بقيادة أفضل لاعبيها رودري، تريد إسبانيا أن ترى فوزها بلقب النسخة الثالثة لمسابقة دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم كمقدمة لعصر ذهبي جديد على الخصوص مع الفتى غافي وحارس المرمى أوناي سيمون وقطبي الدفاع «الفرنسيين الأصل» أيمريك لابورت وروبان لو نورمان.
رودري القائد: «هذا الجيل يعد بالكثير»، هذا ما قاله القائد الجديد رودري الذي فاز بكل شيء هذا الموسم مع مانشستر سيتي الإنكليزي وبدوري الأمم مع منتخب بلاده. يعتبر رودري البالغ من العمر 28 عاماً وصاحب هدف الفوز الوحيد في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان الإيطالي (1-0) نجم هذا المنتخب الإسباني. سرق أنظار المتابعين في نهاية هذا الموسم الشاق حيث خاض 66 مباراة، محققاً ثلاثية تاريخية مع الـ«سكاي بلوز» (الدوري وكأس إنكلترا ودوري ابطال اوروبا) وقاد إسبانيا الى الفوز على كرواتيا لوكا مودريتش 5-4 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 0-0) أحد منافسيه على لقب أفضل لاعب خط وسط في العالم.
غرس القائد الجديد قبل كل شيء عقلية الفوز في المجموعة. وقال بعد المباراة النهائية في روتردام: «كنا أقوياء من الناحية الذهنية»، متمنياً «خلق ثقافة الفوز» مثلما حدث بين عامي 2008 و2012 عندما فازت إسبانيا بلقبين في كأس أوروبا ولقبها التاريخي بكأس العالم 2010. وعندما تم التحدث معه عن الكرة الذهبية، أجاب قائلاً: «بالطبع ستكون ضخمة، لكني لا أفكر كثيرًا في الجوائز الفردية، أفكر بشكل جماعي، الفوز كفريق. وبدأ ذلك يأتي مع إسبانيا».
غافي عبقري المستقبل خلف رودري، تبرز المعجزة الحقيقية لـ«لا روخا»، لاعب وسط برشلونة غافي البالغ من العمر 18 عامًا و1.73 متر فقط، بموهبته الكروية ولعبه القتالي.
المدرب لويس دي لا فوينتي «يفضّله كصانع ألعاب، لكن من الصعب العثور على غافي يلعب بشكل سيئ أينما كان. إنه يمثل الحاضر والمستقبل».
قناص دؤوب للكرات، لم يتوقف غافي عن لفت الانتباه والإعجاب منذ أن استدعاه المدرب السابق لويس إنريكي لأول مرة لخوض النسخة الثانية من دوري الأمم، في سن 17 عامًا فقط، في وقت كان سجله مع النادي الكاتالوني ست مباريات فقط. المدرّب الذي يبدي باريس سان جرمان الفرنسي اهتمامه لاستلام إدارته الفنية خلفا لكريستوف غالتييه وضع ثقته في غافي وكان عنصراً أساسياً في تشكيلته حيث لعب 21 مباراة دولية سجل خلالها ثلاثة أهداف.
أوناي سيمون يؤكد أحقيته بحراسة العرين، لا شيء أفضل من التألق في سلسلة ركلات الترجيح بالنسبة إلى حارس مرمى عرف كيف يفرض احقيته بمركزه. بعد سلسلة الدوحة الكارثية ضد المغرب في ثمن النهائي (0-3 بركلات الترجيح، الوقتان الأصلي والإضافي 0-0)، وبعد الفشل في نصف نهائي كأس أوروبا 2020 (اقيمت عام 2021 بسبب فيروس كوفيد-19) أمام إيطاليا (2-4، الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، خرج أوناي سيمون أخيرًا منتصرًا من خلال سلسلة الركلات الترجيحية حيث تصدى لمحاولتي لوفرو ماير وبرونو بيتكوفيتش. وأقنع حارس مرمى أتلتيك بلباو الجميع بأحقيته بالدفاع عن عرين المنتخب الإسباني بعدما أجبرته الإصابة على التخلي عنه في مارس الماضي لصالح حارس مرمى تشلسي الإنكليزي كيبا أريسابالاغا. هنا أيضاً يتعلّق الأمر باختيار المدرب السابق إنريكي الذي كان يرغب بالتأكيد في اللاعب الـ11 في ارضية الملعب، حارس مرمى قادر على اللعب بقدميه. أشاد به دي لا فوينتي قائلاً: «والآن هو أيضًا ينقذ ركلات الترجيح، إنه حارس مرمى رائع».
لابورت لو نورمان، القفل «الفرنسي» نجحت ثنائية قطبي الدفاع الفرنسيي الأصل لابورت ولو نورمان بشكل جيد. إذا كان الأول جزءا من الركائز الأساسية (22 مباراة دولية، هدف واحد)، في بطولته الثالثة كأساسي مع «لا روخا»، فإن الوافد الجديد لو نورمان توج بلقب في ثاني مباراة دولية فقط مع المنتخب الاسباني.
صحيح أن لابورت أهدر ركلته الترجيحية عندما سدّدها في العارضة، لكنه قاد دفاعه بسلطة، فيما أظهر لو نورمان الكثير من الجرأة بالنسبة إلى لاعب مبتدئ في صفوف «لا روخا».
قال في المنطقة المختلطة: «لقد كانت عشرة أيام رائعة»، في إشارة إلى الايام التي أمضاها مع اسبانيا في معسكرها الهولندي لخوض مباراتي نصف النهائي والنهائية. وأضاف: «في الأيام القليلة المقبلة سأفكر فيما تم إنجازه للتو، والمباريات التي عشتها، وما فعلته مع هذا المنتخب.. إنه جميل، الآن سأستمتع به». وعلى الرغم من تسببه في ركلة جزاء بلمسة يد بعد أول عشر دقائق له مع إسبانيا (ضد إيطاليا في نصف النهائي)، فإن لو نورمان: «سعيد إلى حد ما. لقد كنت في مستوى الموعد. لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، لكنها إيجابية للمستقبل». هذا المستقبل الذي يبتسم للجيل الإسباني الجديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك