جلالته يؤكد أهمية العمل الجماعي لنشر ثقافة السلام وتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية وردع قوى الإرهاب المعادية
مشاوراتنا تؤسس لشراكة قوية طموحة ترفع مستويات التعاون المشترك
وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم كلمة سامية للقاء التشاوري الـ(18) لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى (C5)، التي عقدت أمس الأربعاء، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بمركز الملك عبدالله الدولي للمؤتمرات بجدة.
وفيما يأتي نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس القمة،
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أيها الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نود في البدء أن نتوجه لكم جميعاً بخالص التهاني بحلول العام الهجري الجديد، داعين المولى عز وجل أن يجعله عام خير وسلام ويمن وبركات على شعوب وبلدان الأمتين العربية والإسلامية، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نبارك للمملكة العربية السعودية الشقيقة النجاح الكبير لموسم الحج، الذي تميز بمستواه فائق التنظيم في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وبالحرص على تقديم كافة أوجه الرعاية والعناية لأداء شعائر الحج على أفضل وجه.
كما يطيب لنا أن نتوجه بكثير من الشكر والامتنان لأخينا خادم الحرمين الشريفين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على الدعوة الكريمة واستضافة أعمال هذا الجمع المبارك، بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى، بأبعاده الاستراتيجية الطموحة، لينطلق هذا التكتل الإقليمي على قاعدة صلبة من التقارب الأخوي والتفاهمات السياسية، والتكامل الاقتصادي والتبادل المعرفي والثقافي، والشراكات الأمنية والدفاعية لحفظ أمن دوله واستقرارها.
وبالنظر إلى المنجز في سياق ما يجمع دولنا من روابط تاريخية عميقة وعلاقات تعاون راسخة تأخذ في الاعتبار مجالات التطوير على طريق التنمية والسلام، يأتي اجتماعنا اليوم ليتوّج تلك المساعي الجادة، لتقريب الرؤى، وتعزيز قاعدة المصالح الحيوية المشتركة لحماية قيمنا الروحية ومكتسباتنا الحضارية، وبالعمل الجماعي المنظم من أجل نشر ثقافة وممارسات السلام والتسامح وإثراء قنوات الحوار بين الأديان والحضارات، وتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية، وردع قوى الإرهاب المعادية عبر مكافحة تنظيماتها ومصادر تمويلها، وصولاً إلى هدف بناء مجتمع إقليمي قائم على التعايش السلمي والثقة المتبادلة، وحفظ سيادة الدول وحقها في نهضة تنموية طويلة الأمد.
وجميعنا متفق أن مفتاح الوصول إلى نهضة جماعية مستدامة يتطلب منا أن نتخذ تدابير أكثر جدية وفعالية لشراكات شاملة تعزز التضامن الإنساني في مواجهة الأزمات، وتقوي مجالات التنسيق الأمني لحماية وتأمين حرية الملاحة البحرية لإمدادات النفط والطاقة والتجارة العالمية وحظر أسلحة الدمار الشامل.
ونؤكد هنا أهمية ربط مخرجات الحوار الاستراتيجي والتنسيق السياسي بما يتسق مع السياسات الدولية والالتزامات الأممية وفق أطر وآليات مؤسسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بمجالاتها الواسعة، وبالتركيز على التبادلات التجارية والاستثمارية في قطاعات كالطاقة والصحة والتعليم والرياضة والسياحة والتحول الرقمي والأمن الغذائي والبيئي.
الحضور الكرام، عند الأخذ في الاعتبار مُقَدَّرات دولنا مجتمعة، البشرية منها والمادية، إلى جانب ما تمتلكه من خبرات عريقة وتجارب ناجحة، فإن مشاوراتنا هذه تؤسس لشراكة قوية وطموحة، ترفع من مستويات التعاون المشترك، وتبادر بالحلول السلمية والدبلوماسية لإنهاء الحروب والنزاعات ووقف معاناتها الإنسانية، وتقرّب من وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية للعمل معاً نحو مستقبل أكثر استقراراً وإشراقاً.
وستبقى مسألة الإسراع في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ذات أولوية قصوى للوصول إلى السلام الدائم والشامل، الذي نتطلع إليه معاً، بتثبيت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين.
وفي الختام، لا يفوتنا أن نسجل، أمام جمعكم الطيب، بالغ تقديرنا واعتزازنا بالمواقف والجهود الاستثنائية التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة، لتعزيز التقارب الإنساني واستقرار العلاقات بين أطراف الأسرة الدولية، مشيدين بنتائج تلك الجهود المخلصة بمستجداتها الإيجابية لجعل المنطقة نموذجاً ملهماً وواقعاً مشهوداً يزخر بكل خير، ويحقق آمالنا لرفعة البشرية ورخائها، مع خالص تمنياتنا لمساعي المملكة أن يحالفها كل التوفيق والسداد لاستضافة معرض إكسبو 2030، بإذن الله تعالى.
كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك