شهدت أول قمة ابتكار في السعودية، والتي انعقدت مؤخراً في الرياض بحضور خبراء ومختصين وصنّاع قرار يمثلون جهات ومؤسسات وشركات رائدة في مجال تأسيس وإدارة وتوسيع مراكز البيانات الذكية في المملكة والعالم، إجماعاً على أهمية تلك المراكز والتحوّل الرقمي فيها للوصول إلى الاستدامة والحياد الكربوني الصفري في المنطقة.
وتشير التوقعات إلى نمو سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من 3.7 مليارات دولار عام 2020 إلى 7.5 مليارات دولار بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.7% خلال الفترة المتوقعة، وفقاً لمؤسسة الأبحاث «ماركت آند ماركتس» MarketandMarkets.
ويتنامى الطلب على مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط بسرعة، وعلى منتجات وبرمجيات التكنولوجيا المتقدمة لإدارة وتعزيز كفاءة الطاقة، مدفوعاً بعوامل عديدة مثل نمو الحوسبة السحابية، وصعود التجارة الإلكترونية، والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا الرقمية في مختلف الصناعات.
وفي جلسة حوارية بعنوان «مراكز البيانات المستدامة: الطريق إلى الحياد الصفري»، بحث الخبراء المجتمعون في الرياض الفرص الواعدة لقطاع مراكز البيانات بالتزامن مع التحوّل الرقمي والكهربي لمنظومات الطاقة.
واتفق كلٌ من محمد القحطاني، رئيس مركز البيانات لدى شركة «سنتر 3»، وعادل رزق، نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير إدارة البيانات لدى «إدارات» للاتصالات وتقنية المعلومات، وناتاليا ماكاروتشكينا، نائب الرئيس الأول لوحدة الطاقة الآمنة والعمليات الدولية لدى «شنايدر إلكتريك»، خلال الجلسة على أهمية تبادل المعرفة والخبرات وتحديد الأولويات المشتركة لتصميم مراكز بيانات متكاملة ومستدامة تعزز حضور المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سوق مراكز البيانات الصديقة للبيئة.
وأكدت ناتاليا ماكاروتشكينا من «شنايدر إلكتريك» خلال الجلسة على أن: «توجه المجتمعات حول العالم نحو الرقمنة ومراعاة البيئة يتيح للشركات الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والتصميم المتكامل والمستدام لبناء اقتصادات رقمية تراعي المناخ»، لافتةً إلى أن الاستدامة لم تعد مجرّد خيار في الأزمة المناخية العالمية، مشددة على أهمية مراكز البيانات في الاقتصاد الرقمي للتصدي لتغير المناخ بشكل مباشر، وتحقيق الترابط، وإرساء البنية التحتية المطلوبة لتكنولوجيا المعلومات، وابتكار الحلول اللازمة لتحقيق الاستدامة وإزالة الكربون.
كما بحث الخبراء دور الرقمنة والكهرباء كداعمين رئيسيين لمسار إزالة الكربون وأهمية معالجة آثار تغير المناخ عبر القدرات الرقمية المرنة والذكية وإمكانات تحليل البيانات الضخمة التي توفرها مراكز البيانات.
وتؤكد «شنايدر إلكتريك» على دور الجيل الرابع من الكهرباء 4.0 بوصفه أسرع طريق إلى الحياد الصفري، وأهمية مراكز البيانات المستدامة في تعزيز ممارسات الحياد الكربوني، حيث يطوّر قسم الطاقة الآمنة لديها البرامج الصديقة للبيئة لمساعدة مشغلي مراكز البيانات على تعزيز الاستدامة في مختلف عملياتهم، عبر رقمنة أنظمة العمليات والتجهيزات كافة وتعزيز مرونتها مع العمل كشريك موثوق طوال مسيرة الاستدامة.
ومكّنت قمة الابتكار في السعودية «شنايدر إلكتريك» من تعزيز حضورها الاستثماري في منظومة الإدارة الذكية للطاقة في المملكة وتمهيد الطريق لمساهمات أكبر للارتقاء بالاستدامة والابتكار التكنولوجي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك