الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
متى نتعلم أن نعترف بأخطائنا
الاعتراف بالحق فضيلة، نعم فضيلة وكرامة ورقي وتحضر..
متى يتعلم بعض المسؤولين أن الاعتراف بالخطأ أو ببعض الإهمال في أي عمل يعني أنهم قدر المسؤولية الممنوحة لهم من قبل الدولة؟ متى يتعلم بعض المسؤولين أن الاعتراف بالخطأ أو الإهمال هو أول الطريق للمعالجة والبحث عن الحلول لعدم تكرار الإهمال أو الخطأ؟
«نتائج التحقيق الأولية بشأن وفاة المريضة: الطبيب المعالج قام باتخاذ كل الإجراءات اللازمة في الوقت المحدد بحسب البروتوكولات المتبعة في مثل هذه الحالات»!!
المشكلة أن إدارة مستشفى السلمانية دائما وأبدا وعادة عند حدوث أي حالة وفاة أو شكوى الرد عندهم جاهز بنفس محتوى التصريح السابق، الطبيب لم يخطئ واتخذ كل الإجراءات والبروتوكولات اللازمة! بحيث انهم يشككونا أحيانا بأن الرد جاهز قبل حتى أي تحقيق ومن بعد التصريح يبدأ التحقيق في الحالة، لا أعرف ما السبب في عدم تحري الدقة خصوصا أن النائب العوضي ذكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصة أخرى تخالف بشدة ما تم التصريح به وأن الإدارة لم تتواصل مع أهل المريضة أصلا!
لن أشكك في جهود الطاقم الطبي ولا في إخلاصهم والإدارة في عملهم المهني، ولكن ألا يمكن أن يكون الخلل في البروتوكولات المتبعة في مثل هذه الحالات ويجب تغييرها أو تعديلها مثلا؟ من دون أي شك أن هناك العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث بعض الإهمال أو التقصير في أداء البعض من الطاقم الطبي مما يؤدي إلى نتائج بشعة خصوصا أن المستشفى مكان لا يمكن فيه أبدا السماح لأي تقصير أو إهمال لأن أرواح الناس مرتبطة به.
هناك المئات من القصص التي نسمعها بل ونعيشها يوميا عن حالات الإهمال نتيجة العديد من الأسباب منها في الفترة الأخيرة تقليل الميزانية حيث نقص الموظفين في بعض الأقسام أو نقص بعض الأدوية، نقص الأطباء المتخصصين في بعض التخصصات المهمة وغيرها من الأمور التي يجب أن تدرس ويحقق فيها المسؤولون بكل إخلاص ومسؤولية حيث إن الناتج من كل ذلك أرواح بحرينية تهدر.
لن أدخل في تفاصيل حالة وفاة المريضة الأخيرة لأنني أتمنى من إدارة المستشفى أولا ووزارة الصحة ثانيا الاهتمام أكثر في الكثير من التفاصيل المهمة في هذه الحالة وغيرها من الحالات، وسماع شكوى الموظفين في المستشفى من أصغر عامل نظافة حتى الممرض والطبيب، لكي تحل الأمور من جذورها بدل التصريحات التي يستطيع أن يشكك فيها أهل المريض.
أكرر الاعتراف بالخطأ لا هو عيب ولا حرام، بل فضيلة وتحضر وأول طريق لإنقاذ أرواح الناس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك