الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
خطوة موفقة وجريئة.. في مكافحة المخدرات
لفتة ذكية، ومبادرة رائعة وتشجيعية للمجتمع، تلك التي قام بها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في تكريم اثنين من أفراد المجتمع، ساهما في إحباط عملية تهريب مخدرات، كانت ستدخل البلاد، وتلقي بسمومها وآثارها على المجتمع وشبابه.
وخطوة موفقة وجريئة، وكذلك تشجيعية للمجتمع، في عرض حالتين لأفراد متعافين من آفة المخدرات، خلال الفيلم التسجيلي الذي تم عرضه في احتفالية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهما يتحدثان -بالصوت والصورة- عن الجهود الرفيعة التي وجداها من وزارة الداخلية ومؤسسات الدولة، دون أن يتم إخفاء الوجوه ولا تغيير الأصوات، وكيف تعافا من المخدرات، والإصرار على العودة إلى الحياة والمجتمع من جديد.
تلك اللفتة الذكية الرائعة، وتلك الخطوة الموفقة الجريئة، تستلزم أمورا غاية في الأهمية، أبرزها الدور والمسؤولية المجتمعية في دعم ومساندة جهود وزارة الداخلية ومؤسسات الدولة والمجتمع في مكافحة المخدرات، وحماية الشباب والأسرة والمجتمع من أضرارها وتداعياتها، بجانب التعامل الحضاري والإنساني مع المتعافين من المخدرات، والتعامل معهم دون أي تحفظ، والتشجيع لعودتهم إلى جادة الصواب دون تنفير، ودون ممارسات إقصائية تبعدهم عن المجتمع، وتتسبب في عودتهم إلى الطريق الخاطئ، فهم ضحايا، وهم أبناء للوطن في نهاية الأمر، فإن تنقذ إنسانا، وتعيده إلى الحياة، أفضل ألف مرة من أن تجعله كما مهملا، وشخصا غير مرغوب فيه لا يمكن إصلاحه.
وكما أسعدنا خبر أن الأرقام والإحصائيات والنسب كشفت عدم ازدياد جرائم المخدرات في المجتمع، والتي تحدث عنها معالي وزير الداخلية في كلمته خلال الاحتفالية، بفضل جهود كل الجهات المعنية، وتأكيد استمرار الجهود الجماعية، في التركيز على عدد من الظواهر الأمنية، ومنها: مكافحة الفساد، ومتابعة التجاوزات الإلكترونية، ومتابعة الفوضى المرورية للحد من انتشارها، مع الإشادة بالحس الوطني المجتمعي في الإبلاغ عن قضايا المخدرات.
فقد أسعدنا وأبهرنا كذلك، إعلان الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، استخدام واستثمار الذكاء الاصطناعي في مشروع التعافي من الإدمان وعلاج المدمنين للمخدرات، وهو المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، ويشكل المشروع قصة نجاح بحرينية بامتياز في مكافحة المخدرات، وفق برنامج وطني، علاجي إنساني، هدفه حماية الإنسان في المقام الأول.
أذكر في سبتمبر عام 2019، أن معالي وزير الداخلية وخلال مؤتمر «الشراكة المجتمعية لمكافحة المخدرات»، تحدث عن ((التصدي للمخدرات والحد من انتشارها، وإن هذا التحدي يؤثر في الأمن الاجتماعي والداخلي بشكل عام، والتطلع إلى تعاون الجميع لمواجهة هذا التحدي، مؤكدًا أننا بإذن الله ومن خلال تعاونكم، مصممون أن نجعل مملكة البحرين من البلدان الرائدة في مكافحة المخدرات، وهو الأمر الذي يعتمد على تعاون الجميع)).. وللأمانة فما رأيناه وسمعناه وشاهدناه بالأمس في احتفالية 2023، كشف الحقائق وصدق التصميم والعزيمة الوطنية لدى وزارة الداخلية.
في العالم اليوم يوجد 270 مليون شخص يستعملون المخدرات.. وهناك أساليب وحيل عديدة ومتطورة، تكنولوجية وحتى عبر مواقع الحسابات الإلكترونية، تستخدمها العصابات في عملية التهريب وإغواء الشباب والضحايا على استخدامها وتعاطيها، ومن هنا كان الدور الأساسي للأسرة والتوعية المجتمعية، هو الواجب التركيز عليه دائما.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك