يأمل مانشستر سيتي الإنجليزي في أن يضع يديه أخيرًا على كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وتحقيق ثلاثية تاريخية، عندما يواجه إنتر الايطالي في النهائي القاري على ملعب أتاتورك في اسطنبول السبت. وسعى سيتي منذ استحواذ مجموعة أبوظبي عام 2008 الى إحراز اللقب القاري المرموق للمرة الاولى في تاريخه، وكان قاب قوسين او ادنى عندما بلغ نهائي نسخة عام 2021 وخسر امام جاره تشلسي صفر-1، قبل ان يسقط بطريقة دراماتيكية امام ريال مدريد الاسباني في نصف نهائي الموسم الماضي.
ثأر سيتي هذا الموسم من الفريق الملكي بإلحاق به هزيمة قاسية إيابًا 4-صفر بعد ان تعادلا 1-1 ذهابًا، ليدخل المباراة النهائية مرشحًا بقوة لاحراز اللقب، لاسيما بعد ان أخرج بايرن ميونيخ الالماني في ربع النهائي ايضًا. وقال حارس سيتي البرازيلي ايدرسون «نحن نعمل (من اجل احراز اللقب) منذ فترة طويلة». وتابع: «الفريق بأكمله كان شاهدًا على الكثير من الانتصارات لكن ايضًا من الهزائم. اللاعبون الموجودون هنا من فترة 5 او 6 سنوات تعرضوا لهذا النوع من الهزائم وبالتالي قد تعلمنا منها لكي تساعدنا على النمو». وإذا قُدر لسيتي إحراز اللقب، سيكمل ثلاثية نادرة بعد تتويجه بالثنائية المحلية (الدوري والكأس)، علمًا أن فريقًا انجليزيًا واحدًا حقق هذا الانجاز هو الجار والغريم مانشستر يونايتد عام 1999.
وتألق لاعب الوسط الالماني الدولي ايلكاي غوندوغان في نهائي الكأس ضد مانشستر يونايتد (2-1) بتسجيله هدفَي فريقه بتسديدتين من خارج المنطقة، في حين صام المهاجم النروجي العملاق ارلينغ هالاند صاحب 52 هدفًا هذا الموسم في مختلف المسابقات، عن التسجيل. ويبدو ان هالاند، متصدر ترتيب هدافي دوري الابطال مع 12 هدفًا هذا الموسم، كان القطعة المفقودة التي كانت تنقص صفوف سيتي، لاسيما بعد رحيل الارجنتيني سيرخيو أغويرو وعدم اعتماد المدرب الاسباني بيب غوارديولا على مهاجم صريح في معظم الاوقات.
ويقول غوارديولا الذي تسلم تدريب سيتي عام 2016 في حديث لموقع الاتحاد الاوروبي: «إذا أردنا أن نقوم بخطوة حاسمة بصفتنا ناديا كبيرا، يتعين علينا الفوز في أوروبا». وأضاف: «يتعين علينا الفوز بدوري الابطال، هذا امر لا يمكن تحاشيه». لكن كتيبة المدرب سيموني إنزاغي لن تقف مكتوفة الايدي تجاه حلم سيتي بتحقيق الثلاثية.
عراقة إنتر
ويُعتبر إنتر من الاسماء العريقة على الصعيد القاري بعد ان توج بدوري الابطال مرتين في الستينيات، وسيخوض النهائي السادس له في هذه المسابقة، علمًا أنه توج بطلا لها للمرة الثالثة والاخيرة عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو. لم يتمكن اي ناد ايطالي من إحراز اللقب القاري منذ ذلك التاريخ مع العلم أن يوفنتوس خسر نهائيين امام برشلونة عام 2015 وريال مدريد في 2017. قال حارس مرمى إنتر الكاميروني أندريه أونانا: «نحن ناد كبير ولدينا تطلعات كبيرة. عندما يبلغ إنتر المباراة النهائية يتعين عليه الفوز بها. نملك لاعبين كبار ونعرف تمامًا كيفية خوض المباريات النهائية».
وعمومًا، كان طريق إنتر في الادوار الاقصائية نحو المباراة النهائية سهلا بعض الشيء، إذ تخطى بورتو وبنفيكا البرتغاليين ثم جاره ميلان لبلوغ النهائي، لكنه في المقابل، خرج من مجموعة قوية ضمت بايرن ميونيخ الالماني وبرشلونة الاسباني علمًا بأنه حل ثالثا في الدوري المحلي واحرز كأس ايطاليا الموسم المنصرم. وسبق لملعب اتاتورك ان كان مسرحًا لمباراة نهائية دراماتيكية بين فريقين من انكلترا وايطاليا أيضًا، وتحديدًا عام 2005 عندما تقدم ميلان على ليفربول 3-صفر في نهاية الشوط الاول قبل ان يقلب الفريق الانكليزي الطاولة على منافسه ويدرك التعادل 3-3 قبل ان يتوج باللقب بركلات الترجيح. وكان ملعب اتاتورك مرشحًا لاستضافة نهائي نسخة عام 2020 من دوري الابطال، لكن جائحة كوفيد حالت دون ذلك واقيم الدور النهائي بطريقة التجمع في لشبونة في البرتغال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك