خاطرة
عبدالرحمن فلاح
المعالم.. الاتباع ثم الإبداع!
«العطاء في الاتباع» عبارة أحسبها تلخص منهج الإسلام في الطاعة والاتباع ينتج عنها حسن التدبر لكتاب لله تعالى، وسُنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، يقول تعالى: (.. وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) الحشر / 7.
ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى قال: (وما آتاكم الرسول..)، ولَم يقل: «وما آتاكم النبي «لأن لفظة» الرسول «يعني المبلغ عن الله تعالى جميع التكاليف الشرعية، أما لفظة «النبي»، فهو الأسوة السلوكية مثل قوله تعالى، وهو يصف سلوكه مع أصحابه: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) آل عمران / 159.
إذًا، فالرسول (صلى اللًه عليه وسلم) أولى في الاتباع في كل ما يبلغه عن ربه سبحانه وتعالى، وهذا الاتباع مظهر من مظاهر الإيمان به كرسول، وخاتم للأنبياء والمرسلين.
ومن كمال خاتمية دينه أنه وصف بأنه كامل في قوله تعالى: (..اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلًام دينًا..) المائدة /3. كما وصف الله تعالى أمته بأنها أمة وسط، وجعل معجزته هي المعجزة الوحيدة الباقية والخالدة، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة / 143.
ومن كمال الدين، ومن خاتمية الرسول أنه سبحانه وتعالى جعل معجزته مخالفة لما ألفه الناس من معجزات مادية كانت حجة على من شاهدها، وانتهى أثرها بموت الأنبياء الذين ظهرت هذا المعجزات على أيديهم، ولولا أن القرآن الكريم قد حفظها لنا لما علمت البشرية بأمرها، وكان ينبغي على الأمم السابقة لأمة الإسلام أن يقدروا، ويوقروا هذا الكتاب العجز، ويعرفون له منزلته بين معجزات الرسل الكرام. كل هذا يوجب ليس على الأمة الإسلامية وحدها توقير القرآن، بل على الأمم الأخرى أن تنزله المنزلة التي يستحقها بين معجزات الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم).
وإذا كان الرسل قبل رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) توجب لهم الطاعة وحسن الاتباع، فإن رسول الإسلام (صلوات ربي وسلامه عليه) أولى بهذا، من غيره من الرسل الكرام، وأن يهتدوا بهديه، والعمل بشريعته لكمالها، وخاتمية الرسول المبعوث بها، وخاتمية المعجزة التي ظهرت على يديه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك