بحث الجهود المشتركة في مجال الأمن الإقليمي والبحري ومواجهة التهديدات الناشئة
عقد في واشنطن أمس الخميس اجتماع الحوار الاستراتيجي الثالث بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ترأس وفد المملكة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، بينما ترأس الجانب الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الخارجية.
وفي بداية الاجتماع، أعرب الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عن سروره بالمشاركة في اجتماع الحوار الاستراتيجي الثالث، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك بين البلدين في معالجة القضايا الإقليمية والعالمية، من الأمن إلى الازدهار الاقتصادي، وكذلك احتضان التعايش ومكافحة التطرف، مؤكدًا أن الجانبين يدركان القيمة الدائمة للشراكة بين البلدين وإمكانياتها للتعاون في المستقبل.
من جانبه، أعرب أنتوني بلينكن عن ترحيبه بزيارة وزير الخارجية والوفد المرافق لواشنطن، وقال: إن مملكة البحرين حليف وشريك قديم للولايات المتحدة الأمريكية، معبرًا عن سعادته بعقد الحوار الاستراتيجي الثالث بين البلدين باعتباره دليلاً على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين، والرغبة في تعميق وتوسيع التعاون في مجموعة كاملة من المجالات، مؤكدًا أن البلدين يقفان معًا بقوة من أجل الأمن في الخليج، ويعملان بتنسيق وثيق بشأن سلسلة من التحديات الإقليمية.
وأشار وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى التعاون المشترك في إطار منتدى النقب، والتطلع إلى مواصلة تلك العملية التي يمكن بطريقة عملية للغاية أن تعمق وتعزز التكامل في جميع أنحاء المنطقة، وتكون مصدرًا قويًا للأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
تم خلال الاجتماع، بحث مسار علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة والشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين، وسبل تنمية وتطوير التعاون المشترك في كل المجالات التي تخدم المصالح المتبادلة وتسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحث الجانبان أوجه التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي بين البلدين، وسبل تطويرها وتنميتها بما يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الصديقين. كما استعرضا نتائج اجتماعات فرق العمل المشتركة، للتعاون السياسي، والتنسيق الأمني، والتجارة والاستثمار، والتعليم والثقافة، وأعربا عن التقدير لما تم التوصل إليه من مخرجات بناءة من شأنها أن تسهم في تطوير التعاون الثنائي بما يعزز من المصالح المتبادلة.
كما تم بحث الجهود المشتركة في مجال الأمن الإقليمي والأمن البحري ومواجهة التهديدات الناشئة والأخطار عبر الوطنية من خلال مبادرات جديدة لتوسيع المساعدة والتدريب في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني وبرامج أمن الحدود والتعاون في إنفاذ القانون.
وبحث الجانبان سبل تنمية العلاقات الاقتصادية في سياق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، ومواصلة المناقشات حول المسائل المتعلقة بالتجارة والاتصالات، والسياحة والأنشطة الجديدة التي تدعم كفاءة الطاقة والانتقال إلى الطاقة النظيفة.
كما تدارس الجانبان أوجه التعاون المشترك لتعزيز القيم العالمية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ومكافحة الاتجار بالأشخاص، وأشادا بحفاظ مملكة البحرين على المرتبة الأولى في تقرير الاتجار بالأشخاص السنوي لوزارة الخارجية.
وفي إطار ما ينص عليه اتفاق المبادئ الإبراهيمية، أكد الجانبان الالتزام بتعزيز التعاون الإقليمي ضمن مجموعات عمل منتدى النقب، ولا سيما مجموعات العمل المعنية بالأمن والصحة الإقليمية التي ترأسها مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، ويبني الاتفاق الإبراهيمي على التقدم المستمر في البحرين في مجال حماية الحريات الدينية وتعزيز مجتمع متعدد الثقافات.
وبحث الجانبان أيضا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والأزمات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وما تشكله من تهديد لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدولي.
وصدر في ختام الاجتماع بيان مشترك، أكد فيه الجانبان أهمية الحوار الاستراتيجي لتفعيل الالتزام الدائم للولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين بالأمن الثنائي والإقليمي والازدهار الاقتصادي المشترك والعلاقات بين الشعبين والمبادئ الداعمة للنظام الدولي. وجدد البلدان التزامهما بحرية الملاحة في المياه الدولية، وأهمية ضمان المرور الآمن للملاحة التجارية في مضيق هرمز، وأدانوا الأعمال التي تهدد حرية الملاحة في المنطقة.
شارك في الاجتماع من الجانب البحريني، الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، سفير مملكة البحرين في واشنطن، والدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، والسفير الشيخ عبدالله بن علي آل خليفة، رئيس قطاع شؤون الأمريكتين، والوفد المرافق لوزير الخارجية، بينما شارك فيه من الجانب الأمريكي عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك