العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

استذكر دروسك بالتقسيط المريح

نعمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬مد‭ ‬في‭ ‬أيامي‭ ‬وشهدت‭ ‬إكمال‭ ‬جميع‭ ‬عيالي‭ ‬تعليمهم‭ ‬الواطي‭ ‬والعالي،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬الذي‭ ‬أبقى‭ ‬في‭ ‬دواخلي‭ ‬مشاعر‭ ‬الأبوة‭ ‬تجاه‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يصغرونني‭ ‬سنا،‭ ‬وجعلني‭ ‬حاملا‭ ‬لمسؤوليات‭ ‬المُعلِّم،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬هجرت‭ ‬التدريس‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ولهذا‭ ‬تجدونني‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬الامتحانات،‭ ‬وما‭ ‬أمام‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬خيارات‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

وليتني‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬للطلاب‭ ‬معادلة‭ ‬مضمونة‭ ‬النتائج‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬الامتحانات،‭ ‬فرغم‭ ‬خبرتي‭ ‬الطويلة‭ ‬كطالب‭ ‬ثم‭ ‬مدرس‭ ‬ثم‭ ‬أب،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬طريقة‭ ‬مثلى‭ ‬للمذاكرة‭ ‬والنجاح‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬ولهذا‭ ‬سأعيد‭ ‬عليكم،‭ ‬آباء‭ ‬وأمهات‭ ‬وطلابا،‭ ‬خلاصة‭ ‬مكثفة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬قرأتها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬ووجدت‭ ‬فيها‭ ‬نصائح‭ ‬اعتقد‭ ‬انها‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬وفائدة‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬التوجيهات‭ ‬التقليدية‭ ‬المكررة‭ ‬والممجوجة‭ ‬التي‭ ‬تطالعنا‭ ‬بها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬مواسم‭ ‬الامتحانات‭ ‬عاما‭ ‬تلو‭ ‬عام،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬امتحانات‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭.‬

هيا‭ ‬إلى‭ ‬النصائح‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭: ‬اهرب‭ ‬من‭ ‬الطاولة‭ ‬التي‭ ‬تذاكر‭ ‬عليها‭ ‬دروسك‭ (‬حلوة‭ ‬دي؟‭ ‬تهرب‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬لأبي‭ ‬الجعافر‭).. ‬لا‭ ‬بأس،‭ ‬بل‭ ‬أهرب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الطاولة‭ ‬ركضا‭ ‬وابتعد‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬يتصبب‭ ‬منك‭ ‬العرق،‭ ‬والهرب‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬بالجري،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أي‭ ‬رياضة‭ ‬تجعل‭ ‬الأكسجين‭ ‬يتدفق‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ ‬الرمادية‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬تجويف‭ ‬رأسك‭ (‬المخ‭)‬،‭ ‬فالمخ‭ ‬يعمل‭ ‬بالكفاءة‭ ‬القصوى‭ ‬عندما‭ ‬يتلقى‭ ‬الأكسجين‭ ‬بكميات‭ ‬تجارية،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الرياضة‭ ‬تعزز‭ ‬خلايا‭ ‬الهيبوكامبوس‭ ‬وهو‭ ‬ذلك‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬الدماغ‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬التعلم‭ ‬والذاكرة‭.‬

وكي‭ ‬لا‭ ‬تحسبني‭ ‬عالما‭ ‬ضليعا‭ ‬و«بتاع‭ ‬كله‮»‬‭ ‬فإنني‭ ‬أسارع‭ ‬وأقول‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬منقولة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬لسارة‭ ‬جين‭ ‬بليكمور‭ ‬وأوتا‭ ‬فريث‭ ‬واسمه The Learning Brai‭ (‬الناشر‭ ‬بلاكويل‭)‬،‭ ‬وينصح‭ ‬المؤلفان‭ ‬الطلاب‭ ‬بالإكثار‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الأكلات‭ ‬البحرية‭ ‬الغنية‭ ‬بأحماض‭ ‬أوميغا‭ ‬3‭ ‬الدهنية‭ (‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬تعيش‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬البحر‭ ‬ففي‭ ‬السردين‭ ‬والتونا‭ ‬المعلبة‭ ‬تجد‭ ‬كفايتك‭). ‬وهناك‭ ‬أقراص‭ ‬توفر‭ ‬تلك‭ ‬الأحماض‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعذر‭ ‬تناول‭ ‬الأكلات‭.‬

وتشير‭ ‬نتائج‭ ‬دراسة‭ ‬أجراها‭ ‬مستشفى‭ ‬سنت‭ ‬جورج‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لندن‭ ‬وشملت‭ ‬آلاف‭ ‬التلاميذ‭ ‬الصغار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تناولهم‭ ‬أطعمة‭ ‬غنية‭ ‬بأحماض‭ ‬أوميغا‭ ‬3‭ ‬جعلهم‭ ‬أفضل‭ ‬إدراكا‭ ‬واستيعابا‭ ‬للدروس‭. (‬أذكركم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بزميل‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬وكنا‭ ‬قبل‭ ‬قدوم‭ ‬عائلاتنا‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬نعيش‭ ‬سويا‭ ‬عزابا‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬واحد‭ ‬ونتشارك‭ ‬كلفة‭ ‬شراء‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وطبخها،‭ ‬وذات‭ ‬مرة‭ ‬قلنا‭ ‬لصاحبنا‭ ‬هات‭ ‬جنيهين‭ ‬لنشتري‭ ‬لحما‭ ‬عجاليا‭ ‬لإعداد‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء،‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يشاركنا‭ ‬الطعام‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لن‭ ‬يدفع‭ ‬مساهمة‭ ‬لأنه‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬سي‭ ‬فود‭ -‬أكلة‭ ‬بحرية‭- ‬وقفشناه‭ ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬وهو‭ ‬يتناول‭ ‬طعامه‭ ‬من‭ ‬علبة‭ ‬سردين‭).‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬دارسة‭ ‬أجرتها‭ ‬جامعة‭ ‬واريك‭ ‬البريطانية‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬الجميلة‭ ‬يحفز‭ ‬الدماغ‭ ‬وينشطه‭: ‬الموسيقى‭ ‬الجميلة‭.. ‬وليس‭ ‬الأغاني‭ ‬السخيفة‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭ ‬أعمال‭ ‬السمكرة‭ ‬بحجة‭ ‬التطريب‭ ‬والترقيص‭. ‬يعني‭ ‬لو‭ ‬استمعت‭ ‬إلى‭ ‬روبي‭ ‬وشيرين‭ ‬والعجرميات‭ ‬وتامر‭ ‬حسني‭ ‬وكفوري‭ ‬أثناء‭ ‬الامتحانات‭ ‬فإن‭ ‬دماغك‭ ‬سـ‮«‬يتربس‮»‬‭ ‬أي‭ ‬يصبح‭ ‬مغلقا‭ ‬بترباس‭ ‬فلا‭ ‬يستقبل‭ ‬أي‭ ‬معلومة‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬استمعت‭ ‬الى‭ ‬شعبان‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬وأنت‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬فإنك‭ ‬سـ«تعيد‮»‬‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬سادس‭ ‬ابتدائي‭!!‬

وكلنا‭ ‬نعرف‭ ‬ان‭ ‬العطور‭ ‬منعشة‭ ‬ولهذا‭ ‬نضعها‭ ‬على‭ ‬أنف‭ ‬من‭ ‬يصاب‭ ‬بغيبوبة‭ ‬عارضة،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬تستنشق‭ ‬عطورا‭ ‬باريسية‭ ‬أثناء‭ ‬المذاكرة،‭ ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الروائح‭ ‬والعطور‭ ‬اكتشف‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ياماناشي‭ ‬اليابانية‭ ‬ان‭ ‬استنشاق‭ ‬عبير‭ ‬الخزامى‭/‬اللافندر‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬او‭ ‬الدراسة‭ ‬يزيد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التركيز،‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬مادة‭ ‬مهدئة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬الاسترخاء،‭ ‬والاسترخاء‭ ‬ضروري‭ ‬لمن‭ ‬يدرس‭ ‬او‭ ‬يعمل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭. ‬بل‭ ‬توصل‭ ‬علماء‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كادريف‭ ‬في‭ ‬ويلز‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستحب‭ ‬المذاكرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬دقيقة‭ ‬متصلة‭.. ‬يعني‭ ‬عليك‭ ‬بوضع‭ ‬الكتاب‭ ‬جانبا‭ ‬كل‭ ‬40‭ ‬دقيقة‭ ‬بضع‭ ‬دقائق‭ ‬تسترخي‭ ‬خلالها‭ ‬لتستأنف‭ ‬الضخ‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا