حرصنا في هذه الوقفة على استعراض آراء كل من المحاضر الأكاديمي الدكتور محمد سلامة يونس وبعض الدارسين والدارسات بشأن دورة تأهيل مدربي الكرة الطائرة «المستوى الأول» التي استقبلها مؤخرا مركز التطوير الدولي وأدارها المحاضر الدولي الكابتن محمد جلال، ورغم محدودية أيام الدورة التي اقتصرت على خمسة أيام ابتداء من 4 حتى 8 يونيو الجاري إلا أن آراء الدارسين والدارسات الذين استطلعنا آراءهم اتفقت على أنهم خرجوا من الدورة بعديد من الاستفادات، والحصول على أفكار جديدة تتعلق بالمدرب والتدريب ومحاور أخرى طرحت خلال الدورة، وجاء الاستطلاع على النحو التالي.
تقليل الأيام قد يخل بالأهداف والنواتج
وأكد الدكتور محمد سلامة يونس «مصري» الأكاديمي الجامعي والمحاضر في الدورة أن الاتحاد الدولي يهدف عبر هذه الدورات إلى بناء القدرة المعرفية الأساسية للمدربين والمعلمين على مستوى العالم، وبناء القدرة العملية المهنية للمدربين للاعتراف بهم كمدربين للكرة الطائرة، ويتجلى ذلك من خلال الدورات بمستوياتها الثلاثة التي يقدمها الاتحاد الدولي، على اعتبار أن كل مستوى له «فلسفته الخاصة».
وتابع قائلا ضمن السياق نفسه: «إن المستويات الثلاثة تتضمن محتويات الكرة الطائرة الرئيسة، فالمستوى الأول يتعلق بكيفية اللعب، بينما المستوى الثاني يعكس كيفية التدريس، وأما المستوى الثالث فيتضمن كيفية التدريب، فالبرنامج يعكس في كل مستوى كل فكرة من هذه الأفكار الرئيسة.
ولفت إلى فاعلية الاتحاد البحريني للعبة من خلال استثمار مركز التطوير الدولي وتفعيل الدورات الدولية سعيا إلى تطوير المدربين ومعلمي الكرة الطائرة سوى الوطنيين أو الوافدين من كل أنحاء العالم وهذا ما يميز الدراسات الدولية في البحرين.
وعاد الدكتور محمد سلامة إلى الوراء، مشيرا إلى أنه ومع التوسع في استخدام التقنية في التعليم خلال جائحة كورونا، قام الاتحاد الدولي بتقليل عدد أيام الدورات التدريبية، واعتبر الكثير ذلك بأنه يشكل ضغطا على جودة الدراسة، بيد أن وجود محاضر متمكن من شأنه أن يسهم بخبرته في التركيز الفعال، والاستثمار الأمثل للوقت في تحقيق الأهداف التعليمية للدورة. ويرى من زاويته الخاصة أن تقليل وقت الدورة إلى خمسة أيام قد يخل بالأهداف التعليمية والنواتج التطبيقية للدراسة.
التغلب على ضغوط الدورة
وقال الكابتن حسن عقيل «بحريني» الحاصل على المركز الأول على مستوى الدفعة إنه تعلم كيف يرتب المدرب حصته التدريبية من حيث توزيع الأهم ثم المهم، والثقة بالنفس من خلال التزود بالعلم والمعرفة، فضلا عن تغيير نوعية التدريبات على ما كانت عليه في السابق، وكيفية تخطيط الوحدة التدريبية بالطريقة الصحيحة والتسلسلية حتى مرحلة الاستشفاء. ويرى عقيل أن الوقت المحدد للدورة كان مضغوطا غير أن القائمين على الدورة عرفوا كيف يديرونها بأفضل طريقة. وتحدث عن محاضري الدورة الكابتن محمد جلال والدكتور محمد سلامة وقال الشكر في حقهما قليل، إذ قاما بإيصال المواد وتغطية محاور الدورة بطريقة أقل ما توصف بأنها رائعة، وكانا قدوة على مستوى السلوك، وأساليب فن التعامل مع المدرب، ومتمكنين فيما يقومان به، ومتفاهمين في سيرهما نحو الهدف. وخص بالشكر الشيخ علي بن محمد آل خليفة وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد ومركز التطوير على كل ما قدموه من تذليل للعقبات ومساهمتهم الفاعلة في رفع مستوى الكرة الطائرة البحرينية.
تغيير التدريب ليواكب التغيير السريع
وأكدت الدارسة ساجدة حسين «بحرينية» والحاصلة على المركز الأول على المستوى النظري أن هناك الكثير من الاستفادات التي خرجوا بها من الدورة منها المستوى التاريخي للكرة الطائرة، وقوانين اللعبة، وطريقة اللعب، وكيفية تحليل الأداء المهاري للاعبين، وصولاً إلى ابتكار التدريبات، وطرق التدريب واستراتيجياتها الصحيحة.
وترى ساجدة أن الدورة منحتهم أشياء جديدة من أهمها: روح التعاون والمساعدة، وتبادل النصائح والخبرات، وأن الكرة الطائرة تسير في مستوى سريع من التغيير والتطور والتجديد على مستوى القوانين واستراتيجية اللعب، وهذا من شأنه يؤدي إلى تغيير عملية التدريب لتواكب هذا التطور والتغيير السريع.
وقالت إن عدد الأيام قليل جداً ما أدى إلى التعب والضغط الكبير، وتمنت لو كان عدد أيام الدورة أطول لتخفيف العبء على الدارسين والمحاضرين، ويتسنى للدارسين الاستفادة أكثر، وتحقيق مستوى طيب في الاختبارين النظري والعملي.
ولفتت إلى العطاء الذي وصفته بالممتاز للمحاضرين الكابتن محمد جلال والدكتور محمد سلامة، وكانت الاستفادة عالية جدا رغم قصر عدد أيام الدورة، ومع ذلك كانت الاستفادة من خبرات المحاضرين قيمة جدا على مستويات طرح المعلومات الشاملة، وطريقة الشرح وتوصيل المعلومات، وتطبيقها، فلهم منها كل الشكر والتقدير على جهودهما الرائعة.
أيام الدورة كافية وغير كافية
وأفاد الكابتن حسن الداود «سعودي» والحاصل على المركز الأول على المستوى العملي، بأن الاستفادة التي خرج بها وحصل عليها بقية زملائه المشاركين تتلخص في المهام الملقى على عاتق المدرب، وأنواع التدريب من تدريب ذهني وبدني ومهاري، وأمور أخرى تطرق إليها المحاضر محمد جلال.
ويرى أن طرق التدريب الحديثة، وتصميم التمارين المبتكرة، وجدولة التدريبات للفترات الطويلة والقصيرة والموسمية، من الأمور الجديدة التي لمسوها في الدورة، بالإضافة إلى آخر التحديثات العالمية لقوانين الكرة الطائرة التي تكفل بها الكابتن أحمد عبدالعال. وقال إن الأيام المحددة للدورة كانت كافية لتغطية الأساسيات والمتطلبات، غير أنها لم تكن كافية لاستثمار فرصة الاستفادة بشكل أكبر من المدرب القدير محمد جلال الذي يرى فيه أنه يمثل كنزا ثمينا للكرة الطائرة البحرينية، والاتحاد الدولي كمحاضر، ويتمنى شخصيا أن تتكرر له الفرصة من جديد مستقبلا للتواجد في محاضراته بغية الاستفادة من معلوماته وخبراته. وقدم الداود شكره للمحاضر الدكتور محمد سلامة الذي لم يبخل على الدارسين بتوجيهاته في الجانب العملي، وكانت له بصمات جميلة في الدورة.
المحاضران لم يقصرا مع الدارسين
ولفت ناصر مطر العنزي «كويتي» إلى أنه استفاد أمورا كثيرة، واصفا إياها بأنها جديدة عليه، منها على سبيل التمثيل لا الحصر: تعلم كيف يصمم التمارين، وكيف يبدأ التمرين وكيف ينهيه، وأن كل عمر يناسبه تمرين معين، وكيف يضع برنامجا للفريق بحيث يتضمن الأهداف المرسومة، وتعلم كيف يضع المراكز بناء على اللاعبين الموجودين، وعرف كيفية مراعاة حجم وشدة التمرين والاستشفاء للاعبين وغير ذلك.
وتوقع أن الأيام الخمسة المقررة للدورة لن تسعفه وتساعده على إنهاء المتطلبات، غير أنه بفضل المولى ثم المحاضر محمد جلال الذي سهل المعلومات وكان له دور في الخروج بفوائد عديدة سوف ينهي المتطلبات. ويرى أن الدكتور محمد سلامة لم يقصر مع الدارسين، وسعى إلى استثمار خبرته لإفادة الدارسين بشكل عام، وبالنسبة إلى المحاضر محمد جلال فقد كان استثنائيا بحسب وصفه، فكان يشرح لنا من كل قلبه، ويحرص على أن يتعلم الدارسون المهارة ويطبقونها.
وفي ختام تصريحه وجه شكره الوافر للاتحاد البحريني للكرة الطائرة وخص رئيسه الشيخ علي بن محمد آل خليفة الذي حرص على الحضور وتقديم دعمه للدارسين، وأوصل شكره للثنائي محمد الذوادي رئيس المركز وأحمد عبد العال عضو لجنة التطوير على الجهود التي بذلاها، فضلا عن الدارسين الذين وصفهم بأنهم يشكلون له مكسبا.
مراجعة وتذكير وتبادل أفكار
من جهتها قالت الدارسة صابرين بنت حمادي «تونسية» إنها استفادت من الدورة من خلال مراجعة أساسيات اللعبة، والتذكير بالمهارات الأساسية للعب، نظرًا إلى انقطاعها عن اللعب. ورأت أن وجودها في الدورة قد وفر لها فرصة التعرف وإنشاء علاقات صداقة جديدة وجميلة مع الأخوات والإخوان من بلدان مختلفة، وهذا الاختلاف من شأنه أوجد أجواء لتبادل الأفكار والمعارف المختلفة التي تخدم عملية التعلم وتطوير اللعبة. وتابعت صابرين قائلة: إنها استفادت من معارف المحاضرين محمد جلال والدكتور محمد سلامة اللذين نرى أنهما مرجعان من مراجع الكرة الطائرة وكنزان من المعارف.
وترى أن الدورة أتاحت لها الفرصة كي تتعرف على آخر مستجدات اللعبة من قوانين، وأسس التدريب، والخطط. وأضافت أن أيام الدورة التي لم تتعد الخمسة أيام وهي قليلة، ولكن المحاضرين عرفا بنجاح كيف يركزان على إعطائهم أهم النقاط التي تمثل الاستفادة الأكثر في الدورة. ووجهت شكرها الجزيل إلى اتحاد الطائرة البحريني الذي أتاح للدارسين فرصة الاستفادة من الدورة والمحاضرين.
الخطط التدريبية في المقدمة
ولخصت الدارسة بدرية علي «بحرينية» استفادتها من الدورة في تعلم مهارات وتكتيكات جديدة، وفكر مغاير عن المدرب، وكيفية عمل خطط تدريبية تتناسب مع مختلف الأعمار. وترى أن الخطط التدريبية هي أهم ما حصلت عليه، وأن عدد أيام الدورة كانت كافية لتغطية متطلبات الدراسة.
ووجهت شكرها إلى المحاضرين الكابتن محمد جلال والدكتور محمد سلامة وقالت إن الاثنين قد قاما بدورهما بشكل ممتاز، وعلى أكمل وجه. ما تقييمكم للمحاضرين الكابتن محمد جلال والدكتور محمد سلامة يونس؟ أدى كل منهم دوره بشكل ممتاز وعلى أكمل وجه.
متطلبات المدرب
وضم الكابتن شعبان عيسى «الإماراتي» صوته إلى صوت زملائه وزميلاته بشأن الاستفادة التي حصلوا عليها من الدورة وتتعلق بمهام وأهداف المدرب في جميع المراحل. ويرى شعبان أن الجديد في الدورة هو المهارات التي يتطلب من المدرب أن يمتلكها لافتا في الوقت نفسه أن أيام الدورة الخمسة كانت مضغوطة، وتحتاج إلى زيادتها لاكتساب مهارات أكثر بحسب تعبيره.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك