شدّدت السلطات الاسبانية من إجراءاتها في ظل انتقادات تطالها بعدم التدخل في مواجهة العنصرية في ملاعب كرة القدم، وذلك بعد يومين من توجيه إهانات جديدة للنجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، مما تسبب في موجة من السخط الدولي. وأُوقف ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم وجهوا إساءات عنصرية يوم الأحد لمهاجم ريال مدريد على أرض فالنسيا، حسب ما أعلنت الشرطة المحلية الثلاثاء.
وافادت الشرطة: «تم ايقاف اليوم في فالنسيا ثلاثة شبان بسبب تصرفات عنصرية حدثت يوم الأحد خلال مباراة فالنسيا وريال مدريد». وفي السياق نفسه، استبعدت لجنة التحكيم الإسبانية الحكم إيغناسيو إيغليسياس فيانويفا الثلاثاء عن مباراتيه المقبلتين، لدوره في البطاقة الحمراء التي مُنحت لفينيسيوس جونيور بمواجهة فالنسيا. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الحكم البالغ من العمر 47 عامًا قد أقيل على الرغم من أن الاتحاد الإسباني لم يؤكد ذلك ردّا على سؤال وكالة فرانس برس. وكان من المقرر أن يكون إيغليسياس فيانويفا المسؤول الرئيسي عن حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) في مباراة ريال بيتيس ضد خيتافي الأربعاء، والمُساعد في مواجهة أتلتيك بلباو امام مضيفه أوساسونا الخميس. وكان إيغليسياس فيانويفا مسؤولاً عن «في آيه آر» خلال فوز فالنسيا 1- صفر في «لا ليغا» على ريال يوم الأحد، حيث تعرض فينيسيوس لإساءات عنصرية من مشجعي الفريق المضيف على ملعب ميستايا.
في وقت لاحق من المباراة، طُرد اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا لضربه أوغو دورو لاعب فالنسيا، بعد أن شاهد الحكم ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا لقطات الاشكال بين اللاعبين على تقنية الفيديو مرات عدة. الا انّ الفيديو الذي أظهره إيغليسياس فيانويفا لم يشمل دورو وهو يمسك بالبرازيلي حول عنقه بذراعه أولاً، وهو ما كان سيشكّل أيضًا مخالفة بالبطاقة الحمراء.
تحريك ملف «الدمية المشنوقة»
وفي حادثة عنصرية اخرى طاولت اللاعب البرازيلي، أوقف أربعة أشخاص على خلفية التحقيق في شنق دمية بقميص الدولي البرازيلي، على جسر في العاصمة الإسبانية في يناير الماضي. وقالت الشرطة الإسبانية في بيان إنه تم اتهام الأشخاص الأربعة الذين اوقفوا في العاصمة الإسبانية بارتكاب «جريمة كراهية»، وهي فئة جنائية تشمل جرائم عنصرية في إسبانيا. وأضافت الشرطة أن ثلاثة منهم «أعضاء نشطون في مجموعة الالتراس من مشجعي ناد في العاصمة مدريد» من دون أن تحدد هوية هذا النادي.
عُثر على الدمية بقميص فينيسيوس جونيور مشنوقة في 26 يناير، في اليوم ذاته لمباراة الدربي التي فاز فيها ريال مدريد على جاره اللدود أتلتيكو 3-1 في ربع نهائي مسابقة كأس الملك، تحت لافتة كُتب عليها «مدريد تكره ريال».
وأتاحت التحقيقات التي استندت بشكل خاص إلى الشهادات إثبات أن المشجعين الأربعة «الذين تم التعرف عليهم أثناء المباريات المصنفة على أنها عالية الخطورة» في إطار «التدابير الوقائية للعنف في الرياضة»، هم «الجناة المفترضون» للشنق، حسب ما أشارت الشرطة.
أنشيلوتي يستمر في التصعيد
وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، الثلاثاء، إن بروتوكول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاص بالعنصرية «عفا عليه الزمن». وقام الحكم بينغوتشيا بتنشيط بروتوكول العنصرية بعد أن دخل فينيسيوس في مشادة مع المشجعين، واشار بيده الى شخص رآه يسيء معاملته.
يتضمن بروتوكول الاتحاد الدولي المكوّن من ثلاث خطوات إيقاف المباراة مؤقتًا حتى يتم إصدار إعلان بالملعب يطالب فيه بوقف الانتهاكات العنصرية، وهو ما حدث في ميستايا. الخطوة الثانية، بعد أي إساءة أخرى، هي إخراج اللاعبين مؤقتًا من الملعب والخطوة الثالثة، إذا استمرت الهتافات العنصرية، هي ايقاف المباراة وإعطاء الخصم ثلاث نقاط. وعلّق أنشيلوتي للصحافيين: «البروتوكول عفا عليه الزمن».
وأضاف: «كان لا بد من تطبيق البروتوكول عندما وصلت حافلة الفريق الى الاستاد لأن الشتائم بدأت هناك. وتابع: «قبل ساعتين من المباراة، لم تكن حالة منفردة - قال شخص من فالنسيا إنها كانت - بالتأكيد، لم يكن هناك 46 ألف شخص ولكن لم يكن واحدًا أو اثنين». وتابع أنشيلوتي: «البروتوكول يجب أن يبدأ هناك». وأردف: «إذا بدأ البروتوكول في الدقيقة 70، فلقد ارتكبت خطأ. يجب أن يبدأ قبل ساعتين من المباراة، ثم خلال المباراة. لقد عفا عليها الزمن، نعم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك