الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مشاريع قليلة.. ما عدا الحكومية
أدرك أن التطلعات والتمنيات، والجهود والمبادرات، من أجل إنشاء وتنفيذ المشاريع الاقتصادية الضخمة والحيوية، هي تطلعات مشروعة وجهود كبيرة جدا في مملكة البحرين.. ولكني أدرك تماما أن المشاريع الاقتصادية في مختلف المجالات على أرض الواقع، هي قليلة جدا، ما عدا الحكومية منها.
لو لم تطرح الحكومة المشاريع الحالية والمستقبلية، لتوقفت عجلة الاقتصاد في القطاع الخاص، ولأعلن رجال الأعمال والتجارة الهواجس والتحديات التي يعانون منها، ويتحدثون عنها، سرا فيما بينهم..!!
ثم ما فائدة إعلان مشاريع سياحية ومنشآت فندقية إن لم يكن هناك سيّاح..؟؟ ولماذا لا يبدأ رجال الأعمال والاقتصاد بمد نطاق العمل إلى الخارج لاستقطاب الاستثمار والتعاون؟ ولماذا يعتمد القطاع الخاص على مشاريع الحكومة ومبادرات الدولة فقط؟ أليست هناك شركات أجنبية تستثمر في البلاد؟ فلماذا لا تستثمر شركاتنا في الخارج؟ التوقف عن النمو والتطوير في العمل بداية الانهيار.. ولماذا أصبح القطاع الخاص يعتمد على الدولة فقط دون أن يتحرك نحو الخارج؟!
ثم ما فائدة الفعاليات وجمعيات الصداقة التجارية التي تطن آذاننا في كل يوم عن التعاون والاجتماعات الثنائية، فيما الواقع لا يكون إلا من خلال صور لمآدب الغداء والعشاء، والمهرجانات المشتركة..؟؟
في السابق كنا نقول إن المواطن وحده من ينظر إلى الدولة بأنها «دولة ريعية وأبوية»، ومن واجبها أن تدعمه وتسانده، وتغطي مصاريفه وتراعي ظروفه، وتلك نظرة غير دقيقة يجب أن تتغير وتتعدل.. فيما الواقع اليوم يشير إلى أن القطاع الخاص بدأ ينظر -هو كذلك- إلى الدولة بأنها «دولة ريعية وأبوية»، وينتظر منها إنقاذه عبر مشاريعها.. وبعض رجال الأعمال يشكون من تأخر سداد المستحقات من بعض الوزارات والجهات..!!
تلك مسألة بحاجة إلى تدارس عاجل وفوري، من أجل النهوض بدور القطاع الخاص، الذي لُعن «سلسفيله» عن البطالة والرواتب والمكافآت.. و«تربطت» أياديه جراء البيروقراطية الإدارية، وبعض إجراءات هيئة تنظيم سوق العمل، ورسوم صندوق تمكين وغيرها، و«تشوهت» سمعته من كثرة النقد والتطاول حول دوره في الخدمة المجتمعية، وكأننا نريد من القطاع الخاص أن يكون «مبرة وقفية وسبيلا خيريا».. نأخذ منه ولا نعطيه.. نشتمه ونجبره على أن يدفع لنا.. ندخل له الأجنبي لينافسه ويطغى عليه، ونطالبه بالبحرنة والتوظيف بعد ذلك..!!
إننا ندق الجرس.. ونرى من حولنا في دول المنطقة العمل والحراك الاقتصادي النشط في القطاع الخاص، والاستثمار والتعاون مع الشركات الأجنبية.. فليس بالسياسة وحدها تبنى الأوطان والمستقبل، ولكن الاقتصاد والقطاع الخاص، هما ركيزة أساسية لاستدامة الوطن والبشر.. والمستقبل أيضا.. والله من وراء القصد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك