الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
التسامح والتعايش.. إعادة صياغة
أول السطر:
لماذا تستمر بعض القضايا والملاحظات من دون حل وحسم، ومن دون قرار وحزم..؟؟ لماذا تترك العديد من المسائل معلقة بين أمنيات الناس ومطالبهم المستمرة، من دون أن يكون هناك رد نهائي وقانوني، سواء بكلمة (نعم) أو كلمة (لا)..؟ استمرار تلك الأمور إشغال للوطن ومؤسساته والمجتمع.. فمتى ينتهى هذا السيناريو المزعج..؟؟
التسامح والتعايش.. إعادة صياغة:
وكما أن الكرم المبالغ فيه يؤدي إلى الإسراف، والشجاعة المفرطة تعني الهلاك.. تماما كما هو الحرص الشديد يعني البخل، والتزمّت يؤدي إلى التشدد.. فإن مفهوم وقيم ومبادئ التسامح والتعايش بحاجة إلى إعادة صياغة للداخل والخارج، حتى لا يفهم أو يترسخ في الأذهان أن التسامح يعني التخلي عن الثوابت والعقيدة، وأن التعايش باب للغزو الفكري والثقافي والتعليمي لدخول سلوكيات وممارسات مخالفة للهوية الوطنية.
مفهوم التسامح والتعايش يتعرض لتشويه بسبب الإفراط في تناوله والتعاطي معه بشكل مبالغ فيه.. والناس تقول إذا كنا نتحدث ونمارس التسامح والتعايش، فلماذا لا يقوم (الآخر) بالأمر ذاته من التسامح والتعايش معنا ومع ثوابتنا وحقوقنا.. الوسطية مطلوبة في كل الأمور.. ويجب أن تتضح للجميع.. حتى لا تضيع القيم والمبادئ النبيلة وتتحول إلى نقمة ومسبة.
الدكتور إسماعيل صالح من سلطنة عمان الشقيقة كتب في الموضوع ذاته قائلا: إن الأصل بين الأمم والشعوب والدول التسامح، وغضّ الطرف عن بعض الاختلافات التي لا تمس الأمور السيادية المعنوية والحسية، كالإيمان العقائدي، والسلوك الأخلاقي، وحدود الدول، واستقلالها السياسي والثقافي.
وإنَّ المبالغة في خطاب التسامح وتعميقه في نفوس شعب بطبعه مُتسامح مرن ليس مُتنمرا ولا نارا حارقة للآخرين، ولا يفتعل مشكلات مع دول أو شعوب، سواء كان في بلاده أو كان مسافرا سياحة واستجماما أو دراسة، سيكون لها آثار سلبية في الناشئة والمستقبل المنظور أو البعيد.
كما أنَّ المبالغة في ذلك ستؤدي إلى التفريط في كثير من القيم والسلوكيات بدعوى المرونة والتسامح، وبعدها ستحاول الدول إنفاق الملايين من أجل التقييم والتقويم والإعادة.. إنها كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فقد أدى خطابها المبالغ فيه إلى تلك النتيجة السلبية، ثم تنفق الملايين من أجل أن تُعِيد الناس إلى ما كانت هي سببا في انصرافهم عنه.
إنَّ التوازن في الخطاب هو الأمر المحكم، وإن دراسة عواقب المبالغة في التسامح والمرونة حافظ لهوية الدولة (أي دولة) فكرا وجغرافية وسياسة.. أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت.
آخر السطر:
من التغريدات الجميلة التي قرأتها مؤخرا للدكتور الشيخ خالد المذكور: «ما ذنب النقاب إذا لبسته سارقة..! وما ذنب اللحية إن أطلقها فاسد..! وما ذنب الحج إذا أداه غشاش..! وما ذنب الصلاة إن أقامها مرتش..! وهل للعنب ذنب إن صار خمرا..! تمسكوا بدينكم وثوابتكم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك