خاطرة
عبدالرحمن فلاح
المعالم.. القول السديد!
القول السديد في الأقوال والأفعال شعار الإسلام العظيم والدائم، ولقد حَذَّرَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين من إطلاق الكلام على عواهنه، وعدم التثبت من فلتات اللسان، ولقد نصح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين من التهاون في الأقوال والأفعال، فاشترط صلى الله عليه وسلم أن يتحرى القائل في كلامه وأن يكون موافقًا لأفعاله، قال صلوات ربي وسلامه عليه: «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يراها بلغت حيث بلغت فيكتب الله له رضاه إلى يوم القيامة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة لا يراها بلغت حيث بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه» رواه ابن حبان في صحيحه. وهذا مصداق قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدا) (70) سورة الأحزاب.
والقول السديد له ثمرات لا يبلغها من يطلق الكلام على عواهنه، ولا يتثبت مما يقول، وما يصدر عنه من أقوال، فإذا كان القول سديدًا حصد المؤمن ثمراته التي بينتها الآية (71) من سورة الأحزاب في قوله تعالى: (يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا).
إذًا، فمن ثمرات القول السديد: صلاح الأعمال، ومغفرة الذنوب، والفوز العظيم في الدنيا والآخرة وهذا حق، فمن كان قوله سديدًا، وفعله سديدًا وهما -جماع العمل الصالح-، فهو لا شك من الفائزين فوزًا عظيما.
إذًا، فمن معالم الصراط المستقيم التي تعين المسلم عند تلمسه سبيل النجاة هو القول السديد، الذي لا فضول، ولا لغو فيه، قول يتحرى صاحبه الصدق فيه. إذًا، فالقول السديد قاعدة صلبة، وراسخة للانطلاق منها إلى العمل الصالح، الذي هو بمثابة القوة الرافعة التي ترفع الكلم الطيب إلى مبتغاه، يقول تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه..) سورة فاطر / 10.
إنه لا خير في قول لا يتبعه عمل، وحين يتبع المسلم قوله بالعمل الصالح ينال العزة والمكانة الرفيعة لأن مصدر العزة جميعها هو الله تعالى، ومن طلب العزة في غير هذا السبيل أذله الله تعالى، فإلى القول السديد، وجني ثمراته اليانعات، وقطوفه الدانيات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك