فتحت النيابة العامة في فالنسيا الإثنين تحقيقًا في «جريمة كراهية» بشأن إهانات عنصرية تعرّض لها مهاجم ريال مدريد البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور، فيما أقرّ رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم أن بلاده لديها «مشكلة» مع «العنصرية». تعرّض فينيسيوس خلال المباراة التي خسرها فريقه ضد فالنسيا 1-0 في المرحلة 35 من الليغا الاحد للإهانات من جميع أنواعها، ولا سيما العنصرية وإيماءات «القرد»، من جانب كبير من الجماهير في ملعب ميستايا، ما ولّد ردود فعل شاجبة من كل أنحاء العالم.
وباشرت النيابة العامة في فالنسيا بتحقيق حول «جريمة كراهية»، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر قضائي. وأتى هذا القرار بعد أن لجأ الفريق الملكي الى القضاء فيما خص هذه الحادثة. كتب في بيان على موقعه الرسمي: «يعتقد ريال مدريد ان مثل هذه الهجمات تشكّل أيضًا جريمة كراهية، وبالتالي قُدّم التقرير المناسب إلى مكتب المدعي العام، وتحديدًا إلى مكتب المدعي العام بشأن جرائم الكراهية والتمييز، من أجل التحقيق في الوقائع وملاحقة المسؤولين».
وتابع: «تُحدد المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة». من جهته، أقر رئيس الاتحاد لويس روبياليس في مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد بالقرب من مدريد: «في البدء، يجب الاعتراف بأنه لدينا مشكلة سلوك، تربية وعنصرية في بلدنا». وأضاف: «طالما أن هناك مشجعًا واحدًا أو مجموعة من المشجعين الذين يهينون شخصًا ما بسبب ميوله الجنسية ولون بشرته، فسوف نواجه مشكلة خطيرة والتي تشوّه صورة فريق بأكمله، كل المشجعين وبلد ككل».
بعد المباراة، كتب «فيني» في حسابه على موقع «انستغرام»: «هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا. لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة.. أنا حقًا حزين. البطولة التي كانت مِلكًا لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو وميسي، باتت ملكًا اليوم للعنصريين».
تابع المهاجم المميّز: «بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أنا متأسف للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم، في البرازيل، تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية». واستغل روبياليس الحادثة للرد على رئيس الرابطة الاسبانية خافيير تيباس الذي لم يتقبل اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي.
«أكثر حزمًا»
وبعد أن طالب فينيسيوس تيباس بـ«تصرفات وعقوبات»، قال الاسباني في رد جديد «لا إسبانيا ولا رابطة الليغا عنصرية، من غير العادل قول ذلك»، مذكرًا: «تم الإبلاغ عن 9 إهانات عنصرية هذا الموسم (8 منها كانت ضد فيني) ودائما ما تعرفنا على الجناة وتقدمنا بشكوى إلى الجهات المعينة، بغض النظر عن قلة عددهم، لم نظهر الشفقة تجاه أحد».
وردّ روبياليس على تيباس، علمًا أن العلاقة ليست جيدة بين الاتحاد والرابطة، داعياً رئيس الاتحاد البرازيلي للحضور الى اسبانيا: «أريد أن أطلب من رئيس الاتحاد البرازيلي أن يأتي أو أن أذهب حتى يتمكن من رؤية ما يفعله الاتحاد لمحاربة هذه الآفة، أطلب منكم أيضًا ألا تعيروا اهتمامًا لسلوك رئيس رابطة الدوري الإسباني وهو يدخل في نزاع مع لاعب تعرض لهجوم قاس». من جهتها، استنكرت الحكومة الاسبانية على لسان وزير شؤون المستهلك ألبرتو غارسون ما حصل قائلا في مقابلة مع إذاعة راديو كابلي «المؤسسات التي يجب أن تضمن السير السليم لكرة القدم.. يجب أن تكون أكثر حزمًا مع هذا النوع من القضايا». وتابع: «عندما يكون لديك جزء من المشجعين يطلقون إهانات عنصرية تجاه لاعب، فمن الواضح أن ما عليك فعله هو الرد بطريقة قاطعة».
وبعد أن استنكر ما حصل الاحد، أصدر فالنسيا بيانًا الاثنين أعلن فيه: «حظر دخول الملعب مدى الحياة للمشجعين» المتورطين بعد فتح تحقيقات مع الشرطة، مضيفًا أن الأخيرة: «تعرفت على هوية مشجع قام بإيماءات عنصرية» ضد فينيسيوس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك