نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي ندوة بعنوان «رسائل القراء للصحافة بين الأمس واليوم» تحدث فيها كل من عصمت الموسوي، سماح علام، وأدارت الحوار سارة نجيب. واستهلت سارة الأمسية بقولها إن في بداية انطلاق الصحافة كان بريد القراء يمثل بوابة التواصل مع الصحف فكانت الرسائل تتدفق بشكل يومي بالعشرات والمئات في بعض الصحف، فتشمل مواضيع وقضايا اجتماعية وسياسية وغيرها من المجالات. وأضافت أن الصحفيين دأبوا على معرفة مواقف وآراء القراء من الرسائل ثم التفاعل معها بالنشر والرد، كما أن التطور التكنولوجي اليوم غيّر رسائل القراء من حيث الشكل والمضمون.
وقد بدأت الموسوي حديثها بالإشارة إلى تجربتها الطويلة مع بريد القراء في عدد من الصحف، حيث بدأت التجربة برقابة مشددة على ما ينشر في المطبوعات في بداية الأمر، وكانت أغلب الرسائل الواردة تختص بمطالب خدمية أو فردية كمطالب الإسكان، وقصص المواطنين مع شركات الطيران وغيرها من الأمور الحياتية. وقد أشارت الموسوي إلى الانتقادات التي طالت المشرف على صفحة بريد القراء لعدد من الأسباب كاختصار الرسائل واختزال الفكرة المرسلة في عدد من الكلمات، مما يجعل الصحفي لا يستمر لزمن طويل في الإشراف على هذه الصفحة لما تسببه من التوتر وما تتطلبه من التواصل المستمر مع المسؤولين والقراء على الرغم من كونها منهل للأخبار والأفكار للتحقيقات ومقالات الرأي العام، وكانت تحوي هذه الرسائل العديد من التجارب لأصحاب المواهب. وقد ذكرت الموسوي في خضم حديثها أن عددا من الأحداث المهمة المحلية والعالمية ترافقت مع انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك في العام 2001 الذي انعكس ارتفاعا وانفتاحا في سقف حريات التعبير لدى الصحف والقراء حيث صارت الرسائل تصل بالبريد الإلكتروني مذيلة بأسماء حقيقية، وأصبح الجميع يريد ان يصرح برأيه ويشارك.
ثم انتقل الحديث إلى سماح التي أشارت في حديثها عن تجربتها مع صفحة بريد القراء واستمتاعها بهذه التجربة الثرية التي تضيف الكثير للصحفي، فالعمل في صفحة بريد القراء هو الأثر الذي يتركه الصحافي. وقد ذكرت سماح في خضم حديثها عددا من الأسباب التي تجعل صفحة بريد القراء ذات أهمية كاعتبار هذا الباب الأكثر ثباتا في الصحف المقروءة والأكثر تأثيرا وتأثرا بالمضمون وأنه يمثل إحدى الوظائف الخمسة التي تضطلع بها الصحافة. كما عرضت سماح عددا من المقارنات والاحصائيات التي أعدتها في رسالتها لدرجة الماجستير فيما يخص المواضيع المتداولة والمصنفة في بريد القراء. وفي ختام الندوة تم فتح المجال لمداخلات الجمهور في نهاية الأمسية وتم تكريم المشاركين من قبل رئيس مجلس إدارة المركز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك