لو تتبعنا ما يدور بين الناس اليوم وكل يوم من أحاديث وحوارات ومناقشات، نلاحظ عن كثب تلك الأحاديث التي تكاد يوميا تراود الناس والموظفين، وخصوصا من وصل إلى سن التقاعد، نجد أن عيونه شاخصة باتجاه راتبه، فالراتب قبل أن يقاس بأي شيء لا بد أن تحتويه كل معطيات التأمل والتفكير، لأن هذا الراتب لم يأت من فراغ بل حصل عليه الموظف المتقاعد بعد أن أفنى عمره في الوظيفة.
إن المتقاعدين من حقهم أن يدلوا بآرائهم في كل ما يدور في مخيلتهم، فهذا أمر يجب الانتباه إليه وبعناية، ونلاحظ أيضا أن الحديث والمناقشة في شؤون الحياة لا بد الأخذ بها بعين الاعتبار فعلى المسؤولين مراعاة ذلك، فالمتقاعدون من حقهم أن يكون لهم صوت مسموع، فالرأي لدى أي إنسان من الواجب أن يكون له من يسمعه في المجتمع من أجل الوصول إلى قناعة بقبوله من عدمه.
من هنا يستطيع كل واحد منا أن ينظر إلى نفسه بين الحين والحين في كل ما يراه ممكنا، لأن هذا النوع من التفكير في أمور الحياة ومتغيراتها جزء من مسار حياته وحياة أسرته، وقد ثبت أن الإنسان لن يتوقف تفكيره أو طموحاته، وهذا ما يلازم تفكير وتطلعات المواطن المتقاعد بشأن حياته ومستقبل أولاده وأحفاده، وهذه ظاهرة صحية لا تحتاج إلى جدال أو مناقشة.
ذلك أنه عندما كان المتقاعد موظفا وفي ريعان شبابه وفي قمة عطائه، كان الجميع ينظر إليه بكل الحب والتقدير. نحن المتقاعدين في هذا الوطن جزء من شعب كريم، والحمدلله نفخر بوجود قيادة حكيمة وكريمة عودتنا دائما على الاهتمام والعناية المستمرة برعاية أبنائها، وتضع في أعلى سلم أولوياتها وسياساتها العملية العمل على توفير العيش الرغيد والحياة الكريمة لأبناء الوطن.
إن الإنسان هو الإنسان في كل مكان له شجونه وتطلعاته في الحاضر والمستقبل، وهنا أقف مع كل من يعمل من أجل رقي وتطور المجتمع الإنساني والالتفات إليه من دون النظر إلى راتبه أو مستوى معيشته أيا كان، فالجميع يأمل أن ينال ما في خاطره وتتوق له نفسه في تحقيق هذا الحلم أو الهدف الكبير وهو تربية أولاده حتى يصل بهم إلى بر الأمان وشق طريقهم في مشوار الحياة.
فعلى الجميع من حولنا أن يعرف أننا نعيش في مجتمع تتحلى فيه روح الإنسانية والحرص على مكانة المواطن وتحقيق آماله وتطلعاته. وهنا فإن أول ما يعنينا هو ذلك الإنسان المتقاعد، ولذلك ندعو كل مسؤول إلى الحرص على حقوق المتقاعد من أجل حياة أفضل، حتى يتمكن المتقاعد من مواجهة أي مصاعب قد تواجهه. قد يطرح البعض سؤالا مفاده هل أنت أيها المتقاعد متشائم أم متفائل؟ الرد هو في صميم العمل من أجل المستقبل الافضل، وهذا أمر طبيعي وليس أمرا صعبا، فمع الجدية الكاملة لا شك أن التشاؤم سوف ينقشع وتظهر في ضوء ذلك روح التفاؤل خيرا وسعادة.
من هنا يمكن القول في نهاية المطاف بأن أمنيات كل المتقاعدين يمكن أن تحقق طالما ظلت رعايتهم في طليعة اهتمام كل المسؤولين في الدولة والمجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك