وقت مستقطع
علي ميرزا
سبع النصر
} في الوقت الذي نجد فيه لاعبين في مختلف الألعاب الرياضية لسبب أو لآخر يهابون بل ترتعد فرائصهم خلال المشاركة في المباريات المهمة التي عادة ما تكتظ بالحضور الجماهيري الكثيف، نجد على الضفة الأخرى لاعبين تعدّ المباريات الجماهيرية لعبتهم الأثيرة والمفضلة، وينتظرون مثل هذه المباريات على أحرّ من الجمر، لأنهم يرون أن مثل هذه المباريات تدخلهم التاريخ من أوسع أبوابه، بل تكون أحداثها وتفاصيلها عالقة ومنقوشة في الذاكرة والأذهان.
} وفي مناسبة كروية سابقة جمعت منتخبي مصر والكاميرون لكرة القدم على ملعب ستاد القاهرة الدولي «ستاد ناصر»، قبل المباراة سئل النجم الكاميروني روجيه ميلا من قبل أحد الصحفيين المصريين: كيف ستواجهون الجمهور المصري الذي ينتظر أن يشكل لكم ضغوطا جمة؟ فجاء رد ميلا قائلا: أتمنى أن يملأ 120 ألف مشجع مصري مقاعد ستاد القاهرة، وشخصيا أحب أن ألعب أمام الجمهور المصري.
} المقدمة المركبة السابقة نجد فيها مدخلا يتناسب والحديث عن صانع ألعاب الكرة الطائرة الدولي ونادي النصر سابقا الكابتن فيصل عيسى السبع الذي ينحدر من أسرة رياضية لا يختلف عليها اثنان، يأتي في مقدمتهم شقيقه الأكبر الإداري السابق ميرزا عيسى الذي لا تكف الأيدي عن الدعاء له بموفور الصحة والعافية، مرورا بشقيقه الكابتن مجيد عيسى لاعب الفريق الأول ومدرب فئات النصر سابقا، وخال الدوليين ولاعبي النصر السابقين الشقيقين حسن وجواد جاسم، وعم ليبرو النصر الحالي محمود ميرزا.
} وإذا كان دار كليب يعدّ بدون منازع مدرسة في تخريج المدافع الحر «الليبرو» فإن النصر مدرسة أخرى تخرج من تحت عباءتها عديد من صناع اللعب المتميزين، والكابتن فيصل عيسى السبع واحد من القائمة التي تطول، والذي كان يعشق المباريات المهمة والحساسة والجماهيرية، لأنه على ما يتبادر لنا الجماهير تمثل له مصدر طاقة تحفزه أو هو يحفز نفسه من خلالها لإظهار كل إمكاناته وقدراته والتعبير عن موهبته، ولا تمر مباراة دون أن يمارس فيها دور الضارب رغم قصر قامته نسبيا من خلال استثماره الكرات العشوائية على الشبكة والقادمة من المنافس.
} وفرض فيصل السبع نفسه على صفوف منتخبنا الوطني رغم وجود كوكبة من المعدّين الذين كل منهم يقول «الزود عندي»، وربما تميزت شخصيته بروح المداعبة والفكاهة والمعاكسة حتى في أحلك مواقف المباراة، فضلا عن تحرشه بزملائه لاعبي الفريق المقابل بذكاء لمشاغلهم وإخراجهم من جوّ المباراة بعيدا عن أعين طاقم التحكيم، ورغم كل ذلك كان محبوبا من الجميع، في مقدمتهم مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة السابق إبان رئاسة الإداري المحنك محمد جاسم حمادة «بوجاسم»، فضلا عن زملائه لاعبي جيله.
} وكان السبع من اللاعبين الواثقين بأنفسهم، قارئا من الطراز الرفيع لحوائط الصد، من خلال أدائه القائم على الجمل التركيبية على الطريقة الآسيوية، فقد شهدنا له الكثير من الألعاب التي قد حرر فيها زملاءه الضاربين من حوائط صد الفريق الخصم، وهو من اللاعبين الذين يحبهم ميدان التدريب لأنه بكل بساطة يحمل عقلا نظيفا وقارئا جيدا للمنافس، وقد تذوق السبع مختلف أصناف الألقاب والبطولات ابتداء من الفئات العمرية حتى فريق الرجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك