الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
لماذا يحرقون القرآن الكريم..؟؟
سؤال منطقي يتراود لدى المسلمين وغيرهم، عن سبب إصرار بعض الدول الغربية على السماح بحرق نسخة من القرآن الكريم، واستفزاز مشاعر المسلمين، والتحريض عليهم، والتنكيل بهم، وتدنيس أغلى ما يملكون؟
ثم لماذا لا نشاهد حرق الكتب السماوية الأخرى؟ ولماذا تتكرر فقط مع القرآن الكريم.. فبعد السويد، جاءت الدنمارك، وقبلهما النرويج وغيرها.. والغريب أن القانون السويدي مثلا يُجرّم حرق «علم المِثليين»، لأنّه يُشَكّل تحريضًا ضدّ مجموعة من المُواطنين في السويد، ولا يُجرّم القانون السويدي حرق القرآن الكريم، ولا تعتبره تحريضا على المواطنين المسلمين فيها..!!
لا شك أن تكرار حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم وتدنيسها، يكشف حجم الكراهية للإسلام، وزيف الشعارات وحقوق الإنسان، والإصرار على إهانة المسلمين، دون أي اعتبار للعلاقات والتعاون بين الدول والمصالح المشتركة، والضرب بعرض الحائط لمفاهيم التسامح واحترام المعتقدات والحوار بين الأديان، والتي أصبح المواطن العربي المسلم يردد متسائلا ومستغربا ومتعجبا: لماذا ندعو للتسامح ونطالب بالتمسك به، والحفاظ عليه، ونشره وإبرازه وتعظيمه، في حين أن بعض الأنظمة الغربية، والمجموعات الحاكمة فيها، والجماعات المتطرفة منها، لا تعير بالا ولا اهتماما بالتسامح وغيره؟
حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم لن تمحي كتاب الله تعالى، ولن تجعل المسلمين يهجرون سوره وآياته، ولن توقف عملية طباعته وتوزيعه ونشره، ولن تقطع قراءته وتلاوته.. ومهما قامت به السويد والدنمارك وغيرهما من الدول التي تسمح بحرق نسخ القرآن الكريم، فإن تلك الحوادث تكشف حجم الكراهية ضد الإسلام، كما تفضح خطورة انفلات مفهوم وممارسة الحرية، والازدواجية في المعايير.
مملكة البحرين بادرت مشكورة، وفي خطوة صارمة وحاسمة، تبعث على الفخر والاعتزاز لكل مواطن، وتؤكد حرصها على احترام القرآن الكريم ورفض الإساءة له، عبر اتخاذ العديد من الخطوات والاجتماعات والتحركات، ومنها استدعاء القائمة بأعمال سفارة السويد، وتسليمها مذكرة احتجاج رسمية على سماح السلطات السويدية لمتطرفين بإحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم في حماية الشرطة وسط العاصمة ستوكهولم، مع إدانة واستنكار تكرار هذه الحوادث المشينة، التي تستفز مشاعر المسلمين، وتنتهك القوانين الدولية، وتدعو إلى الكراهية والتحريض.
ولطالما وجه الأزهر الشريف دعوته الصريحة إلى الدول الإسلامية والعربية كافة «لاستمرار اتخاذ مواقف موحَّدة وجادَّة تجاه سياسات السويد الهمجية والمعادية للإسلام والمسلمين، التي لا تحترم مقدسات الأديان، ولا تفهم إلا لغة المال والمصالح المادية».. وهنا تأتي مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية في تفعيل منهج المقاطعة والممارسات التجارية والسياحية وغيرها.
نقطة أخيرة، يجب التأكيد عليها دائما.. وهي أن ما تقوم به تلك الدول والجماعات، يجب ألا يجرنا للقيام بممارسات خارجة عن القانون، ولا الإساءة للمعتقدات الدينية والكتب السماوية، ولا حتى الإعتداء على أي مواطن سويدي، أو سائح دنماركي أو غيره.. فقد نرفض تلك الممارسات المشينة، وندعو لاتخاذ المزيد من الخطوات الدبلوماسية والدولية من أجل وقفها، وتجريم القيام بها، ولكن لا نتجاوز على الآخرين.. كما أنها فرصة سانحة كذلك لأن نعلي من شأن احترامنا للقرآن الكريم، والعمل به، والسعي لنشر الإسلام ومبادئه السمحاء، لأن القرآن الكريم ثقافة ودستور، وسلوك وممارسة، وهو ما يؤثر في الإنسان الغربي، وهذا ما تدركه جيدا تلك الدول والجماعات المتطرفة فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك