تكون العقارات أجمل إذا ما جاورت أو توسطت رقعة خضراء وأشجارا متمايلة. وإلى جانب هذا المنظر الجمالي، فإن المساحات الخضراء تمثل أهمية صحية وبيئية.
ولكن هناك موضوعا ينبغي ان نركز عليه في هذا الاطار وهو أضرار شجرة الكونوكاربس. هذه الشجرة السريعة النمو، وموطنها الأصلي المناطق الاستوائية التي تتسم بكثرة الامطار وتتشكل في الغابات الممطرة الاستوائية، وكانت قديمًا تزرع في الصومال، ثم انتشرت زراعتها في مصر في الثمانينيات وبالدول العربية. وتم استيرادها في التسعينيات لدول الخليج.
مؤخرًا أصبحت العديد من الدول الخليجية تحذر من زراعتها، لأنها تؤثر على البنية التحتية للبيوت والشوارع، وشبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وصرف الامطار، فهي شجرة تستهلك مياها جوفية وارضية بشكل كبير، كما ان التجارب اثبتت ان جذور هذه الشجرة القوية قد تكون مدمرة لأساسات وقواعد الصبيّة للعقار، حيث تتغلغل تحت العقارات وأساسات البيوت والجدران المحاذية لها وتلتف على القواعد الاسمنتية وأنابيب الصرف الصحي وتسبب لها الضرر الجسيم، بل قد يصل الامر الى تكسير السيراميك في العقار، والتسبب بشروخ خطرة مع الزمن تمتص وتؤثر على استدامة الفترة العمرية للمبنى أو البيوت.
وهذا ما يجعلها شجرة مدمرة لكل ما حولها، خاصة إذا تعرضت للعطش، حيث إن جذورها القوية تبحث عن المياه فتتجه وتتوغل في الأرض بعمق في الطبقات السفلية او باتجاه المواسير والصرف الصحي محدثة ضررا مدمرة لكل ما يحيط بها، أضف الى ذلك ان جذورها تمتص المياه بشكل كبير وهذا ما يؤثر على باقي الاشجار والنباتات.
ولأن أضرارها أكثر من منافعها على الحياة البيئية للأسباب التي ذكرناها ولاستهلاكها الكبير للماء، فإن الكثير من الدول واصحاب الاراضي والعقارات باتوا يعارضون زراعتها.
الغريب في شجرة الكونوكاربس، ان جذورها تحتوي على شعيرات دقيقة تدخل إلى شبكات المياه والصرف الصحي من أضيق الأماكن، ثم تنمو بداخلها بشكل مهول، مما يؤدي إلى اغلاقها بالكامل، وهذا يدمر شبكة المياه.
ولا يخلو الامر من اضرار صحية على الانسان. فأوراق شجرة الكونوكاربس لا تتساقط بسرعة، بل نادراً ما تتساقط، مما يجعل الأتربة والغبار والأوبئة والحشرات والبكتريا تتراكم عليها، وعند تساقطها تنتشر تلك الأتربة وتسبب حساسية صدرية لمرضى حساسية الضيق بالتنفس.
ولا يقتصر الأثر على منطقة زراعة الشجرة، بل ان جذور شجرة الكونوكاربس تؤثر على الأراضي الزراعية المجاورة من خلال بحثها عن مزيد من المياه، مما يفقد تلك الأراضي الخصوبة ويجعلها غير صالحة للزراعة فيما بعد.
كل هذه المشاكل التي تسببها هذه الشجرة العنيدة على البيئة كافية لإثارة القلق. وهو امر نؤمن بأنه يستدعي من وزارة شؤون البلديات والزراعة اصدار قرار بمنع دخول هذه الشجرة او زرعها بالمملكة، بل واقتلاع الاشجار الموجودة فعلا سواء في البيوت أو الشوارع والحدائق حفاظاً على الحياة الطبيعية والبيئية والبنية التحتية للعقارات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك