97% نسبة البحرنة.. ورقمنة الخدمات دون الحاجة لزيادة الفروع
زيادة نسبة التمويلات والصكوك السيادية في ميزانية البنك إلى 35%
تصوير: محمد مطر
أعلن «المصرف الخليجي التجاري» عن إطلاق هويته الجديدة «خليجي»، وذلك خلال حفلٍ أقيم تحت رعاية محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج صباح أمس، بحضور عدد من كبار الشخصيات من القطاعين المالي والمصرفي.
وفي هذا الصدد صرح هشام أحمد الريس، رئيس مجلس إدارة «خليجي»، قائلاً «مع هذا التدشين نبدأ عهدا جديدا في مسيرة البنك لنواكب الاتجاهات والتطورات التي يشهدها قطاع الصيرفة ليس فقط بالمملكة بل على المُستوى العالمي. هويتنا الجديدة هي امتداد لرؤيتنا الاستراتيجية الطموحة التي صغناها بهدف المُضي قدماً للأمام، ويملؤنا الشغف لنواصل رحلتنا نحو المستقبل الذي نطمح إليه، كما نجدد التزامنا بأن نعمل على التطوير المستمر لتقديم خدمات متميزة ترتقي لتطلعات عملاؤنا الكرام. منذ تأسيس البنك كانت رؤيتنا مختلفة، وعلى مدى حوالي 20 عاماً حرصنا على الاستثمار في إطلاق مُبادرات نوعية، وعكس هويتنا البحرينية المُستمدة من الخليج العربي على أعمالنا، ودعم المسيرة التنموية الشاملة لمملكة البحرين والمساهمة لتحقيق أهداف رؤية المملكة الاقتصادية 2030».
وتابع الريس قائلاً «تعكس هويتنا الجديدة المُرتكزة على ثلاثة ثوابت وهي الاحترام والثقة والديناميكية رصيد خبرتنا على مدى السنوات الماضية، وطموحنا لأن نتصدر القطاع المصرفي على المستوى المحلي والإقليمي، كما وتُجسد تبنينا لطريقة تفكير تقدمية واستشرافية من أجل تحقيق مزيد من النجاح».
وأضاف «نؤمن بحجم الفرص الكبيرة التي يوفرها القطاع المصرفي في مملكة البحرين، ونثق بأن المستقبل واعد بانتظار «خليجي»، حيث سيعمل البنك خلال المرحلة المُقبلة على بناء هوية قوية لعلامته التجارية من خلال الإرتكاز على قيمه الفريدة ورؤيته المُتميزة».
من جانبه صرح الرئيس التنفيذي لـ«خليجي» سطام سليمان القصيبي قائلاً، «إن إطلاق الهوية الجديدة للمصرف هو حصيلة إعادة التخطيط والنظر في نموذج البنك بعد أن تم إطلاق مبادرات كثيرة وبدء عملية التغيير من الداخل من ناحية طريقة التمويلات والوصول إلى العملاء وتنمية الموارد البشرية وغيرها».
وأضاف القصيبي على هامش الحفل «إطلاق الهوية اليوم هو حصيلة كل هذه الجهود والتي تجسد التغير في طريقة تعاملنا، ونبحث عن طرق أسهل في التعامل مع العملاء، لذلك كنا بحاجة إلى هوية تواكب كل المتغيرات التي تحصل في عالم البنوك، والتحول الرقمي من اهم التوجهات ويعطيك القدرة للوصول إلى أماكن أبعد».
ولفت إلى أن المصرف احتاج إلى هوية تتناسب مع توجهه، وتفيد البنك داخل وخارج البحرين، فنحن أكبر عدد العملاء والموظفين بحرينيون وخليجيون لذلك أبقينا الاسم بشكل أبسط وسلس. وحول نسبة البحرنة في المصرف كشف القصيبي أنها وصلت إلى 97%، مشيراً إلى أن المملكة طالما عرفت بالكفاءات في المجالات المالية والصيرفة، ومن واجب البنك أن يستمر في تخريج هذه الكفاءات وصقلها. وقال ان خطتنا واضحة في مجال البحرنة سواء في الصف الأول أو الثاني دائماً لدينا خيارات من الأكفاء ولهم الأولوية في تقلد المناصب، حيث إن 20 من أصل 21 دائرة في البنك تدار من قبل بحرينيين.
وأشار الرئيس التنفيذي للمصرف الخليجي إلى أنه تم إعداد البنية التحتية للتحول الرقمي، وإضافة الكثير من الخدمات والدخول في العديد من الشراكات الجديدة، لافتاً إلى تطبيق «خليجي» الذي يوفر للعملاء تجربة أسهل وأبسط لإنجاز المعاملات في غضون دقائق دون الحاجة لزيارة الفروع.
وفيما يخص توجه المصرف لافتتاح فروع رقمية جديدة أكد القصيبي «أن الرقمنة هي خدمة، وكلما كانت أبسط وأسهل من غير قيود وشروط دون الحاجة لزيارة فرع كلما كانت كفاءة الخدمة أفضل وأسرع، مشيراً إلى أن الفروع الحالية للبنك تم تمكينها ورقمنتها بشكل كبير حيث تم التخلص من المعاملات الورقية بشكل كبير، ولكن الهدف الأهم هو أن لا نحتاج إلى الفروع وأن تكون الخدمات متاحة للناس من خلال منصات تكنولوجية أخرى».
وخلال الحفل ألقى القصيبي كلمة استذكر بدايات البنك ورحلته التأسيسية في عام 2004، منوهاً بالمُساهمات الملموسة للبنك في المسيرة التنموية لمملكة البحرين. وقال في هذا الصدد «منذ عقدين من الزمان وضع المصرف الخليجي التجاري لبنته الأولى ليبدأ أعماله بنشاط استثماري ومن ثم كبنك تجاري معلناً انتماءه لصناعةٍ مضى على تأسيسها أكثر من 100 عام. تزامن تدشين أعمال المصرف الخليجي التجاري مع النمو المطرد الذي كان يشهده قطاع البنوك، والذي كان مساهماً فاعلاً في النهضة الحضارية التي شهدتها المملكة في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء».
وتابع القصيبي «ومع تسارع وتيرة الاستثمار في هذا القطاع عملت البنوك كمحرك أساسي لنمو الاقتصاد وازدهر نشاطها باهتمام من حكومة مملكة البحرين متمثلةً بمصرف البحرين المركزي الذي كان له الأثر الأهم في صقل هذه الصناعة وخلق نظام رقابي يكفل للجميع بيئة آمنة محفزة على النمو كانت سبباً لتطور هذه الصناعة واتخاذ مملكة البحرين موطناً لها، حيث تبنى نهجاً متماشياً مع أفضل الممارسات العالمية كان كفيلاً باستقطاب عدد كبير من المؤسسات المالية والمصرفية حتى بات يشكل هذا القطاع 19% من الناتج المحلي ويوفر 14 ألف وظيفة».
وتطرق القصيبي في كلمته لما شهده البنك من تحول كبير في عملياته خلال السنوات الخمس الماضية، قائلاً «يسعدني اليوم أن التقي بكم في هذا الحفل الذي نقيمه بمناسبة الإعلان عن الهوية الجديدة للمصرف الخليجي التجاري، فاسمحوا لي أن آخذكم في رحلة قصيرة تبين التحول الذي شهده نموذج عمل المصرف. أدركنا منذ عدة أعوام ضرورة اعادة النظر في نموذج عمل البنك وكفاءة أدائه نظراً لتغير متطلبات السوق ووضعنا استراتيجية جديدة تتكون من محطات وأهداف عديدة، سأتكلم عن ثلاث منها لأهميتها: أولاً: التحول الرقمي من أجل رفع كفاءة الأداء، أردنا أن تكون لدينا القدرة على توفير خدماتنا عبر منصات التكنولوجيا المختلفة مع بقاء قدرة العميل على التواصل الشخصي لو أراد ذلك».
وتناول القصيبي خلال كلمته الهدف الثاني وهو جودة الأصول، قائلاً «لقد تبنى البنك فلسفة ائتمانية محافظة ركزنا من خلالها على جودة التمويلات فكانت موجهة لمشاريع حيوية ومهمة وشركات ذات ملاءة عالية وتصنيف ائتماني رفيع، بالإضافة إلى زيادة نسبة التمويلات والصكوك السيادية في ميزانية البنك إلى أكثر من 35% من إجمالي الأصول. كما عملنا على نمو محفظة تمويل الأفراد نظراً إلى أنها الأقل خطورة على المدى الطويل وتمويل السكن الاجتماعي (مزايا) بدعم من وزارة الاسكان والتخطيط العمراني وبنك الاسكان. وبدعم من (تمكين) استطعنا الاستمرار في تمويل ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف القصيبي «كما قمنا مؤخراً بإطلاق برنامج بوابة الصيرفة لتدريب مجموعة من الطلاب حديثي التخرج سنوياً مدة 6 شهور وإعدادهم للتوظيف في البنك أو أي من البنوك الأخرى. وبكل هذه المبادرات والجهود حققنا بفضل من الله نجاحاً نفخر به ونجد أنفسنا على أعتاب مرحلة جديدة نقوم من خلالها باستغلال كل ما تم تحقيقه من مكتسبات، فنحن اليوم نملك تجربة ناجحة ولدينا نموذج عمل متقن يمكن إعادة تطبيقه بشكل أوسع داخل البحرين وخارجها».
ويسعى البنك عبر تدشين هويته التجارية الجديدة «خليجي» إلى ترجمة رؤيته الطموحة لمواصلة الدور الريادي الذي يضطلع به في قطاع الصيرفة الإسلامية على مستوى مملكة البحرين والمنطقة، وتجديدًا لسعيه الدائم للمضي قدمًا نحو آفاق أرحب من النجاح والازدهار كشريك للعملاء في الطموح والإنجاز، وتحقيق تطلعاتهم عبر مجموعة واسعة من الخدمات والمنتجات المصرفية المبتكرة التي صممت خصيصًا لتلبي احتياجاتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك