تعد الرياضة والترويح أدوات قوية لتعزيز الصحة العقلية والجسدية للأفراد، وتوفير فرص للاسترخاء والتفريغ العاطفي، ومن أجل تعزيز مفهوم الشمولية والمساواة في المجتمع، يجب أن يكون للأشخاص من فئة ذوي الهمم فرص متساوية للاستمتاع بالفوائد الصحية والاجتماعية للترويح الرياضي، ومن هنا يأتي مقترحنا لبرنامج ترويحي رياضي مبتكر يستهدف ذوي الهمم، ويهدف إلى الريادة في مجال الترويح الرياضي لتحقيق التكامل والتنمية الشاملة لهم.
قبل أن نقدم المقترح لبرنامج ترويحي رياضي لذوي الهمم، لا بد من الإشادة بدور مملكة البحرين أو وزارة الشباب والرياضة تحديدًا في دعم فئة ذوي الهمم، إذ تولي دورًا قيادياً رياديًا في تقديم الدعم الكبير لفئة ذوي الهمم وتمكينهم من ممارسة الرياضة والترويح الرياضي بكل تألق وإبداع، حيث تهدف الوزارة إلى تشجيع المشاركة الفاعلة لهذه الفئة القوية وتوفير الفرص المتنوعة لاستثمار طاقاتهم ومهاراتهم الرياضية، وتعمل الوزارة على توفير دعم ذوي الهمم في بعض الأنشطة الرياضية المختلفة، مثل: كرة السلة والتنس والسكواتش وغيرها، حيث توفر الوزارة البنية التحتية اللازمة والمعدات المناسبة لممارسة هذه الأنشطة بكل راحة ويسر، ويهدف ذلك إلى تشجيع ذوي الهمم على اكتشاف قدراتهم وتطوير مهاراتهم الرياضية وتحقيق تميزهم في مختلف المجالات الرياضية وبالتالي استغلالها والعمل على استثمارها لتعود بالنفع عليهم كأفراد وعلى المجتمع نفسه.
ولا نقتصر بالذكر على ذلك الجانب فقط ذلك، بل شاركت البحرين بأبنائها من ذوي الهمم في البطولات العالمية فأظهروا مستوى رفيعًا من الأداء والتميز، وحصدوا العديد من الميداليات الذهبية، وأحرزوا الإنجازات المتميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتُعد «روبا العمري» من النماذج المشرفة على هذا الصعيد، حيث حققت رقمًا شخصيًا جديدًا في مسابقة رمي القرص ببطولة العالم لألعاب القوى، وكل هذه الإنجازات لم تكن ممكنة لولا دعم وتوجيه من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وهو الداعم الكبير لهذه الفئة حيث تلامس مجهوداته عليهم بالتقدم الذي يحرزونه، وهو المدافع الأول عن حقوقهم واحتياجاتهم وتوفير الفرص لهم.
ومع ذلك، لا يزال أمام فئة ذوي الهمم تحديات تحتاج إلى التغلب عليها، إذ إن استثمار أوقات الفراغ وتعزيز الثقة بالنفس لهم يعدان محطًا رئيسيًا لتحقيق النجاح، لذا يجب أن يتمتعوا بفرص أكبر للترويح والاسترخاء، وأن يتم تشجيعهم على الاستفادة من الموارد الرياضية المتاحة لتحقيق أقصى استفادة من إمكاناتهم وتمكينهم من التفوق والتألق في مختلف المجالات الرياضية، وتوعيتهم بالاستفادة من الفرص المتنوعة والمنصات اللازمة لتحقيق تميزهم وإبراز قدراتهم الحقيقية، إذ إن الاعاقة ليست نهاية المطاف، بل هي فرصة لتحقيق الإنجازات المتميزة والريادة في العمل والمجتمع.
كما ينبغي التطرق في هذا الصدد إلى الدور الحيوي الذي يلعبه قسم التربية الرياضية في جامعة البحرين، إذ يعتبر القسم مرجعًا مهمًا للتعليم والأبحاث والابتكار في مجال التربية الرياضية، حيث يمتلك القسم أعضاء تدريس مؤهلين وخبراء في مجالات الرياضة والترويح، والذين يمكن أن يسهموا بشكل كبير في نجاح البرنامج الترويحي المقترح، وخصوصًا بعد تعيين قائدة محنكة كالدكتورة منار التميمي لتكون رئيسًا لقسم التربية الرياضية.
يهدف مقترحنا وبرنامجنا الترويحي الرياضي إلى توفير فرص عديدة لذوي الهمم للاستمتاع بالترويح والنشاط البدني بطرق مبتكرة ومناسبة لاحتياجاتهم الفردية، كما يشمل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية الترويحية، مثل السباحة، والتسلق، ورياضات الكراسي المتحركة، والتنس، والرياضات الجماعية، وغيرها المزيد ويمكن تحديد ملامح المقترح في النقاط الآتية.
التعاون مع الأطراف ذات الصلة:
من المؤمل من قسم التربية الرياضية في جامعة البحرين التعاون مع المؤسسات المختلفة ذات الصلة، مثل جمعيات ذوي الهمم والمراكز الخاصة بالتأهيل، وذلك لتوفير الموارد والخبرات اللازمة لتنفيذ البرنامج الترويحي بكفاءة عالية.
التخطيط المبتكر المخصص:
يتطلب البرنامج الترويحي الرياضي لذوي الهمم تخطيطًا دقيقًا ومخصصًا لاحتياجات كل فئة من الإعاقات، إذ يجب أن يتم توفير التجهيزات والتكنولوجيا الملائمة، مع مراعاة الوضع الصحي والقدرات الحركية والاحتياجات الخاصة للمشاركين.
التدريب والتأهيل:
يجب تدريب الأطقم الرياضية والمدربين العاملين في البرنامج على التعامل مع المشاركين من ذوي الهمم، ويشتمل التدريب على تعلم كيفية التفاعل مع الإعاقات المختلفة وتقديم الدعم اللازم وتحفيز المشاركين للمساهمة والتطور الشخصي.
تقييم وتحسين البرنامج:
يجب أن يتم تقييم البرنامج الترويحي الرياضي بانتظام واستمرار لتحديد مدى نجاحه وتحسينه وتطويره. وينبغي أن يتم الاستماع إلى آراء المشاركين والمدربين وتحليل البيانات المتاحة لتحديد المجالات التي يمكن تحسينها وتعزيز تجربة المشاركة.
من خلال تنفيذ برنامج ترويحي رياضي مبتكر لذوي الهمم، يمكن لقسم التربية الرياضية في جامعة البحرين أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الصحة والرفاهية العامة لهذه الفئة المهمة من المجتمع، إذ يتطلب البرنامج الترويحي الرياضي التفكير الإبداعي والمرونة، ويعتمد على التعاون والتواصل مع الجهات المعنية وتكامل الجهود لتحقيق النجاح من خلال ريادة هذا البرنامج، ونتطلع إلى أن تصبح جامعة البحرين نموذجًا يحتذى به في توفير فرص الترويح الرياضي لذوي الهمم وتعزيز المساواة والشمولية في المجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك