح له الشعور بالسعادة والرضا وتخلصه من الملل والكره.
إن للنشاط الرياضي الترويحي أهمية وأثرا على نفسية المعوق لأنه خير وسيلة للمحافظة على الصحة النفسية وبالتالي تحقيق الثقة بالنفس فتحقيق النجاح خلال ممارسته للنشاط الرياضي يمثل أهمية كبيرة تشغل فكره، وتؤثر على مستوى تركيزه وأن النجاح يعزز من ثقته فينفسه والشعور بصحة نفسية عالية.
وقد كان للنشاط الرياضي الترويحي دور في تحقيق صفة التفاؤل، فالتفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخص ناجح، فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس، ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح والمحافظة على الصحة النفسية ويعد التفاؤل تعبيرا صادقا عن الرؤية الإيجابية للحياة فالمعوق المتفائل ينظر للحياة بأمل وايجابية للحاضر والمستقبل وأيضا للماضي حيث الدروس والعبر.
كذلك للنشاط الرياضي الترويحي دور كبير في تبيان الفرد لقدرات تكشف عن مدى الحساسية الاجتماعية لديه ومدى فهمه للتعبيرات والإيماءات والإرشادات الاجتماعية، ومدى وعيه بالأعراف والتقاليد السائدة، ومدى إلمامه بحدود المسافات النفسية والاجتماعية الملائمة في علاقته بالآخرين، وبالتالي قدرته على تأكيد ذاته وامتلاكه للشجاعة في إبداء آرائه دون الشعور بالنقص، وبناء علاقات ناجحة مع الآخرين والقدرة على التعاطف الوجداني تجاه الآخرين.
كما أن للنشاط الترويحي دور في الشعور بالسعادة والرضا بحيث تصبح للفرد المقدرة على إظهار انفعالات إيجابية كما يظهر أكثر ابتسامًا وفرحًا أثناء ممارسته لمختلف الأنشطة الرياضية الترويحية وبالتالي يصبح أقل أنانية وأقل عدوانية وأقل عرضة للأمراض، إذا ما قورن بأقرانه الغير ممارسين للنشاط الرياضي الترويحي. كذلك نجد أن النشاط الرياضي الترويحي يساهم وبشكل فعال في تنمية الفاعلية لدى المعوق وذلك من خلال الاستجابة لمختلف التحديات والمشاكل التي تواجهه وبالتالي التوصل إلى تنمية الفاعلية على أسس صلبة وبناءة، وفي وقتنا الحاضر ما فتى الخبراء والباحثون في ميدان الرياضة والترويح للمعاقين وغيرهم يمدوننا بأحدث الطرق والمناهج التربوية مستندين بذلك إلى جملة من العلوم والأبحاث التي جعلت الفرد الممارس للنشاط الرياضي موضوعا لها مما جعل الدول المتقدمة تشهد تطورا كبيرا في تربية ورعاية هؤلاء الأطفال المعاقين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك