كعادته في مثل هذه الأيام من كل عام استقبل الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية يوسف بن صالح الصالح رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية وأعضاء هيئة المواكب الحسينية ورؤساء ومسؤولي المآتم بمحافظات مملكة البحرين، بحضور وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ورئيس الأمن العام والمحافظين، وذلك في إطار الاستعدادات لإحياء موسم عاشوراء لهذا العام انطلاقا من إيمان وزارة الداخلية الراسخ بضرورة تعزيز الشراكة المجتمعية والتواصل مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني لتنسيق الجهود لتأمين احياء ذكرى عاشوراء التي نستذكر فيها القيم الحسينية الخلاقة وآل البيت عليهم السلام، وتذكرنا بثورة الحسين عليه السلام ضد الظلم والاضطهاد ونصرة المظلومين، كما تذكرنا بتضحيات الحسين وضربه أروع الأمثلة في التضحية دفاعا عن الحق.
وخلال الاستقبال الذي جرى في نادي الضباط ألقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية كلمة أكد فيها العديد من الجوانب المهمة والضرورية لتأمين موسم عاشوراء بالشكل الذي يتناسب مع هذه الذكرى وأهميتها وضرورة إحيائها في أجواء مناسبة وآمنة منها:
أولا: تأكيد أهمية العمل المشترك بين وزارة الداخلية وجميع الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني بما فيها المواكب الحسينية والمآتم والقيادات الدينية في إطار التنسيق وتبادل الآراء والتشاور لمنع المندسين وكل من تسول له نفسه زرع الخلاف والفتنة بين أبناء الوطن الواحد وتعكير صفو العلاقة الحميمة بين مختلف مكونات المجتمع البحريني التي تجسدت في وحدتنا الوطنية التي نفتخر ونعتز بها في مجتمع متفتح متجانس متآخ متسامح لا وجود فيه للكراهية والتحريض والعداوات، مجتمع آمن ومستقر يعيش فيه الجميع بأمن وأمان والقبول بالرأي والرأي الآخر وبالتعددية الدينية والمذهبية في ظل القيادة الحكيمة لربان سفينة هذا الوطن الماهر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله، وعدم الالتفات إلى تلك المعلومات والأخبار المضللة التي تهدف إلى التشكيك في جهود وإنجازات البحرين وبث الفرقة والتحريض والكراهية، فوطننا في حاجة ماسة الى جهود كل أبنائه المخلصين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم للتصدي للتحديات التي تواجهنا فبجهودنا المشتركة تتجسد وحدتنا الوطنية في أبهى صورها لتكون رسالة واضحة وقوية للداخل والخارج ولكل من يضمر الشر لهذا الوطن الغالي علينا جميعا ولا يريد الخير له بأن البحرين بلد الأمن والأمان والعيش المشترك.
ثانيا: الإشادة بالتزام وانضباط الجميع خلال العام الماضي، ما أسهم في إنجاح موسم عاشوراء، مؤكدا ضرورة مواصلة هذه الجهود المشتركة لتأمين موسم عاشوراء هذا العام لتكون استكمالا للجهود التي تبذل كل عام.
ثالثا: ضرورة احتواء ظاهرة المخدرات في المجتمع والحاجة إلى تضافر الجهود لمواجهة هذه الأفة الهدامة التي تخرب مستقبل وحياة كل من يقع فيها من الذين يكونون فريسة لأصحاب السوء الذين يستدرجون الشباب والمراهقين ليكونوا ضحية للمخدرات وما يعنيه ذلك من خسارة لهم ولأسرهم ووطنهم.
رابعا: الاعتماد على الخطباء والرواديد البحرينيين المؤهلين الذين هم على استعداد للقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم الدينية على أتم وجه بعيدا عن الاعتماد على الخطباء والرواديد الأجانب في ظل توافر البحرينيين واختصار إحياء موسم عاشوراء على البحرينيين ليكون الموسم بحرينيا خالصا تتجسد فيه محبة وروحانية هذه المناسبة وخصوصيتها بالنسبة إلى البحرين وأهلها.
لا شك أن تأمين إحياء موسم عاشوراء يتطلب جهودا كبيرة تشارك فيها العديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، كما أسلفنا، ولكن الدور الأكبر يقع على عاتق وزارة الداخلية، ولذلك تحرص الوزارة سنويا على الالتقاء بأعضاء المواكب الحسينية لتوجيههم وإرشادهم حفاظا على سلامة المشاركين في إحياء موسم عاشوراء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك