ليست المرة الأولى التي اكتب فيها عن الاثر السلبي الذي يخلفه استنساخ افكار الغير على جميع الاطراف بمختلف المجالات. والمشاكل الاقتصادية التي تترتب على افتقار بعض الاسواق للتجدد والتنوع وذلك بسبب تواجد فئة من الناس الذين يتطلعون بأن يكونوا مميزين ، ولكنهم ببساطة يفتقرون للنظرة الابداعية أو ربما للصبر الكافي ، و يسعون فقط الى تحقيق ربح سريع وإن كان على حساب نسخ ابتكارات ومجهود غيرهم بحجة ان "التجارة شطارة".
فعندما نبذل قصارى جهدنا في ايجاد افكار نترجمها الى تصاميم لمجوهرات فريدة خاصة بنا، ثم نكتشف بأن شخصا آخر لم ينسخ تصميمنا فحسب ، بل يقوم يبيعها بسعر اقل وينشر صوراً للنسخة المقلدة بكل ثقة على وسائل التواصل الاجتماعي ،فإننا هنا نشعر بالظلم والانتهاك بشكل مضاعف ، ونجد انفسنا مجبرين على اخذ موقف جاد للحد من هذه الممارسات الغير مهنية والتي تضر بالسوق المحلي بشكل كبير. واستغرب من مخاطرة البعض من اصحاب المحلات والورش في تنفيذ أي تصميم يطلبه منهم الزبون دون مراعاة الضمير أو التأكد من مصدر التصميم او الخوف من التعرض للمسائلة القانونية في حال كان التصميم مسجلا لدى الجهات المعنية بتجارة المجوهرات وحقوق الملكية الفكرية.
وبصفتي امرأة قبل ان اكون مصممة مجوهرات فإنني بطبيعة الحال احب اقتناء المجوهرات ولا اجد حرجا في شراء المصوغات التراثية ذات التصاميم التقليدية المكررة والمتوفرة في اغلب المحلات . وذلك لأنها موروث شعبي ومصدرها معروف لدى الجميع. ولكنني عندما اتوق الى شراء تصميم خاص بمحل او مصمم معين فإنني احرص على شراء القطعة الاصلية التي تتناسب مع امكانياتي المادية وذوقي الشخصي ولا اصر على شراء نسخة مقلدة بسعر أقل لمجرد عقد صفقة مربحة و التباهي بمهاراتي الشرائية ! وإن لبست قبعة مصمم المجوهرات فإنه من المستحيل ان اصل الى مستوى نسخ افكار الغير او تقليد تصاميم زملائي في المهنة لأن في ذلك انتقاص لإمكاناتي قبل ان يكون تعديا على حقوق غيري.
ربما اختبر الكثيرون هذا الموقف الصعب ، وبالرغم من ان البعض يرى بأن "التقليد هو أفضل شكل من أشكال الإطراء" ويفضل بعص مصممي المجوهرات المخضرمين التغلب على المقلدين بتجاهلهم،إلا انني لم استطع تقبل ذلك الأمر أبداً ولم اتخيل بأن الوعي بحقوق مصمم المجوهرات من قبل الزبون واصحاب الاعمال يكاد يكون منعدماً لهذه الدرجة.
ولأن نية المقلدين عادة ما تكون كسب المال دون بذل الكثير من الجهد ، فإنهم لا يميلون إلى البقاء في السوق لفترة طويلة. وسيظهر مقلدين جدد ليحلوا محلهم وينتهي بهم الأمر بالخسارة اذا استمروا على هذا النهج .وعلى الرغم من أن قطعهم المقلدة عادة ما تكون أقل سعرا من المجوهرات الأصلية إلا أن قطعهم دائما ما تكون أقل جودة أيضا.لذا ، سواء كان السبب يتمحور حول نهجهم الكسول في إنشاء خط إنتاج خاص بهم ، أو لأن نسخهم تفتقد إلى شرارة العمل الأصلي (أو لأن الكارما تلحق بهم!) ، فنادراً ما يكون محبو التقليد قادرين على بناء قاعدة قوية لعملائهم والنجاح في تنمية أعمالهم.
وبالنظر الى الجانب الايجابي فيما حصل ،فإنني ذهلت من كمية الدعم والحب الذي لاقيته من اهلي واصدقائي وطلبتي بل وحتى من مصممي المجوهرات واصحاب المحلات الذين قد واجهوا نفس الموقف . وتعلمت درسا بأنني لكي اكون مصممة مجوهرات ناجحة وواعية فإنني يجب ان احرص على حفظ نتيجة تعبي وجهدي من خلال تسجيل حقوق الملكية لكل تصاميمي ، واسعى الى التطور المستمر والاهتمام بالتفاصيل الابتكارية التي تحمل لمستي ليصعب تقليدي .
فلنتحرى الحلال والحرام في ارزاقنا ولنثبت على قناعاتنا الحميدة واخلاقيات المهنة ونستمر في المراهنة على التصاميم الاصلية في كل مرة.
كيف ستكون ردة فعلك ان قام احدهم بتقليد تصميمك او منتجك؟ شاركونا بآرائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني:
seemajewelsbh@gmail.com
مع تمنياتنا لكم بقراءة ممتعة لمحتوى جواهر الخليج القيمة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك