شاهدت برنامجا ثقافيا في عطلة نهاية الأسبوع على قناة (RT) عن اللحوم البديلة وتصنيعها وكيف أنها خلال سنوات قليلة ستحل محل اللحوم الطبيعية، بل قريبا جدا ستجد في قائمة مطعمك المفضل شطيرة من اللحوم البديلة تحاكي قطع اللحم البقري في الشكل والملمس.
اللحم البديل يُصنَع في المختبر من خلال أخذ خزعة من الحيوان المراد تصنيع اللحم منه، بقرة أو دجاجة مثلا، وبعدها تؤخذ الخلايا الجذعية من العينة وتوضع في مختبر حيوي خاص حيث تُغذى بالجلوكوز والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، ويسمح هذا المزيج من الخلايا والعناصر الغذائية في ظروف خاصة بتطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية ناضجة مع توافر عوامل النمو تصبح في ما بعد اللحم المستزرع.
وتستغرق العملية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حسب نوع اللحم الذي يتم إنتاجه، وعندما تجتمع كمية كافية من هذه الألياف تتكون قطعة من اللحم الكاملة وتتشكل على شكل برجر أو ناجتس أو شرائح دجاج.
وقد ظهر أول هامبرغر مُصنع مخبرياً في 2013 على يد مارك بوست الأستاذ بعلم وظائف الأعضاء الحويصلية في هولندا.
مؤكدا خطر ببالكم لماذا اتجهوا إلى التفكير في إنتاج اللحوم البديلة، السبب في ذلك أن هذه اللحوم تتمتع بعدة مزايا صحية منها انخفاض نسبة الدهون الضارة، بحيث تحتوي على مزيد من البروتين والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (أحماض أوميغا 3) مقارنة باللحوم التقليدية.
وتزرع اللحوم المستزرعة في بيئة معقمة، وبالتالي فمن غير المرجح أن تسمح بنمو البكتيريا الخطيرة فتسمى باللحوم النظيفة.
كما أن هناك مزايا بيئية فهذا النوع لا يستنزف الموارد البيئية
يقدر الباحثون أن اللحوم المستزرعة يمكن أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن التربية التقليدية للماشية، وعن تجهيز الأراضي وتسميدها لإنتاج العلف.
إضافة إلى كونها ألطف على الحيوانات فبينما يتطلب تناول اللحوم بالطريقة التقليدية قتل حيوان، لا تتطلب اللحوم المستزرعة إلا عينة صغيرة من الأنسجة تؤخذ من خلايا حيوان حي.
بالطبع المنتج النهائي لهذه اللحوم لا يزال بحاجة إلى مزيد من التحاليل من حيث المكونات وآثارها على صحة الإنسان، وأخيرا قبولها من جهة المستهلك.
شئنا أم أبينا سنجد اللحوم البديلة المخبرية على طاولتنا قريبا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك