العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الكلمة السامية في القمة العربية

جاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬32‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬لترسخ‭ ‬مبادئ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحكيمة‭ ‬بشأن‭ ‬التعاون‭ ‬العربي،‭ ‬والقضايا‭ ‬والمستجدات،‭ ‬وتحمل‭ ‬معها‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬للمنطقة‭.‬

فقدت‭ ‬تضمنت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬لمواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬بإرادة‭ ‬حرة،‭ ‬وتصميم‭ ‬ذاتي،‭ ‬وبروح‭ ‬التضامن‭ ‬الجماعي‭ ‬المخلص،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬والإرادة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬السياج‭ ‬والحصن‭ ‬المنيع‭ ‬لمواجهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات،‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬التطور‭ ‬المنشود،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الإشارة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نهج‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه،‭ ‬لتأسيس‭ ‬للاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬والوئام‭ ‬للشعوب،‭ ‬مهما‭ ‬تشابكت‭ ‬الأمور‭ ‬وتعقدت،‭ ‬أو‭ ‬حاولت‭ ‬جهات‭ ‬تعطيله‭ ‬أو‭ ‬عرقلته‭.‬

وبرؤية‭ ‬ملكية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬تدرك‭ ‬الحاضر‭ ‬وتستشرف‭ ‬المستقبل،‭ ‬جاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لتشير‭ ‬إلى‭ ‬بوادر‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬متجدد‭ ‬ومتوازن،‭ ‬تم‭ ‬التمهيد‭ ‬له‭ ‬والتأسيس‭ ‬عليه،‭ ‬عبر‭ ‬تحركات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬سعودية‭ ‬ناجحة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استئناف‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬واستمرار‭ ‬الهدنة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وعودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭ ‬الكبير،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تأكيد‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬الاشتباكات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬ودعم‭ ‬حقوق‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬النيل،‭ ‬ودعم‭ ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬تاريخ‭ ‬وثوابت‭ ‬وقيم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬الرصيد‭ ‬الأكبر‭ ‬لحاضر‭ ‬مستدام‭ ‬ومستقبل‭ ‬زاهر،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لتؤكد‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬العريق‭ ‬والقيم‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والحضارية،‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬بشرية‭ ‬وكفاءات‭ ‬مبدعة،‭ ‬وموقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬مميز،‭ ‬وموارد‭ ‬طبيعية‭ ‬متنوعة،‭ ‬وهي‭ ‬تشكل‭ ‬الثروة‭ ‬والقوة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تتسابق‭ ‬لها‭ ‬الأمم‭ ‬والدول‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬الجديد‭ ‬والتحولات‭ ‬المقبلة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجديد‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الحليفة‭ ‬والصديقة،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وبرؤية‭ ‬توافقية‭ ‬وسياسات‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية،‭ ‬للتصدي‭ ‬للإرهاب،‭ ‬ووقف‭ ‬الحروب،‭ ‬وتهديدات‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الثنائية،‭ ‬واحترام‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والرؤية‭ ‬التوافقية‭ ‬هي‭ ‬المرتكز‭ ‬الرئيسي‭ ‬الجديد‭ ‬لمستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.  ‬

وقد‭ ‬شعر‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بترحيب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬لاستضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اجتماعات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬ليستكمل‭ ‬نجاح‭ ‬قمة‭ ‬جدة،‭ ‬ونهجها‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬تفعيل‭ ‬قرارات‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منهجية‭ ‬المتابعة،‭ ‬والخطوة‭ ‬بخطوة،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة،‭ ‬وعبر‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬وحيوية‭ ‬القمم‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬تعد‭ ‬فرصة‭ ‬عربية‭ ‬جديدة‭ ‬ليس‭ ‬للتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬وإنما‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.. ‬فإن‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬القادمة‭ ‬ستكون‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا