العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مدارس الرعاية الخاصة وذوي الإعاقة

أول‭ ‬السطر‭:‬

ما‭ ‬حكاية‭ ‬منطقة‭ ‬الحورة‭ ‬مع‭ ‬الحرائق‭..‬؟‭ ‬لقد‭ ‬تكررت‭ ‬أخبار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬الحورة‭ ‬تحديدا‭..!! ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬إهمال‭ ‬في‭ ‬اشتراطات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬والبناء‭.. ‬أم‭ ‬هناك‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬لجان‭ ‬المتابعة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬وأمانة‭ ‬العاصمة‭..‬؟‭ ‬لست‭ ‬أدري‭.. ‬ولكني‭ ‬أتوقع‭ ‬حريقا‭ ‬آخر‭ ‬قادما‭ ‬في‭ ‬الحورة‭.. ‬طالما‭ ‬الوضع‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬ومعالجتها‭.‬

‭ ‬

مدارس‭ ‬الرعاية‭ ‬الخاصة‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭:‬

‭ ‬حينما‭ ‬كنا‭ ‬ندرس‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬الإبداع‭ ‬والموهبة،‭ ‬وكان‭ ‬زملاء‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬صعوبات‭ ‬التعلم،‭ ‬وكنا‭ ‬نشعر‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬صعوبات‭ ‬التعلم‭ ‬مرحلة‭ ‬شاقة‭ ‬وممتعة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬شعور‭ ‬الآباء‭ ‬والأطفال‭ ‬سيكون‭ ‬واضحا‭ ‬ومباشرا‭ ‬وإنسانيا‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬عن‭ ‬دراستنا‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والموهبة‭.‬

وكنا‭ ‬ندرك‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬الأبوي،‭ ‬حينما‭ ‬يخرج‭ ‬أبناؤهم‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬داخل‭ ‬البلاد،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬مجمعا‭ ‬تجاريا‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كوفي‭ ‬شوب‮»‬‭.. ‬ويزداد‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬ويتضاعف‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬للدراسة‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬السياحة‭ ‬وغيرها‭.. ‬هذا‭ ‬شعور‭ ‬فطري‭ ‬وطبيعي،‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬يتمتعون‭ ‬بصحة‭ ‬جيدة‭ ‬وأسوياء‭.. ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬حينما‭ ‬يكون‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬والإعاقة‭ (‬ذوي‭ ‬العزيمة‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬ويوجدون‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭..‬؟؟‭ ‬

هذا‭ ‬شعور‭ ‬مضاعف،‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬أغواره،‭ ‬ويعرف‭ ‬أسراره،‭ ‬سوى‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬ممن‭ ‬لديهم‭ ‬أبناء‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولكن‭ ‬ظروفهم‭ ‬أرغمتهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتواجد‭ ‬أبناؤهم‭ ‬وفلذات‭ ‬أكبادهم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرعاية‭ ‬والتعلم‭. ‬

بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مشكورة‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬القبول‭ ‬للطلبة‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ (‬إعاقة‭ ‬ذهنية‭ ‬بسيطة،‭ ‬إعاقة‭ ‬سمعية‭) ‬ممن‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ (‬13‭ ‬و17‭) ‬سنة‭ ‬وتكون‭ ‬نسبة‭ ‬ذكائهم‭ (‬50-70‭)‬،‭ ‬للدراسة‭ ‬بمدارس‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭.‬

المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تستوجب‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير،‭ ‬فإنها‭ ‬تستلزم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مدارس‭ ‬تربية‭ ‬خاصة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬داخل‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬غربة‭ ‬الأبناء‭ ‬عن‭ ‬أسرهم‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬ولتضاف‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬أبنائها‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬العزيمة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهم،‭ ‬وكسر‭ ‬شعور‭ ‬الخوف‭ ‬والغربة‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم‭ ‬الذين‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬الأسرية‭ ‬والأبوية‭. ‬

أدرك‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬بالهين‭ ‬والبسيط،‭ ‬فإنشاء‭ ‬مدارس‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬مسألة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الحساسية‭ ‬ومكلفة،‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬والمناهج‭ ‬والمدرسين‭ ‬والامكانيات‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬ولدينا‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لعام‭ ‬2030‭.‬

 

آخر‭ ‬السطر‭:‬

بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬طلبت‭ ‬النائب‭ ‬جليلة‭ ‬السيد‭ ‬من‭ ‬ابنتها‭ ‬الشابة‭ ‬الصعود‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬منتدى‭ ‬ذوي‭ ‬العزيمة‭ ‬أمام‭ ‬الحضور،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬الإعاقة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها،‭ ‬وأعربت‭ ‬عن‭ ‬تقديرها‭ ‬لرعاية‭ ‬الدولة‭ ‬لابنتها‭ ‬وأمثالها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.. ‬أبناؤنا‭ ‬فخر‭ ‬لنا‭.. ‬ودعمهم‭ ‬واجب‭ ‬علينا‭.. ‬شكرا‭ ‬أستاذة‭ ‬جليلة‭ ‬السيد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬الإيجابي‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا