الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
ثقافة الفحص الطبي الدوري
أول السطر:
رحم الله الأستاذ الطيّب والمربي الفاضل محمد عبدالله جميل الذي انتقل إلى رحمة ربه، بعد مسيرة وطنية وخيرية حافلة بالعطاء والإخلاص، قضاها في خدمة الوطن والتواصل مع الناس.. ((حتى لو الموت يأخذ طيّب السيرة.. ما يقدر الموت يأخذ سيرة الطيّب)).
للعلم فقط:
في إمارة دبي توجد بطاقة اسمها ((بطاقة ذخر))، وأخرى اسمها ((بطاقة سند))، وهي بطاقات إلكترونية تصدر لكبار السن والمتقاعدين وذوي الهمم، تتضمن توفير حزمة كبيرة من الخدمات والتسهيلات والخصومات، من المؤسسات الحكومية والخاصة.. أتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية الاستفادة من هذه التجربة.
ثقافة الفحص الطبي الدوري:
لو سألنا كثيرا من المواطنين: متى كانت آخر مرة أجريت فيها الفحص الطبي الدوري؟ لكانت الإجابة: صادمة جدا.. وهي: ولا مرة أو نادرا..!! ولو سألت كثيرا من المواطنين: متى كانت آخر مرة أجريت فيها فحص الصيانة على السيارة في إدارة المرور؟ لكانت الإجابة: صادمة.. وهي: سنويا عند التسجيل والتأمين، وإلا فإنه يستحيل استخدام السيارة، وهناك مخالفات وغرامات مضاعفة، عند عدم التسجيل والتأمين للمركبة، والخسارة الفادحة عند وقوع حادث مروري دون تأمين وتسجيل.
إذا.. نحن أمام ظاهرة صحية خطيرة، وهي غياب ثقافة الفحص الطبي الدوري في مجتمعنا.. البعض يراه ترفا وإشغالا للوقت، طالما أنا بصحة جيدة وأتحرك ولا أعاني من أمراض ظاهرية.. فيما تحرص فئة واعية على صحتها والعديد من كبار السن للحفاظ والالتزام بالفحص الدوري، وما نسميه (الجيك آب).
مؤخرا بادرت وزارة الصحة وفي عدد من المراكز الصحية في بعض المناطق، بالاتصال على بعض المواطنين لإجراء الفحص الدوري، وخاصة ممن يتضح من ملفه الصحي أنه يعاني من أمراض وراثية، وتلك مبادرة وقائية تحمي الأفراد والأجيال من الأمراض أو التخفيف منها.
كما أن قيام وزارة الصحة بإجراء حملات التوعية ضد الأمراض المحتملة والمبكرة تقي الفرد وتحميه.. ولكننا وللأسف لا نزال نتعامل مع هذه الحملات باعتبارها فقرة من مهرجان وكرنفال فقط، وليست جزءا من منهاج حياة سليمة.
أتمنى من وزارة الصحة، وبالتعاون مع مؤسسات القطاع العام وجهاز الخدمة المدنية، والقطاع الخاص، وكذلك المدارس والجامعات، بإلزام الموظفين والطلبة بإجراء الفحص الطبي الدوري، كشرط أساسي للاستمرار في الوظيفة والترقي، تماما كما تشترط أنظمة وقوانين العمل المحلية على المؤسسات والشركات والمصانع إجراء الفحص الدوري على العمالة الأجنبية.
تعزيز ثقافة إجراء الفحص الطبي الدوري، يخفف الأعباء على ميزانية الدولة، ويحمي المجتمع ومستقبله.. وفي غياب تلك الثقافة يحمل الدولة والوزارة مهام ومسؤوليات وأموالا طائلة للعلاج.. والمطلوب تكثيف الحملات الإلزامية للفحص الدوري، وبصورة إيجابية مشجعة، وخدمات وتسهيلات متميزة، تماما كما يقوم به القطاع الصحي الخاص.
ختاما.. يقال إن زيادة الأمراض في أي مجتمع مكسب للطب الخاص، وقلة الأمراض في أي مجتمع مكسب للدولة.. فهل هذا الأمر واقع عندنا..؟؟
ملاحظة واجبة:
اليوم الأحد هو اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.. ومملكة البحرين تعد نموذجا رائدا في التنوع الثقافي، والتعايش الإنساني، والهوية الوطنية.. خالص التهاني إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار، والجهود المتميزة لرئيسها سعادة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وكل العاملين في الهيئة.
آخر السطر:
قرار إلغاء فترة 6 أشهر لتسلم أكياس القمامة إلى شهرين من البلدية مع الحضور الشخصي.. خطأ سندرك آثاره وتداعياته بعد حين.. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك