العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

بغدودة ليس الأول ولا الأخير

مؤخرا‭ ‬أحرز‭ ‬لاعب‭ ‬المصارعة‭ ‬المصري‭ ‬المحترف‭ ‬أحمد‭ ‬بغدودة‭ ‬ميدالية‭ ‬فضية‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬المصارعة‭ ‬الرومانية‭ ‬وزن‭ ‬63‭ ‬كيلوجراما‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬للمصارعة‭ ‬بتونس،‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬وطنه،‭ ‬قرر‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا،‭ ‬حيث‭ ‬تصدر‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬حديث‭ ‬رواد‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬متعاطف‭ ‬ورافض‭ ‬معارض‭.‬

أحد‭ ‬المليارديرات‭ ‬المصريين‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬بتويتر‭ ‬مناشدا‭:‬

‮«‬ارجع‭.. ‬وأنا‭ ‬هصلح‭ ‬كل‭ ‬اللي‭ ‬ضايقك‭.. ‬احنا‭ ‬ولاد‭ ‬بلدك‭ ‬عايزينك‮»‬‭! ‬

أما‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬المصارعة‭ ‬فصرح‭ ‬قائلا‭:‬

‮«‬خاطبنا‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمصارعة‭ ‬لإيقافه‭ ‬بعد‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬وسنجري‭ ‬تحقيقا‭ ‬عاجلا‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬اختفائه‮»‬‭!‬

هنا‭ ‬تدخل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬مشكورا‭ ‬شخصيا،‭ ‬وأمر‭ ‬بأن‭ ‬يحصل‭ ‬بغدودة‭ ‬علي‭ ‬مكافأته‭ ‬كاملة‭ ‬دون‭ ‬إخضاعها‭ ‬للضرائب،‭ ‬ووجه‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتدريب‭ ‬بدعوة‭ ‬المصارع‭ ‬إلى‭ ‬العودة،‭ ‬وإلى‭ ‬تلقيه‭ ‬منحة‭ ‬تدريبية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لموهبته‭.‬

وكان‭ ‬والده‭ ‬قد‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬يتحمل‭ ‬نفقات‭ ‬رياضة‭ ‬ابنه‭ ‬رغم‭ ‬مصادر‭ ‬دخله‭ ‬المحدودة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬بسيط‭ ‬يعمل‭ ‬سائق‭ ‬توكتوك،‭ ‬وأن‭ ‬بغدودة‭ ‬كان‭ ‬شغوفا‭ ‬بشدة‭ ‬برياضته،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬ضاعت‭ ‬جهوده‭ ‬وسنوات‭ ‬عمره‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭ ‬أو‭ ‬تقدير،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬الهروب‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬قرار‭ ‬بغدودة‭ ‬بالهروب‭ ‬من‭ ‬وطنه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬تطرح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬قضية‭ ‬احتضان‭ ‬المواهب‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬أوطاننا‭ ‬العربية‭ ‬ورعايتها‭ ‬معنويا‭ ‬وماديا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتملكها‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الرحيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الابداع‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وباسمها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬تساؤل‭ ‬مهم‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭:‬

‭ ‬لماذا‭ ‬يصر‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬المبدع‭ ‬على‭ ‬الهجرة،‭ ‬رغم‭ ‬قسوة‭ ‬الحياة‭ ‬خارج‭ ‬أوطانهم؟‭!!‬

يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭:‬

‮«‬الشباب‭ ‬هو‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭.. ‬وهو‭ ‬درع‭ ‬الأمة‭.. ‬وسيفها‭.. ‬والسياج‭ ‬الذي‭ ‬يحميها‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الشباب‭ ‬يكمن‭ ‬سر‭ ‬الطموح،‭ ‬وأمل‭ ‬الوطن،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬قبعاتنا‭ ‬احتراما‭ ‬وتقديرا‭ ‬لإبداعاتهم،‭ ‬ولجهودهم‭ ‬المعطاءة‭ ‬والمبذولة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬النهوض‭ ‬بأوطانهم،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬واقع‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬لهم،‭ ‬ونسعى‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتهم،‭ ‬فالشباب‭ ‬بلا‭ ‬أحلام‭ ‬ربيع‭ ‬بلا‭ ‬زهور‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الدنماركي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا