تصوير
عبد الأمير السلاطنة:
أكد السفير ياسر شعبان سفير جمهورية مصر العربية أن النجاحات والإنجازات التي تحققت في العلاقات البحرينية المصرية الثنائية المشتركة تعود إلى تناغم المنظومتين الاقتصاديتين للبلدين وتطابق الرؤى والاستراتيجيات مما شجع الدولتين على الاشتراك في المبادرة الرباعية للأخذ بزمام الأمور والانخراط في الشراكة الصناعية التكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة التي دشنت في عام 2022، آملين معا في تحقيق حلم عربي طال انتظاره نحو مزيد من التكامل والاندماج الإقليمي، مشددا على أنه ما كان لتلك النجاحات الاقتصادية أن تتحقق من دون دعم سياسي قوي وإرادة راسخة لدى قيادات مصر والبحرين بضرورة تعميق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة والمجالات، وهي إرادة نابعة من علاقات متينة ومتميزة.
جاء ذلك خلال احتفالية السفارة المصرية بالمنامة بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، بحضور وزراء شؤون مجلسي الشورى والنواب والصحة والعدل والشؤون الإسلامية والأوقاف والشؤون القانونية وشؤون مجلس الوزراء والتربية والتعليم وشؤون الإعلام ووكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية والإدارية ورئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار وجمع كبير من أعضاء مجلسي الشورى والنواب ورجال الأعمال وممثلي السفارات والبعثات الأجنبية والعربية لدى مملكة البحرين.
وفي كلمته وجه السفير المصري رسالة للشباب والشابات بأن يحلموا وأن يملؤوا قلوبهم بالأمنيات، مسترجعا ذكرياته عندما كان دبلوماسيا شابا في منتصف حياته المهنية وهو يغادر مطار البحرين في عام 2007 بعد أن قضى 4 سنوات من أجمل حياته المهنية وأنجحها ومن أسعد أيام حياته الشخصية وأعزها، وكيف أنه تمنى يومها أن يعود إلى تلك البقعة الطيبة ليسهم في تعميق وترسيخ ملحمة حب تعكسها العلاقات الثنائية المتميزة بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
وتابع قائلا: شرفني فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2019 بتعييني سفيرا لمصر لدى مملكة البحرين ليتاح لي تحقيق أحد أحلامي بالاضطلاع بدور فاعل في تطوير العلاقات بين البلدين ورعاية أبناء مصر في البحرين.
وأشار إلى أن السنوات الأربع الماضية كانت مليئة بالأحداث، حرصت خلالها على إيلاء الملف الاقتصادي بشقيه التجاري والاستثماري العناية الواجبة التزاما بتوجيهات القيادة المصرية واتساقا مع روئ قيادات البحرين، حيث نجحنا معا في زيادة حجم التبادل التجاري من 490 مليون دولار في 2019 ليتخطى في نهاية 2022 حاجز 820 مليون دولار، وتشير المؤشرات الأولية إلى وصول هذا الرقم إلى نحو 900 مليون دولار بنهاية العام الجاري.
وأضاف السفير المصري أننا استطعنا سويا تنويع عناصر الميزان التجاري، فبعد أن تربح الألومنيوم على عرش هذا الميزان لسنوات بلا منافس برزت خلال الأعوام الماضية منتجات كالجلود والمواد الغذائية والخضروات والفاكهة والأثاث والمنسوجات لتضرب مصر والبحرين أروع مثال في مجابهة أزمتي كوفيد 19 وسلاسل الإمداد من خلال زيادة الإنتاج وتعزيز التعاون وتعظيم التبادل التجاري، كما زادت الاستثمارات المتبادلة بين البلدين بشكل مطرد كنتاج طبيعي لسياسات حكومتي البلدين الرامية لخلق بيئة جاذبة للاستثمار، حيث تخطت الاستثمارات البحرينية في مصر ثلاثة مليارات دولار وبلغ عدد الشركات البحرينية العاملة في السوق المصري حوالي 214 شركة فيما ارتفعت الاستثمارات المصرية في البحرين لتصل إلى 50 مليون دولار.
وقال السفير المصري أن السنوات الأربع الماضية شهدت العديد من الفعاليات التي رسخت التقارب والتناغم وأكدت وحدة الهدف والمصير، حيث التقى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحضرة جلالة الملك المعظم في أكثر من 10 مناسبات خلال تلك الفترة تنوعت بين القمم الإقليمية واجتماعات تشاورية تنسيقية وتوجت بزيارة فخامة الرئيس الرسمية للمنامة في يونيو 2022، كما تشرفت بالمساهمة في تنظيم عدد كبير من الزيارات الوزارية المتنوعة.
وأشار إلى استمرار العلاقات المتميزة والصلابة بين المؤسسات العسكرية والأمنية، مؤكدا أن مصر تعتبر دول الخليج العربي وفي القلب منها البحرين جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، حيث عقدت اللجنة الثنائية للتعاون العسكري في عام 2022، كما تم تنظيم عدد من الزيارات لعدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية إلى بلدهم الثاني البحرين، وهي زيارات تؤكد على عمق ومتانة العلاقات على مختلف المستويات وحرص الدولتين على تكثيف التشاور والتنسيق بشكل مستمر.
وأعرب السفير ياسر شعبان عن خالص شكره وامتنانه لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ما يوليانه من رعاية واهتمام لأبناء الجالية المصرية في البحرين.
واختتم السفير المصري كلمته قائلا: مع اقتراب صدور القرار الجمهوري بشأن نقل السفراء، تضيع الكلمات وتختنق العبارات، فلا أجد لما يختلج صدري من مشاعر وأن أختم آخر خطاب لي في عيد مصر القومي كسفير لبلادي في البحرين، فقريبا أودع البحرين أحد أعز بقاع الأرض إلى قلبي، حيث قضيت 8 سنوات على فترتي عمل منفصلتين امتلأت بالسعادة والحب والاعتزاز، فهنا استمتعت بروعة النجاح واكتسبت أوفى الأصدقاء، وتشرفت برفع علم بلادي سفيرا في بلاط ملك من حكماء العرب وسعدت باستقبال ابني الأصغر وليدا من مواليد البحرين، رحلة طويلة وذكريات لا تنسى أحملها معي لما بقي من العمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك