متابعة ورصد: علي الباشا
فرّط المنامة في الطريق الأسهل إليه لتحقيق لقب تاريخي، بوقوعه في فخ التعادل مع الرفاع الشرقي، تاركًا الصدارة للخالدية الذي صار هو الآخر الأقرب للفوز بلقب تاريخي بعد ثالث موسم لانضمامه إلى أسرة كرة القدم؛ حيث وصل رصيده إلى (41) نقطة، متقدما بفارق نقطة على المنامة (40)، وستحدد نصف مباريات الجولة (غير المعلومة التاريخ) الفائز باللقب من بينهما؛ فالمنامة سيلتقي الأهلي، والخالدية سيقابل البحرين، بينما في صراع الملحق والهبوط فقد اشتعل بين فرق ثلاثة وهي الرفاع الشرقي والحالة والبحرين.
وكانت نتائج الجولة الـ«21» قد أسفرت عن فوز الرفاع على الحالة بأربعة أهداف لهدف، والخالدية على البديع بستة أهداف نظيفة، والبحرين على سترة بثلاثة لواحد، وتعادل المنامة مع الرفاع الشرقي إيجابيًا بهدف، والشباب مع الحد إيجابيًا بهدفين، والأهلي مع المحرق سلبيا بدون أهداف.
وأبقت نتائج الجولة على إثارة الدوري قائمة حتّى الجولة الأخيرة، والتي تهم نتائجها بشكل كبير وهي الخالدية والمنامة على اللقب، والرفاع الشرقي والحالة والبحرين لتحاشي الملحق والهبوط، والنقاط حتى نهاية الجولة هي على النحو التالي: الخالدية (41)، المنامة (40)، سترة (37)، المحرق (37)، الرفاع (36)، الأهلي (30)، الحد (27)، الشباب (26)، الرفاع الشرقي (21)، البحرين (18)، البديع (-1).
قمة الجولة
كانت كل أنظار المراقبين تتجه نحو لقاء المنامة مع الرفاع الشرقي؛ باعتباره قمة الجولة التي يمكن أن يُقرِّب المنامة أكثر من اللقب، ولكنه خذل جماهيره الكبيرة التي حضرت خلفه، فلم يخرج بغير تعادل إيجابي لا يُسمن ولا يُغني من جوع، فعلى الأقل هو لم يقدم فنيًّا ما يشفع له بالتفوق على الرفاع الشرقي، عدا فرصتي الهدف وأخرى في نهاية الشوط الأول فهو لم يصنع فرصًا حقيقية، والحال أن الرفاع الشرقي شكّل بارتداده المستمر نوعا من (الستارة) على أي انكشاف لمرماه فاعتمد على الكرات الطويلة ومن واحدة سجل منها هدفًا تعادل به ولا أعرف كيف لم يحسن عمّار التعامل مع كرة «خليف» الرأسية والكتفية! وعلى أية حال كان المنامة تحت ضغوط كثيرة تركت فاعليتها على أدائه الفني؛ فأدخل نفسه في نفق قد يكلفه الهدف الذي خطط له من بداية الموسم!
الكلاسيكو
الجولة أيضًا تضمنت مباراة القمة التقليدية أو «الكلاسيكو» بين الأهلي والمحرق، وقد كان يهم الأخير بصورة كبيرة، ولكن الفريقين أدّيا مباراة انحصرت فاعليتها وسط الملعب، حيث غاب عن المحرق سيد محمد جعفر «الحارس»، ووليد الحيام «الموقوف»، ولم نستشعر أي خطورة تذكرنا بما كانا عليه «أيام زمان» وإن كانا بعيدين عن المنافسة على اللقب، والمحرق ينتظر أقصى حد الحضور على منصة التتويج، ولكن برأيي إن لم ينافس أولًا فهي برأيي منافسة «شرفية» ليس إلّا!
سباق المائة متر
في الجولة كان الخالدية يدخل سباقًا من نوع آخر ويشابه سباق العدو (المائة متر)، حيث كان يبحث عن فوز مريح، وقلبه في مكانٍ آخر ينتظر تعثرا للمنامة مع الرفاع الشرقي، ولذا فإن سداسيته النظيفة مع البديع تبدو طبيعية، لكون الأخير هبط تلقائيًّا للدرجة الثانية، ولذا تفنن ومن دون صعوبة في تسجيل أهدافه وإحراز ثلاث نقاط مهمة؛ وتلقيه بُشرى تعادل منافسه.
المفاجأة
مفاجأة الجولة تمثلت في فوز البحرين على سترة بثلاثة لهدف، ولكنها من معيار آخر غير ذلك؛ لأن المباراة كانت تهم الفريقين، فوقع سترة في المحظور وترك للبحرين أن يفترسه ويبعده عن الاقتراب من المنافسة على لقب تاريخي، ولكن البحرين الذي كان يتمسّك بالقشة تعوّد الظهر بشكل جيد بين الفينة والأخرى، والتساؤل ما إذا كان يمكن أن يحدث المفاجأة الأكبر في الجولة الـ«22».
فوز منطقي
وفوز الرفاع الشرقي يعتبر منطقيّا، فالحالة الذي تبدو فيه الخلافات عاصفة في الجهاز الفني؛ كان طبيعيًّا أن يخسر من الرفاع «الأكثر ثباتًا» وبرباعية لهدف، وهو ما سيدخل الحالة في نفق الهبوط متى خسر من الرفاع الشرقي وفاز البحرين، ولعل مغادرة المدرب الكابتن محمد عبدالسميع للجهاز الفني تؤكد وجود الخلافات في الجهاز.
مباراة مفتوحة
مباراة الحد والشباب برأيي هي الأفضل؛ لأنّها كانت مفتوحة من الجانبين؛ فكلاهما كان يبحث عن الفوز، وتقدم الحد بهدفين بعدما أنهى الشوط الأول بهدف؛ لم يثبط من عزيمة لاعبي الشباب الذين كانوا يؤدون جيدًا أيضا ونجحوا في تحويل النتيجة للتعادل، والشيء الذي يستحق الذكر أن كلّا من الشملان «الحد» والماحوزي «سترة» كانا يحترمان لاعبيهما بإعطائهم حرية التحرك الهجومي!.
الهدّاف
أزاح لاعب الخالدية مهدي حميدان لاعب المنامة مهدي عبدالجبار عن صدارة الهدافين من خلال ثلاثيته «هاتريك» في مرمى البديع ليصل إلى «14» هدفا، بينما توقف مهدي عبدالجبار عند «13» هدفا، وصعد لاعب الحد تياغو ثالثا برصيد «10» أهداف.
الجولة الـ(22)
أصدر بيت الكرة جدول الجولة الـ«22»؛ نصفه بتاريخ والنصف الآخر من دون تاريخ، وأن تظل مباريات من دون تحديد الملعب والتاريخ فأعتقد أن هذا عمل غير علمي، لأن الفرق مبرمجة نفسها على تواريخ حُددت سلفا قبل أن تُعلّق من بيت الكرة، والعُرف عالميًّا أن تكون المباريات والتواريخ والملاعب محددة سلفًا، ويُمكن أن تُمثُّل «سقطة» لبيت الكرة من خلال لجنة المسابقات التي عُرفت باجتهادها الجيد في الجولات الماضية.
والمباريات المؤرخة هي التي ستقام يوم الإثنين الثامن من مايو الجاري: وسيلعب الرفاع مع البديع على ملعب استاد خليفة، وتعقبها مباراة سترة والشباب، بينما على استاد المحرق سيلتقي الحد والمحرق. أما المباريات الحاسمة لتحديد البطل وفريقي الملحق والهابط الثاني، فستكون بين الأهلي والمنامة، والرفاع الشرقي والحالة، والخالدية والبحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك