جاء انطلاق النسخة الرابعة من منافسة «ستارت أب البحرين» ليعبر عن المستوى الرفيع الذي توليه مملكة البحرين، حكومة وقطاع الاعمال الخاص، والمؤسسات غير الربحية من اهتمام كبير ومتنوع الابعاد لريادة الاعمال، وتعزيز ثقافة الابتكار، وتطوير المجتمعات الريادية الرقمية، وتنمية القدرات الرقمية الوطنية في مجال ريادة الأعمال الرقمية وبما يسهم في تعزيز مواهب الشباب المبادرين والمبدعين ويوفر لهم الفرص الثمينة للارتقاء بمشروعاتهم الريادية الناشئة وتسهيل حصولها على التمويل المناسب، وتمكينها من دخول السوق والتطور والنمو، وخاصة ان مملكة البحرين من الدول الرائدة في مجال التنوع والابداع في دعم واحتضان المشروعات الناشئة. فقد وفرت البيئة التجريبية التقنية والتشريعية المواكبة لأحدث التطورات العالمية، بما يمهد الطريق امام رواد الاعمال خصوصا والمستثمرين عموما لولوج مجالات جديدة من الاستثمار الديناميكي المتسم باعتماد التقنيات الرقمية المعاصرة، ويمتلك القدرة على التطور والنماء، واستغلال الفرص لتطبيق الأفكار الإيجابية التي لم يتم تناولها من قبل، والتي تضيف نتاجا جديدًا إلى المجتمع، وتلبية احتياجات فعلية لأصحاب المصلحة في الحاضر او المستقبل، ولديه الامكانية للوصول الى قاعدة اكبر من العملاء، حيث يستجيب للطلب المتنامي من جيل الشباب ويعزز من دورهم في التنمية المستدامة. سيما وانها قد حظيت باهتمام وتوجيهات سديدة ثابتة وملزمة للوزارات والادارات التنفيذية في المملكة، من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتضمنتها السياسات والبرامج الحكومية بما فيها رؤية البحرين 2030م والتي عدت الريادة هدفا رئيسيا من أهدافها، واكدتها خطة التعافي الاقتصادي (2022-2026)، وبرامجها التنفيذية في جميع القطاعات الاقتصادية، فجاءت السياسات الاقتصادية المعتمدة في البلاد لتؤكد أهمية دعم وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، وبما يتيح اطلاق المبادرات والأفكار الخلاقة وتحويلها إلى فرص عمل جديدة واعدة ومبتكرة، تستند الى رأس المال الفكري المفعم بالروح الايجابية الطموحة، التي تقود قاطرة التوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الجريئة التي تستند على الابداع والابتكار والتقنية، وخلق المزايا التنافسية واختراق الاسواق، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، حتى نما عدد الشركات الناشئة في البحرين بمعدل نمو سنوي مركب قدره (46.2%) على مدى السنوات الثلاث الماضية وفقا للإحصاءات الصادرة عن مجلس التنمية الاقتصادية. كما أن مشهد الشركات الناشئة آخذ في التوسع بشكل ملحوظ ومؤثر، وخاصة في مجال تطوير البرمجيات والتجارة الإلكترونية والأمن السيبراني والصحة والتكنولوجيا المالية وغيرها.
وتعد «ستارت أب بحرين» واحدة من المبادرات المجتمعية المهمة التي تجمع بين رجال الأعمال والشركات والمستثمرين وحاضنات الاعمال والمؤسسات التعليمية وحكومة البحرين، بهدف تعزيز ثقافة الشركات الناشئة في البحرين وارساء بنيتها التحتية. وقد عقدت خلال السنوات الماضية ثلاث دورات من المنافسة بين الشركات الناشئة لتفوز بالدعم والاحتضان والرعاية في بيئتها التنظيمية، وعقدت الدورة الرابعة في يوليو 2023 بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وصندوق العمل (تمكين) ومجلس التنمية الاقتصادية وبنك البحرين للتنمية، حيث سلطت الفعالية الضوء على مشهد الشركات الناشئة في المملكة. وقد تم عرض خمسة مشاريع ناشئة أمام لجنة الحكام المحليين والاقليمين بعد ان تم تدريب ممثليها وتزويدهم بتقنيات اساسية تمكنهم من تقديم عروض مقنعة ومميزة امام لجنة التحكيم، وبالتعاون مع المؤسسة البحرينية لريادة الاعمال والمنتدى العالمي للاستثمار. وضمت هذه الشركات مشروع ركن المتخصص في أدوات التعليم الخاص، وبوابة البحرين المتخصصة يعرض فعاليات وأنشطة البحرين، ومشروع كارتون بلانت وهي شركة ناشئة إبداعية تركز على الاعلان الثنائي الابعاد والرسومات، ومشروع دار ما دار وهو منصة تسويق للسياحة المحلية، ومشروع سايلنت باور الذي يهدف الى توفير حلول طاقة شمسية مستدامة للمساكن والشركات.
وفي ختام الفعالية تم إعلان فوز مشروع ركن بالمركز الاول، وهو المشروع الذي يسهم في تصنيع أدوات تساعد في تنمية مهارات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما الذين يعانون من مشكلات نفسية، من خلال انتاج ادوات والعاب تسهم في رفع امكانياتهم ودعمهم ليكونوا فاعلين ومنتجين ومندمجين في المجتمع، علما أن المشروع قد تم تأسيسه من قبل رائدة الاعمال السيدة إيمان شرف. ومما يلاحظ أن المشروعات الخمسة التي تأهلت للمشاركة في هذه الفعالية تميزت بالتنوع والإبداع والابتكار، الامر الذي يشير الى المستوى الراقي لإبداعات الشباب البحريني وقدرتهم العالية على ولوج مجالات جديدة من الاستثمار.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك