أجرت الحوار: الطالبة كوثر علي آل مبارك من جامعة البحرين
في جميع تطوراتنا في العالم إما أنها تُوثق وإما أنها تندثر عبر الزمن، وقد عمل المؤرخون والباحثون على توثيق التاريخ، لذا يعتبر المتحف من أهم المؤسسات التي تعمل على حفظ التاريخ؛ فهو مقر دائم من أجل خدمة الوطن والمجتمع والتاريخ، حيث يقوم بجمع وحفظ وصون وعرض التراث الإنساني على وجه الأرض لعدة أغراضٍ منها التعلم والبحث والترفيه، وهناك الآلاف من المتاحف في العالم التي تعمل لنفس السبب، منها أسباب تاريخية، علمية، وفنية، وهذا ما يجعل للمتاحف قيمة عالية في حفظ التاريخ.
التقى طلبة قسم الفنون والتصميم بجامعة البحرين عبر حملة جرب التي تشرف عليها الدكتورة سما الهاشمي بالدكتور سلمان المحاري رئيس متحف البحرين الوطني، الذي أكد أهمية المتاحف قائلاً إن المتحف عبارة عن مركز ثقافي تعليمي يسهم في حفظ التراث الثقافي لكل البلدان والشعوب، وهذا ينطبق على البحرين وبالخصوص متحف البحرين الوطني الذي هو المتحف الأساسي الذي يضم ويمثل التراث الثقافي للبحرين، بكل فتراته التاريخية من العصر الحجري ودلمون وتايلوس والفترة الإسلامية وفترة حكم آل خليفة وأيضًا فترة ما قبل اكتشاف النفط وكذلك يوجد قاعات للعادات والتقاليد والحرف الصناعية.
- كم عدد المتاحف في مملكة البحرين؟ وهل لك أن تسمي لنا تلك المتاحف مع نبذة مختصرة لكل متحف؟
- توجد متاحف تحت إدارة هيئة البحرين للثقافة والآثار هي متحف البحرين الوطني، ومتحف وقلعة البحرين، ومتحف مسجد الخميس، ومركز زوار طريق اللؤلؤ ومتحف قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، ومتحف البريد، ولدينا بيت القرآن وهو متحف خاص، والمتحف العسكري الذي يتبع وزارة الدفاع ومتحف النفط التابع لوزارة النفط، وأيضًا توجد متاحف خاصة وهي أن يكون لكل شخص مقتنيات داخل منزله يطلق عليها متحفا ولكنها لم تصل الى المستوى الذي يمكن أن نطلق عليها اسم متحف.
- يقال إن للمتاحف دوراً وأثراً كبيراً في صناعة ثقافتنا كأفراد، من وجهة نظرك كيف يكون ذلك؟
وظيفة المتحف هي أن يحفظ التراث الثقافي وأن يعرضه للجمهور وأن يثقف الناس ويعلمهم تراث وحضارة بلدانهم، ويوضح لهم أهمية حفظ وصون التراث الثقافي، وعرض المقتنيات والتعليم والبحوث المتعلقة بتراث البحرين، وإن المتاحف لها دور في صقل الهوية الوطنية الثقافية للناس وفي الحفاظ على هويتنا الوطنية، فإذا زرت هذه المتاحف فستتعرف على تاريخك؛ فيصبح لدى الفرد نوع من الاعتزاز والفخر بما لديه، فإذا زرت المتحف الذي في بلدك تتعرف على عاداتك وتقاليدك التي يكون بعضها موجوداً وبعضها قد اندثر، كالألبسة التقليدية التي بدأت الشعوب بتركها والتنازل عنها.
وأَضاف المحاري: المتحف هو البوابة الثقافية للتعرف على البحرين وشعب البحرين وتاريخهم وليس فقط في البحرين بل في أي بلد تزور فيه المتحف الوطني للبلد فإنك تتعرف على هذا البلد.
- لاحظنا قلة ارتياد المجتمع للأماكن العامة بعد فترة جائحة كورونا، هل كان لمتاحف مملكة البحرين نصيب من ذلك؟
- انقطعت الناس في فترة الجائحة، ولكن بعد تلك الجائحة بفترة قصيرة ازداد عدد الزوار ولكنه ليس بالمستوى المطلوب، أما الآن وفي هذا العام رجعنا الى المستوى الطبيعي فما عاد الخوف موجوداً بسبب كورونا، وكانت قيود منع السفر قد أثرت سابقاً على قدوم السياح إلى المواقع الأثرية والمتاحف، ولما تدرجت إجراءات كورونا في الانفتاح ازداد العدد ولكنه ليس بالعدد المطلوب، إلى أن أُزيلت كل اجراءات السفر فرجعت الامور طبيعية كما كنا قبل جائحة كورونا، والآن وأنا اتحدث في هذه الأشهر عادت الأعداد طبيعية.
- هل هناك برامج وفعاليات يقوم بها متحف البحرين الوطني لاستهداف فئات المجتمع وخصوصًا الشباب لكسبهم كمرتادين للمتحف ومهتمين بالآثار؟
- لدينا العديد من الفعاليات، مثل قطعة الشهر التي تتغير شهرياً، وهناك معارض مؤقتة سواء كانت تراثية أو فنية أو أثرية، وعلى سبيل المثال لدينا معرض الفن التشكيلي بعد اسبوع ولدينا معرض للعملات القديمة في قاعة المتحف، ولدينا معارض قادمة تشجع الشباب، ولدينا أيضًا فعاليات تعليمية للأطفال من 6 سنوات الى 12 سنة الى 18 سنة بحسب الفئة العمرية، وحاليًا لدينا فعاليات متعلقة باليوم العالمي للمتاحف، وأيضًا ورش تعليمية للأطفال، كالرسم، والتصوير، وصناعة أشياء تقليدية، والكتابة المسمارية، وسرد قصة وأسطورة، ولدينا فعالية مستكشف الآثار الصغير التي تستهدف الاطفال بحيث نعرفهم على علم الآثار وتاريخ البحرين وحضارة البحرين، وأيضًا المتحفي الشاب أو الناشئ لنعرف الطفل والشاب بدور المتاحف وماذا نفعل في المتحف، ونحن بدورنا نتسلم القطعة ونسجلها ونوثقها ونصورها ونرممها ونعرضها أو نخزنها. ولدينا محاضرات وحلقات نقاشية بشكل شهري بمواضيع مختلفة مع ضيوف من داخل الهيئة أو من خارج الهيئة.
- رسالة توجهها لفئة الشباب البحريني بخصوص الاهتمام بمعرفة آثار البحرين؟
- أنصح بأن يقرأ عن تاريخ البحرين ويزور المتاحف ونحن لدينا عدد لا بأس به من المتاحف ومساحتنا الجغرافية صغيرة تمكننا من الوصول إلى جميع المعالم في فترة بسيطة، ومعالمنا الأثرية موجودة في كل مكان كالآثار الموجودة في عالي وبوري وباربار وجنوسان ومدينة حمد وغيرها، ومعظم المواقع الأثرية مجانية وليست مكلفة مادياً والمعلومات التي تحتاج إليها موجودة، فقد وفرنا رمز الاستجابة السريع (QR code) ما يسهل الحصول على المعلومة. وأدعوكم إلى تكرار القراءة وزيارة المتاحف والمواقع الأثرية حتى تترسخ المعلومات وحتى يصبح لدينا روح من الاعتزاز بما لدينا من ماضٍ عريق، فإنه عندما يزور الفرد أماكن اثرية ومتاحف عالمية ويراها فإنه يفكر ويقول ماذا لدينا في البحرين؟ فجوابنا أنه لدينا العديد من الآثار ولكننا نحتاج إلى أن نتعلم عنها أكثر وأكثر، لأن البحرين غنية بالآثار.
وأثناء دراستي في جمهورية مصر العربية رأيت طلبة الفنون في المواقع الأثرية يرسمون هذه المواقع ويرسمون قطعة معينة وبذلك يصبح لديهم ترابط بحضارتهم ويصبحون قريبين من تراثهم وحتى طلبة الفنون في البحرين يحتاجون إلى مثل هذه الزيارات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك