الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
صحح وضعك.. وخلك قانوني
أول السطر:
لماذا لا تبادر مؤسسة أو جمعية أو لجنة أهلية في المحافظات، باستثمار العطلة الصيفية، بتنظيم مشروع للعمل المؤقت والعمل التطوعي بمكافأة رمزية تشجيعية، للطلاب والطالبات، وبالتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة في المحافظة، لكسبهم مهارات حياتية وعملية، واستثمار الوقت بما هو مفيد؟؟
صحّح وضعك.. وخلك قانوني:
نلاحظ اليوم قيام هيئة الكهرباء والماء بتدشين حملة عنوانها ((صحّح وضعك.. وخلك قانوني)).. وتخيلت أن الأمر يأتي في سياق التوعية العامة لترشيد الاستهلاك، ولكني وجدت أن الأمر جاء بسبب حالات سرقة عدادات الكهرباء والماء، ومدها إلى منازل ومحلات ومواقع أخرى!!
لم أكن أتوقع أن يكون هناك سرّاق للمال العام في الكهرباء والماء من البعض.. لم أتخيل ذات يوم أن يقوم شخص بمد عداد الماء أو الكهرباء من بيته إلى بيته الثاني الملاصق أو دكانه المجاور أو مزرعته القريبة، باعتبار أن فاتورة البيت الأول مدعومة من الدولة.. لم أتصور أن يتجرأ شخص ويقوم بسرقة العداد من الخط الرئيسي في الشارع العام أو الفرعي في منطقته السكنية ويمده إلى منشآته!!
قبل أن تكون تلك الممارسة مخالفة للقانون وسرقة للمال العام، فإنها مخالفة للدين والذمة والمروءة.. فكيف يحلو لشخص أن يشرب ماء مسروقا؟ وكيف يهنأ ويسعد من سرق كهرباء لتكييف منزله أو دكانه ومحله حينما يوضع في قبره؟ وكيف يرجو الخير والبركة والسلامة لعياله وأسرته من أطعمهم من مال سحت وحرام؟!
الآن نحن مع حملة للتوعية وتصحيح الوضع القانوني، وبالتأكيد أن الفترة القادمة ستشهد تطبيق القانون، على من يمارس تلك المخالفات ويقوم بتلك التجاوزات.. وبالطبع حينما تصدر الفواتير وتعلن الإحصائيات، سيسرع هؤلاء إلى الشكوى والتباكي على ارتفاع الفواتير، وربما يفزع لهم أصحاب النوايا الحسنة، ونحن نحذر من هذه الممارسة وفزعتها، لأنها لا تمت بصلة بثقافة المواطن البحريني والمجتمع الأصيل، ولا تحقق العدالة والمساواة مع الملتزمين بالقانون.
مطلوب ومع تدشين حملة التوعية، تكثيف الزيارات الميدانية للمواقع في كل المحافظات والمدن والقرى والمناطق السكنية، وهذا دور ومسؤولية مجتمعية عامة، يجب أن يتشارك فيها الجميع، بدءا من هيئة الكهرباء والماء، ومرورا بالمحافظات والمجالس البلدية، ووصولا إلى الناس والأهالي، تعزيزا لفرض القانون والعدالة، وتأكيدا وتمسكا بالقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية.
أدرك أن لدى هيئة الكهرباء والماء إحصائيات ومعلومات وحالات عديدة، بالأسماء والعناوين، لمن يقوم بتلك المخالفات ومن يأتي بتلك التجاوزات، بل وترسل إلى بعضهم فواتير واضحة حول المخالفات، ولكن يبدو أن الأمر في ازدياد، ظنا من المخالفين أنه لن يتم اكتشاف حيلهم وألاعيبهم.. وكان الله في عون الهيئة، وعون المجتمع وثقافته الأصيلة من هؤلاء.
آخر السطر:
شاب بحريني، نال درجة الماجستير والدكتوراه، يطرق باب بعض المسؤولين الكرام، فقط لإهدائهم نسخة من البحث العلمي، ولكنه لا يجد أي جواب ولا رد.. في الوقت الذي يشاهد استقبال المسؤولين لبعض الزوار.. تشجيع ودعم الشباب واستقبالهم من المسؤولين، جزء منه تقدير لجهدهم العلمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك