الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
متفوقات «نعم».. موظفات «لا»..!!
أول السطر:
أكثر من عشر سنوات وأهالي البديع بالمحافظة الشمالية يشكون من أن مقر العيادة الطبية يقع في شقق سكنية، وغير لائق لمركز صحي.. فضلا عن قلة عدد الأطباء والطاقم الصحي وضعف الخدمات.. هل ننتظر عشر سنوات أخرى لمعالجة الموضوع؟ أم ننتظر فاجعة لأحد المواطنين حتى تتحرك الجهات المعنية؟ لأن البعض منا لا يتحرك إلا عند وقوع حوادث الموت فقط لا غير..!!
متفوقات «نعم».. موظفات «لا»..!!:
مع إعلان نتائج الناجحين والمتفوقين وقائمة الشرف، والتي يتصدرها الطالبات، وتكتسحها الإناث كل عام، يتكرر السؤال السنوي.. لماذا يتفوق الإناث على الذكور في التحصيل العلمي؟ في حين يتفوق الذكور على الإناث في الشأن التوظيفي؟ نحن أمام معادلة غير عادلة، فالأكثر تفوقا أقل توظيفا..!!
هذه مسألة تؤرق المجتمعات العربية جميعها، وليست مقتصرة على بلدنا أو دولنا الخليجية.. وقد كشفت إحدى الدراسات المنشورة في الوسائل الإعلامية، والتي أنجزتها جمعية علم النفس الأمريكية سنة 2014 حول أسباب تفوق الإناث على الذكور، والتي شملت حوالي مليون طالب وطالبة، وخلصت إلى أن سر تفوق الإناث على الذكور يعود إلى أن الإناث يتميزن بحسن الإصغاء إلى التعليمات، والقيام بالواجبات الدراسية واتباعها بدقة، فضلا عن تميزهن بقدرات ضبط النفس والانضباط الذاتي، التي ترافقهن حتى المراحل الدراسية المتقدمة.
وفي دراسة أخرى قامت بها جامعة بنسلفانيا الأمريكية خلصت إلى أن الفتيات يقمن بأداء واجبهن الدراسي عوضا عن مشاهدة التلفاز أو اللعب، فيما يفضل الذكور مشاهدة التلفاز أو اللعب عوض إنجاز الواجبات الدراسية.. وبحسب المختصين في علم الاجتماع فإن الفتيات أكثر انضباطا من الذكور، ويرجع ذلك لكون الفتيات يحظين بتتبع دائم من طرف الأسرة ليس في المدرسة فقط بل في كل الجوانب الحياتية هذا ما يجعل الإناث يقمن بمجهود أكبر لإبراز نجاحهن، كما أن الإناث يتميزن بكونهن مثابرات ويبذلن مجهودا أكبر لإثبات ذواتهن.
الواقع يتحدث عن نفسه في مجتمعاتنا العربية.. قم بزيارة أي مؤسسة، ستجد الذكور أكثر كموظفين.. تابع اعتصامات التوظيف، ستجد الإناث يتصدرن الصفوف.. أقرأ إحصائيات ونسب طلبات التوظيف في أجهزة الخدمة المدنية أو الشركات والهيئات ستجد الإناث هم الغالبية.. ارصد شكاوى البطالة وقوائم الباحثين عن العمل في كل التخصصات بلا استثناء، ستكتشف أن الإناث هن الأكثر.. على الرغم من وجود المتفوقات منهن..!!
تعيش الإناث في بلادنا العربية في محنة مستمرة، فهي إن تعلمت وتفوقت فلا تحصل على البعثة أو المنحة الدراسية المناسبة.. وهي إن حصلت عليها فلن تجد التوظيف وفرصة العمل الملائمة.. وهي إن عملت وتوظفت واجهت العديد من التحديات والمنغصات، بعضها من الذكور، وأغلبها من الإناث «بنات جنسها».. وتلك مصيبة أخرى.
اليوم نعيش واقعا عربيا مؤسفا.. يؤمن معظمنا بتعليم المرأة.. ويؤمن بعضنا بتفوقها ونجاحها.. ويؤمن القليل منا بقدراتها وكفاءتها.. ولكننا لا نؤمن جميعا بتوظيفها بالشكل المناسب.. والأرقام تكشف ذلك.
آخر السطر:
اليوم الثلاثاء 6 يونيو تجرى انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2023، وما جرى في الحملات الانتخابية، وما قيل في الندوات والديوانيات، يشير إلى مشهد ساخن كسخونة حرارة فصل الصيف في دولة الكويت الشقيقة.. اللهم احفظ الكويت والكويتيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك