صمم مجموعة من طلاب كلية الهندسة (تخصص الميكاترونكس) بجامعة البحرين للتكنولوجيا (UTB) سيارة تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية كمشروع للتخرج بمرحلته النهائية.
واستغرقت خطة العمل ما يقارب الـ3 أشهر بدءاً من كونها فكرة وليدة حتى تحويلها إلى مشروع ملموس على أرض الواقع.
وتحدث زياد إسماعيل الأستاذ المُشرف على المشروع عن فكرة تصميم السيارة: «كانت الفكرة تراودنا منذ وقت طويل وخصوصاً مع توجه العالم لاستبدال مصادر الطاقة التقليدية بمصادر الطاقة المتجددة التي تدعم التوازن البيئي، وهو ما يتوافق مع توجه الجامعة التي تبنت نهجاً جديداً يعزز الاستدامة ويحد من التلوث، وقد تم طرح مجموعة من التخصصات الجديدة مطلع العام الأكاديمي الحالي كان أحدها البكالوريوس في الهندسة البيئية وهو تخصص تنفرد به الجامعة، يهدف إلى تخريج مهندسين بيئيين وهو ما ستتطلبه أسواق العمل في السنوات القادمة».
وأضاف: «تعود فكرة اختراع السيارة التي تعمل بالطاقة الشمسية إلى فترة مبكرة من تاريخ الطاقة النظيفة، حيث تم تصميم العديد من المركبات الكهربائية وإجراء تجارب أولية على استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل».
وتابع: «في العقود الأخيرة شهدت تكنولوجيا الخلايا الشمسية تطوراً كبيراً حيث أصبحت أكثر كفاءة وأقل كلفة، ما ولّدَ الفكرة لاستخدامها في تصميم السيارات؛ فتطور العديد منها خلال العقود الأخيرة، وتم تحسين أدائها وزيادة كفاءتها، ويعتبر بعضها قادراً على السير مسافات طويلة وتحمل الاستخدام اليومي».
وذكر الطالب سيد محمد حميدان: «تطلب تصميم السيارة مهارات وخبرات في العديد من المجالات، مثل الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، والهندسة المدنية، والهندسة الإلكترونية، بالإضافة إلى معرفة شاملة بالمواد والتقنيات المستخدمة في تصنيع الخلايا الشمسية والبطاريات. بدأت عملية التصميم بوضع خطة عامة واختيار المواد المستخدمة في البناء، وتشمل هذه المواد الألمنيوم والألياف الزجاجية والبلاستيك المقوى والكربون فايبر والسيليكون وغيرها من المواد. تم بعد ذلك بناء هيكل السيارة وتجهيزه بالمحرك الكهربائي والعجلات والفرامل والسلامة والأنظمة الإلكترونية المختلفة، ثم تم تركيب الخلايا الشمسية على سطح السيارة، وتشتمل هذه الخلايا على عدد كبير من الخلايا الفردية التي تتحول إلى طاقة كهربائية وتخزن في البطاريات الموجودة بالداخل».
وأردف قائلا: «بعد الانتهاء من بناء السيارة قمنا باختبار ضبط الأداء وتحسين الكفاءة في ظروف مختلفة لضمان أنها قادرة على التحمل والأداء في الظروف القاسية والمختلفة».
وقال الطالب أحمد حسين: «تستخدم السيارة الطاقة الشمسية ما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما أن التصميم الخاص بها يضمن استخدام نوع آخر من الطاقة هي الطاقة الكهربائية حيث يتم توصيل شاحن السيارة بأي مصدر كهربائي، إذ تعمل المركبة بنوعين من الطاقة النظيفة هما الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية، وهو ما يعزز كفاءتها، حيث يمكن اللجوء إلى الشحن الكهربائي في حال تعذر الحصول على مصدر ضوئي يوفر الشحن للبطارية وخصوصا في الظروف الجوية الغائمة والممطرة».
وتعتبر هذه السيارات إذا ما تم تطويرها والاتجاه إليها بديلا لمركبات النقل التقليدية، وسيكون لها العديد من الاستخدامات المختلفة، من بينها التنقل اليومي وتوصيل الركاب داخل المدن وفي المناطق المشمسة وخلال الرحلات الطويلة والأنشطة في الهواء الطلق والمواقع التي تعاني من نقص في مصادر الوقود والمناطق التي يتعذر وصول وسائل النقل الكبيرة الحجم حيث يمكن تحويلها إلى وسائل لنقل البضائع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك