الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مدارس الرعاية الخاصة وذوي الإعاقة
أول السطر:
ما حكاية منطقة الحورة مع الحرائق..؟ لقد تكررت أخبار مثل هذه الحوادث في الحورة تحديدا..!! هل هناك إهمال في اشتراطات الأمن والسلامة والبناء.. أم هناك تقصير في أعمال لجان المتابعة بالمحافظة وأمانة العاصمة..؟ لست أدري.. ولكني أتوقع حريقا آخر قادما في الحورة.. طالما الوضع كما هو عليه، دون معرفة الأسباب ومعالجتها.
مدارس الرعاية الخاصة وذوي الإعاقة:
حينما كنا ندرس في مرحلة الماجستير في جامعة الخليج العربي، كنا في تخصص الإبداع والموهبة، وكان زملاء لنا في تخصص صعوبات التعلم، وكنا نشعر أن التعامل مع صعوبات التعلم مرحلة شاقة وممتعة في آن واحد، وأن شعور الآباء والأطفال سيكون واضحا ومباشرا وإنسانيا بشكل أكبر عن دراستنا في الإبداع والموهبة.
وكنا ندرك ما يشعر به أولياء الأمور من الخوف الأبوي، حينما يخرج أبناؤهم إلى مكان ما داخل البلاد، حتى إن كان مجمعا تجاريا أو «كوفي شوب».. ويزداد هذا الشعور ويتضاعف إن كان الأمر إلى خارج البلاد للدراسة أو العمل أو السياحة وغيرها.. هذا شعور فطري وطبيعي، مع أبناء يتمتعون بصحة جيدة وأسوياء.. فما بالنا حينما يكون الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة (ذوي العزيمة)، بل ويوجدون في خارج البلاد..؟؟
هذا شعور مضاعف، ربما لا يدرك أغواره، ويعرف أسراره، سوى الآباء والأمهات ممن لديهم أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن ظروفهم أرغمتهم على أن يتواجد أبناؤهم وفلذات أكبادهم خارج البلاد، من أجل الرعاية والتعلم.
بالأمس القريب أعلنت وزارة التربية والتعليم مشكورة فتح باب القبول للطلبة المسجلين في المدارس الابتدائية والإعدادية الحكومية من ذوي الاحتياجات الخاصة (إعاقة ذهنية بسيطة، إعاقة سمعية) ممن تتراوح أعمارهم بين (13 و17) سنة وتكون نسبة ذكائهم (50-70)، للدراسة بمدارس التربية الخاصة بدولة الكويت الشقيقة.
المنح الدراسية الخاصة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، كما أنها تستوجب الشكر والتقدير، فإنها تستلزم في الوقت ذاته التفكير في إنشاء مدارس تربية خاصة لأصحاب الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة داخل البلاد، من دون الحاجة إلى غربة الأبناء عن أسرهم وأولياء أمورهم، ولتضاف إلى جهود الدولة في رعاية أبنائها من ذوي العزيمة والاهتمام بهم، وكسر شعور الخوف والغربة من أولياء الأمور مع أبنائهم الذين بأمس الحاجة إلى الرعاية الأسرية والأبوية.
أدرك أن الأمر ليس بالهين والبسيط، فإنشاء مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة مسألة في غاية الحساسية ومكلفة، في الاختيار والمناهج والمدرسين والامكانيات وغيرها، ولكن الأمر بحاجة إلى إنشاء مدرسة لهذه الفئة في مملكة البحرين، ونحن في 2023 ولدينا رؤية مستقبلية لعام 2030.
آخر السطر:
بكل فخر واعتزاز طلبت النائب جليلة السيد من ابنتها الشابة الصعود على منصة منتدى ذوي العزيمة أمام الحضور، وتحدثت عن قصة نجاحها في تجاوز الإعاقة التي تعاني منها، وأعربت عن تقديرها لرعاية الدولة لابنتها وأمثالها في البلاد.. أبناؤنا فخر لنا.. ودعمهم واجب علينا.. شكرا أستاذة جليلة السيد على هذا الدرس الإيجابي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك